الحج

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

قال الله، تعالى: (وأذن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍ عميقٍ)، فقد شرع الإسلام العديد من الفروض على المسلم، ومنها فريضة الحج، حيث يعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو التوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك وشعائر معينة في المكان والزمان المحددين، فهو ليس مجرد فريضة يؤديها المسلم، بل فيها مجموعة عظيمة من الدروس والعبر، التي يستفيد منها ويتعلمها من أمور دنياه، مثل الصبر على أداء الطاعات، وتوحيد القلوب والأرواح بين الناس، فيجتمع فيه الأمير والفقير، والسيد والمأمور، ويلبسون لباساً واحداً ليس فيه تمييز بين شخص وآخر، ليعلمنا الله أن الناس عنده سواسية لا تفريق بينهم .

وتبرز أهمية الحج في كونه تجمعاً ضخماً يضمّ المسلمين من شتى بقاع الأرض، فهو يساعد في تعزيز روح الصبر وتحمل المشاق؛ لأنه يحتاج لجهود كبيرة، ويعوّد المسلم على البذل والعطاء، وغرس قيمة الكرم، ويكرّس مبدأ المساواة بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم، ويجعل المسلم يتعود على الالتزام بالوقت، ويعيد إلى ذهنه الذكريات المتعلقة بالنّبي، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام؛ لأن مكة مكان مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، وبذرة النواة لظهور الإسلام، ويُربي كذلك الحاج على حسن التعامل والأخلاق؛ لأنه لا يجدر به التحدّث بالألفاظ الجارحة أو القيام بالأخلاق المنافية لديننا الحنيف أثناء تأديته لمناسك الحج، حيث قال الله، عزوجل: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فُسوق ولا جدال في الحج).

وينتهي موسم الحج، ويعود الحجيج إلى أوطانهم بحصيلة وافرة من الخواطر والذكريات والمشاعر والأحاسيس التي عايشوها أو رأوها أو سمعوها في رحلتهم إلى البقاع الطاهرة والديار المُقدسة، وتمر على هذه المشاعر والخواطر والمواقف الأيام تلو الأيام والسنون تلو السنين، إلا أن مذاقها الرائع يبقى ملتصقاً بقلب وذاكرة الحاج طوال حياته، ويبقى مدى بقاء هذه الذّكريات الرائعة بمقدار المهابة والمكانة والحبّ الذي يضمره في قلبه لهذه الأماكن الطّاهرة، وهذه المشاعر والخواطر الإنسانية تنساب لكل من يكتب الله له سلوك تلك الرحلة الإيمانية الفريدة، وهي تفصح عن نفسها عبر كلمات هي أخلاط المشاعر والذكريات، فالذي لا يعرف جوهر الحج يعود من مكة دون تشبع بالرّوحانيات والنّفحات الإيمانيّة ، فنعمة الحج عظيمة لا يدركها إلا الفائزون وذوو الحظ العظيم.

مَنْ نالَ مِن عرفات نظْرَةَ ساعةٍ 

نالَ السُرُورَ ونالَ كلَّ مُرادِ

تاللهِ ما أحْلى المبيتَ على مِنى

في ليلِ عيدٍ أبركِ الأعيادِ

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48hrxuy4

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"