عادي
«تمرد فاغنر».. صدمة وخيانة ونهاية دراماتيكية

أخطر 48 ساعة في تاريخ بوتين.. «الطباخ» يسيطر ويهدد ثم يغادر

14:11 مساء
قراءة 5 دقائق
تمرد-فاغنر

الخليج - متابعات

انتهت أخطر 48 ساعة في تاريخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن انتهى التمرد المسلح الذي قاده رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، باتفاق، بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، وينص على نفي بريغوجين، المعروف بلقب «طباخ بوتين» إلى بيلاروسيا، بعد محاولته الفاشلة في الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية وتحديداً وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، وذلك بعد أن سيطر الطباخ على مدينتي روستوف وفورونيج وهدد بأنه سيكون هناك رئيس جديد لروسيا، في أحداث اتسمت بدايتها بالصدمة والشعور بالخيانة، وانتهت نهاية دراماتيكية غير متوقعة.

في أوج الأزمة وبعد سيطرة فاغنر على مدينة روستوف الاستراتيجية خرج الرئيس بوتين مخاطباً الشعب الروسي في كلمة وجه فيها كلمات الخيانة لبريغوجين، وتوعده برد حاسم وقاسٍ وسحق هذا التمرد. وقال إن: «تمرد مجموعة فاغنر المسلحة طعنة في الظهر، والمصالح الشخصية أدت إلى هذه الخيانة.. ما نواجهه اليوم هو خيانة داخلية، وتمّ جر قوات فاغنر لمغامرة إجرامية».

وأضاف فيها: «كل من يقف إلى جانب الخونة سيحاسب، ويجب إنهاء جميع التصرفات التي تزعزع وحدتنا، وسندافع عن دولتنا أمام أي تهديدات». مؤكداً أن «روسيا تخوض قتالاً صعباً من أجل مستقبلها. والقوى الأجنبية كانت تستفيد من الطعنات التي نتعرض لها، ولكن لن نسمح بتكرار ذلك».

ولكن بعد الخطاب زاد بريغوجين من تحديه لبوتين، قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أخطأ بشدة» باتهامه مقاتليه «بالخيانة»، مضيفاً أن قواته «لن تستسلم».

وذكر في تسجيل صوتي: «في ما يتعلق بخيانة الوطن أخطأ الرئيس بشدة.. نحن وطنيون.. لن يستسلم أحد بناء على طلب الرئيس أو الأجهزة الأمنية أو أي كان».

وأمر قواته بالزحف نحو موسكو بعد أن سيطر على مدينتي روستوف وفورونيج.

ولكن في مشهد دراماتيكي غير مفهوم وبعد ساعات من زحف قرابة 5 آلاف رجل من قوات فاغنر باتجاه موسكو وتوتر الأجواء الروسية في مقابل ارتياح أوكراني وغربي كبيرين بما يحدث من فوضى وتصعيد لا تعرف عواقبه داخل روسيا، فوجئنا بنهاية غير متوقعة للتمرد المسلح بعدما أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين عن وقف تحرّك قواته تجاه موسكو، مؤكداً أنها استدارت وغادرت في الاتجاه المعاكس، وذلك عقب مفاوضات قادها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، انتهت بقبول فاغنر التراجع، والالتزام بخفض التصعيد مع أخذ ضمانات أمنية للمقاتلين.

وجاء في رسالة صوتية نشرها بريغوجين عبر «تليغرام»: «أرادوا حل شركة فاغنر العسكرية الخاصة. تقدمنا خلال 24 ساعة، وبقي أقل من 200 كيلومتر إلى موسكو. خلال هذا الوقت، لم تنزف قطرة واحدة من دماء مقاتلينا».

وأضاف: «الآن حل الوقت الذي يمكن فيه للدماء أن تُراق؛ لذلك، وإدراكاً منّا للمسؤولية الكاملة عن حقيقة أن الدماء الروسية ستُراق على أحد الجانبين، كتائبنا تستدير ونغادر في الاتجاه المعاكس للمعسكرات الميدانية وفقاً للخطة».

وفي إطار التهدئة أعلن الكرملين إسقاط الدعوى الجنائية بحق قائد مجموعة فاغنر، وعدم ملاحقة من شاركوا في التمرد المسلح، بعدما أعلنت المجموعة العودة إلى أدراجها، ووقف التصعيد بعد وساطة بيلاروسية.

