قنابل أمريكا العنقودية

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

أثار قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، في إطار صفقة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار، استنكار العديد من منظمات حقوق الإنسان وبعض الدول، ومنها ألمانيا، نظراً لم تشكله هذه القنابل من مخاطر، وانتهاكها لاتفاقية حظر القنابل العنقودية التي وقعتها 123 دولة، ودخلت حيز التنفيذ عام 2010.

تعتبر هذه الاتفاقية التي لم توقع عليها الولايات المتحدة إضافة مهمة إلى القانون الإنساني لأنها ترسي قواعد جديدة لكفالة عدم استخدام هذه الذخائر أو إنتاجها أو تخزينها ونقلها. وقد عمدت العديد من الدول من بينها كندا وفرنسا وألمانيا واليابان إلى تدمير مخزوناتها من القنابل العنقودية في حين تمتلك الولايات المتحدة نحو ثلاثة ملايين من هذه القنابل المعروفة باسم «قنابل داخل قنابل» والتي يمكن إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155، أو من الطائرات، وكل قنبلة تحمل 88 قنبلة صغيرة تغطي مساحة 30 ألف متر مربع ويمكن أن تنفجر فور ملامستها الأرض، أو  تبقى في الأرض بحيث تنفجر عند ملامستها.

وقد تم الاتفاق على حظر هذا النوع من الأسلحة لأنها تشكل حقول الغام مفتوحة تهدد المدنيين. ووفقاً للتقارير الدولية، فإنه تم استخدام القنابل العنقودية في 41 دولة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية من بينها فيتنام وكمبوديا وأفغانستان والعراق ولبنان، وأدت إلى قتل مئات الآلاف والتسبب في إعاقة الملايين الذين وقعوا ضحايا هذه القنابل.

ففي لبنان ألقت إسرائيل أكثر من أربعة ملايين قنبلة عنقودية على جنوب لبنان عام 2006 حصدت ما يقارب 300 ضحية بينهم 70 طفلاً، ورغم حملة التطهير التي نفذتها دولة الإمارات وشملت 84 قرية لبنانية ومساحة تزيد على ثمانية ملايين متر مربع، فإن بعض هذه القنابل والألغام لا يزال ينفجر بين وقت وآخر، إذ إن معظم القنابل العنقودية التي تستخدم في الحروب لا تنفجر وتظل مدفونة تحت الأرض لتعمل مثل الألغام الأرضية، وقد وثقت التقارير الدولية أن معظم ضحايا هذه القنابل هم من الأطفال.

ووفقاً لتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» حول الذخائر العنقودية عام 2020، تم اكتشاف 360 إصابة متعلقة بانفجار قنابل عنقودية في جميع أنحاء العالم خلال العام المذكور، بإجمالي 107 حالات وفاة و242 إصابة.

إن استخدام هذه القنابل يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني الذي يؤكد حماية المدنيين، لكن بالنسبة للولايات المتحدة فإن الحظر الدولي والقانون الإنساني لا يعنيان لها شيئاً لأنهما يحدّان من سلوكها العدواني المتأصل في سياستها تجاه العالم أجمع. لذلك فهي ترى أن تزويد أوكرانيا بمثل هذه القنابل تعبير عن ازدرائها للقونين الدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/776ecjyx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"