عادي

هل تسقط صلاة الجمعة يوم العيد؟

21:57 مساء
قراءة 3 دقائق
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

معظم الناس اليوم يتساهلون في موضوع صلاة الجمعة في يوم العيد، بمعنى أنه يصادف أحياناً أن تأتي الجمعة في يوم العيد، فالناس معظمهم لا يصلون صلاة الجمعة في ذلك اليوم، بحجة أن صلاة العيد وصلاة الجمعة إذا اجتمعتا في يوم واحد سقطت صلاة الجمعة.

أقول وهذا القول يحتاج إلى تفصيل، لأن المسألة فيها خطورة، إذا تساهل معها الناس، سواء من الذين شهدوا صلاة العيد، أم لم يشهدوا صلاة العيد وناموا عنها، ولكن لما جاء وقت صلاة الجمعة نشطوا وقالوا: لا صلاة علينا للجمعة إذا اجتمعت مع صلاة العيد.

أقول إن صلاة العيد واجبة عند الأحناف، وفرض كفاية عند الحنابلة، وهي سنة مؤكدة عند غيرهم.

وصلاة الجمعة يوم العيد فرض لا يسقط عند الجمهور، لأن كلاً منهما عبادة مستقلة، وعند الحنابلة هي تسقط لمن صلّى العيد.

وإذا أردتم التوضيح مع الدليل، فهو كما يلي:

جمهور الفقهاء: صلاة الجمعة يوم العيد لا تسقط بأي حال، بل هي واجبة في حق كل مسلم، فعن النعمان بن البشير قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وبهل أتاك حديث الغاشية، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضاً في الصلاتين، رواه مسلم.

فهم الفقهاء، ولا سيما الأحناف والمالكية، بأن الجمعة والعيد كانا إذا اجتمعا في يوم واحد على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صلى الصلاتين كلتيهما ولم يترك واحدة منهما.

وقال أصحاب هذا الرأي: ليس للسنة أن تسقط الفرض، ومن أجل ذلك، فإننا نؤكد أن الجمعة لا تسقط، لأن صلاتها قطعية الثبوت والدلالة، والفرض لا يسقط بأحاديث تحتمل التأويل والضعف.

واستدل جمهور السلف بالآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع»، الآية 9 من سورة الجمعة، وقالوا بأن هذا الأمر أمر عام ثابت بدليل قطعي ولا دليل على تخصيصه.

وأما من ذهب إلى القول بأنه لا حرج في ترك الجمعة، وصلاة العيد تغني عنها، وأن الإمام يقيمها لمن رغب في صلاتها وهو مذهب الحنابلة، وقال ابن قدامة بأنه إن اتفق عيد في يوم جمعة سقط حضور الجمعة عمن صلى العيد، فقد استدلوا بحديث إياس بن أبي رملة قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم، قال: أشهدت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: كيف صنع الرسول؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل، هذا الحديث رواه أبو داوود وسكت عنه، ورواه الطيالسي، وقيل عنه بأنه حديث ضعيف.

والشافعية مع الأحناف والمالكية في هذه المسألة، إلا أنهم قالوا بأن الرسول رخص لأهل البوادي واستندوا إلى حديث عثمان، رضي الله عنه، أنه خطب فقال: يا أيها الناس، إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب منكم أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحد أن يرجع فقد أذنت له. رواه البخاري.

ويقول ابن حجر: والظاهر أن أهل العوالي كانوا ممن لا تجب عليهم الجمعة لبعد منازلهم: انظر «فتح الباري» حول حديث عثمان، وإلي هذا الرأي ذهب مركز الفتوى في جامع الأزهر الشريف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2z5yawjk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"