وجاء في بيان رسمي للكرملين، أنه تقرر إسقاط الدعاوى الجنائية بحق رئيس مجموعة فاغنر، مضيفاً: «حقن الدماء كان أهم بالنسبة لنا من معاقبة المتمردين». وأكد البيان أن السلطات الروسية لا تعلم مكان وجود قائد مجموعة فاغنر حالياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن: «مقاتلي فاغنر الذين رفضوا الانصياع إلى بريغوجين سيوقعون عقوداً مع الجيش»، وأن المشاركين في التمرد لن تتم مقاضاتهم.

وأكد بيان الكرملين، أن محاولة التمرد الأخيرة لن تؤثر في العملية الخاصة في أوكرانيا.

وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي تكشفت خلال أزمة «تمرد فاغنر»:

«الجمعة.. صدمة وخيانة»

* نشر بريغوجين مقطع فيديو صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا، ولأول مرة يرفض مبررات موسكو الأساسية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

* اتهم بريغوجين القوات الروسية بقصف قوات فاغنر، الأمر الذي تسبب بمقتل الآلاف من رجاله، وتعهد بالرد.

* في سلسلة من التسجيلات الصوتية اللاحقة على تليغرام، قال بريغوجين إن«شر«القيادة العسكرية الروسية» يجب أن يتوقف «وإن قوات فاغنر ستقود «مسيرة من أجل العدالة»ضد الجيش الروسي.

* رد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين، قائلا إنه دعا إلى«تمرد مسلح».

* حث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفكين مجموعة فاغنر على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.

«السبت.. تصاعد التوتر والقلق والخوف»

* قال بريغوجين إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا وهم على استعداد للذهاب«إلى أبعد مدى» في معارضتهم للجيش الروسي.

* دخل مقاتلو فاغنر مدينة روستوف بجنوب روسيا، حسبما قال بريغوجين في تسجيل صوتي نُشر على تليغرام.

* قال البيت الأبيض إنه يراقب الوضع بين روسيا ومجموعة فاغنر، وسيتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن التطورات.

* المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف يبلغ بوتين رسمياً بالقضية الجنائية ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح.

* حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا بجنوب روسيا ينصح السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم، حيث أصبح من الواضح أن قوات فاغنر قد سيطرت على مدينة روستوف.

* وزارة الدفاع الروسية تصدر بياناً تناشد فيه مقاتلي فاغنر التخلي عن زعيمهم، قائلة إنهم«خدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية».

* مصدر أمني روسي قال لـ«رويترز»إن مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو.

* بوتين يلقي خطاباً عبر التلفزيون يتعهد فيه بسحق«التمرد المسلح» ويتهم بريغوجين«بالخيانة» وبتوجيه«طعنة في الظهر»لروسيا.

* رفض بريغوجين اتهام بوتين له ولجماعته بالخيانة.

* جاء في بيان منسوب لقوات فاغنر أنه«سيكون لروسيا رئيس جديد».

* الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، يقول إن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريغوجين واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.

* الحكومات الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تصدر بيانات تقول إنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا.

* طائرات هليكوبتر عسكرية روسية تفتح النار على قافلة من متمردي فاغنر بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال الليل.

* الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقول إن«ضعف روسيا واضح» وإنه كلما احتفظت موسكو بقواتها ومرتزقتها في أوكرانيا لفترة أطول، زادت الفوضى التي ستدعوها إلى التراجع.

* رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو يتواصل مع الرئيس الروسي، ويعرض الوساطة لإنهاء التمرد المسلح.

* بريغوجين يقبل وساطة لوكاشينكو ويأمر مقاتليه بالعودة إلى قواعدهم السابقة في لوغانسك لتجنب إراقة الدماء.

«الأحد.. نهاية دراماتيكية غير متوقعة»

* قال الكرملين إن بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا«كما سيتم إسقاط التهم الجنائية ضده».

* كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي هو الضامن لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه بوساطة من لوكاشينكو.

* أعلن الحاكم الإقليمي لمدينة روستوف فاسيلي غولوبيف، عبر تليغرام، أن مقاتلي فاغنر غادروا المدينة بعد أن سيطروا عليها السبت وتوجهوا نحو معسكراتهم.

* ذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم رفع جميع القيود المفروضة على الطرق السريعة في البلاد.

* قالت وكالة تاس الروسية إنه تم إبقاء الإجراءات الأمنية على حالها على الطريق السريع بين موسكو وتولا.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yv66u2wc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"