الأمّ هي التاج المرصّع الذي يزين حياة الأبناء، فهي النور الساطع الذي يُسعدهم وينير دروبهم ويبارك حياتهم ويضيف لها رونقاً قلّ نظيره، فلا قيمة للحياة بدون أمّ ولا بدون رضاها، فرائحتها الطاهرة والنقية في البيوت تمنحنا الشعور بالسعادة الدائمة؛ لأنها حنان وزّعه الله على خلقه كالأرزاق المباركة، فالأمومة عطاء لايملّ ولا يكلّ أبداً؛ لأنها عاطفة جامحة لايمكن أن تتأثر بأي شيء، فلو عرف الأبناء مدى تضحيات وإيثار الأم لقبّلوا قدميها طوال أعمارهم.
الكلمات لا يمكن أن تعبر بشكل كافٍ عن الأمهات، ولا تصف عطاءهن ولا رُقيّهن، فهن دائماً مسرات الحياة وبهجتها وأملها وروحها الطيبة والسعادة الدائمة، فهنّ هدايا الرّحمن، فيقمن بإخفاء دموعهن من أجل أبنائهن خوفاً عليهم من مطبات الحياة ووعورة طرقها، ويمثلن نور الحياة وسعادتها فلهنّ تأثير وقوة أبدية لا تنضب.
الأمومة.. شعور عظيم لا يُمكن أن يُعوّضه شيء أبداً؛ لأنّها كلمة عظيمة تحمل في طياتها العديد من المعاني والمشاعر والأحاسيس. وتُعتبر من أقوى الرّوابط الإنسانية، فهي علاقة بيولوجية ونفسية تجمع بين الأم بفلذات كبدها الذين تنجبهم وترعاهم.
والأمومة.. غريزة فطرية تتضمن استجابة سلوكية ثابتة نتيجة محفزات معينة، وكذلك وجود معرفة فطرية عند الأم تدفعها لتقديم سلوكيات تلقائية، وهو ما يُحفزها على إنجاب الأطفال وحبهم، ومعرفة ما يجب القيام به منذ ولادتهم، وتعلم ما يصلح أن تقوم به لأجلهم وما لا يصلح، وتهيئة الأجواء المناسبة لتنمية مهاراتهم وتعزيز درجة طموحاتهم، وتدريبهم على الاعتماد على ذواتهم، ومع مرور الوقت يصبحون قادرين على حل مشاكلهم، ومواجهة التحديات التي تعيقهم، ليسهل عليهم تجاوز الطّرق الوعرة التي تصادفهم في كافة مراحل حياتهم.
وغياب الأمومة من شأنه أن يجعل احترام الطّفل لذاته مُتدنياً، ويزيد من شعوره بالخجل، مما يؤدي لفقدانه الثقة بنفسه وبمن حوله، نتيجة شعوره بأنه غير محبوب أو لا يستحق الحبّ والاهتمام، والصعوبة في تكوين علاقات مع الآخرين، وإبداء سلوك مُعادٍ للمجتمع؛ حيث يشعر بعدم الانتماء والولاء له، والمعاناة من المشاكل العاطفية القاهرة.
فالأمومة تضع كل شيء في منظوره الصحيح، فهي من أجمل الأشياء، بل هي الأصل الذي نرجع إليه في حلّنا وترحالنا. ويرجع دائماً أصل الأشياء إلى الأم فيقال اللغة الأم، أي اللغة الأصلية للفرد. فقد صدق الشاعر العظيم حافظ إبراهيم الذي شبّه الأمَّ بالمدرسة التي إذا أُعدّت إعداداً جيداً من كافة النواحي التربوية والتعليمية كان نِتاجُها شعباً طيب الأعراق، وتحتوي كلمات هذا البيت من القصيدة على أكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية: الأمُ مدرسةٌ إذا أعددْتَها.. أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ.
[email protected]
https://tinyurl.com/55f4jemd
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![ترامب وزوجته ونائبه المرشح على بطاقته فانس وزوجته في ختام الاجتماع الجمهوري في ميلووكي(رويترز)](/sites/default/files/2024-07/6174275.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6174273.jpeg)
![داء «نيوكاسل» يجبر البرازيل على وقف بعض صادرات الدواجن](/sites/default/files/2024-07/6174271.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6174269.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6174266.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6174263.jpeg)
![مجلس النواب الليبي خلال جلسة سابقة](/sites/default/files/2024-07/6174259.jpeg)
![أحد المارة ينظر إلى الأضرار بنوافذ شقة بعد غارة بمسيرة حوثية بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب(بلومبيرج)](/sites/default/files/2024-07/6174255.jpeg)