عادي

«غضبة» عربية ودبلوماسية ضد السويد

18:24 مساء
قراءة 4 دقائق
منذ مطلع العام الحالي، جرى حرق المصحف أو صفحات منه، 3 مرات في السويد؛ الأولى في يناير حين قام المتطرف اليميني السويدي الدنماركي راسموس بالودان بهذا الفعل قرب السفارة التركية، والثانية في يونيو على يد سلوان موميكا، وهو لاجئ عراقي في السويد.
وبالأمس أعاد موميكا نفس الفعل، حيث رخصت له السويد تنظيم تظاهرة صغيرة لدوس وحرق المصحف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، لكنّه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق وفعل قبل أقلّ من شهر، في حين احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.
  • أزمة دبلوماسية مع العراق
هذه التصرفات المتطرفة قوبلت بموجة استنكار وتنديد وغضب واسعة في العالمين العربي والإسلامي، فقد اقتحم متظاهرون مقر السفارة السويدية في بغداد، الخميس، احتجاجاً على قرار السويد السماح لتظاهرة في ستوكهولم يجري خلالها حرق نسخة من المصحف، مما أدى لتصاعد الأزمة الدبلوماسية بين العراق والسويد.
وفي حين استدعت السويد القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم احتجاجاً على حرق السفارة الذي اعتبرته «أمراً غير مقبول على الإطلاق»، أمرت الحكومة العراقية بطرد السفيرة السويدية في بغداد، وسحب القائم بأعمالها من السويد.
  • غضب عربي واسع
استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، ليزلوت أندرسون، سفيرة السويد لدى دولة الإمارات، وأبلغتها احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين على سماح حكومة السويد لمتطرفين في العاصمة السويدية ستوكهولم، حرق نسخة من القرآن الكريم.
كما تم إبلاغ سفيرة السويد احتجاج الخارجية الإماراتية على تهرب السويد من مسؤوليتها الدولية وفي عدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد، مشددة على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلباً في تحقيق السلام والأمن.
كما عبّرت الوزارة عن رفض دولة الإمارات استخدام حرية التعبير كمسوق لمثل هذه الأفعال الشنيعة.
وسلمت عائشة بنت سويدان السويدي مديرة إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية مذكرة الاحتجاج إلى السفيرة.
وشددت المذكرة على رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها في العالم.
وأكدت مذكرة الاستدعاء أهمية احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي، والتي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
فيما استدعت قطر والسعودية وإيران سفراء السويد لديها وسلمتهم مذكرات احتجاج تندد وتطالب بوقف الاعتداء على مقدسات المسلمين.
بدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية إنها ستستدعي القائم بأعمال سفارة السويد لتسليمه مذكرة احتجاج، بعد أن منحت السلطات السويدية تصاريح رسمية لحرق وتدنيس نسخ من المصحف.
وطالبت الوزارة من خلال تغريدة على تويتر السويد باتخاذ كافة الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال التي وصفتها بالمشينة.
أيضاً دانت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، الجمعة، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأوضحت أن ذلك يعد تحدياً سافراً يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان، مؤكدة ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها، وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر.
وضمن ردود الأفعال الإسلامية الغاضبة، دانت دولة قطر الاعتداء على المصحف الشريف واستنكرت تكرار السماح بهذه الأفعال في السويد.
وقالت الخارجية القطرية إنه تم استدعاء سفير السويد في الدوحة، لتسليمه مذكرة احتجاج لمطالبة ستوكهولم باتخاذ إجراءات لوقف الممارسات المشينة.
كما دانت الخارجية الأردنية الواقعة المؤسفة في السويد، واصفة ذلك بأنه تصرف أرعن يؤجج الكراهية.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية تدنيس وتمزيق نسخة من القرآن الكريم، مؤكدة أن هذا التصرف تعبير عن الكراهية والعنصرية تجاه الدين الإسلامي الحنيف والقرآن الكريم.
وصدرت إدانات أخرى من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الجامع الأزهر في مصر الذي دعا جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستمرار في مقاطعة كل المنتجات السويدية نصرة لله وكتابه الكريم.
  • ردود فعل عالمية
اتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقف مساندة للسويد، فقد دانت الخارجية الأمريكية بشدة الهجوم على سفارة السويد في العاصمة العراقية بغداد، وقالت إن عدم تحرك قوات الأمن العراقية لمنع المتظاهرين من اختراق مجمع السفارة السويدية للمرة الثانية أمر غير مقبول، على حد قولها.
وقالت بريطانيا في بيان، إنها تدين بشدة الهجوم على السفارة السويدية في بغداد بسبب خطط حرق المصحف في ستوكهولم، ورحبت بعزم الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات بحق المسؤولين عن الواقعة.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تتابع بقلق التطورات بشأن السفارة السويدية في العراق، مشيراً إلى أن تدنيس الكتب المقدسة وأماكن العبادة أمر غير مقبول.
من جانبها، نددت تركيا بالتدنيس «الوضيع» للمصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثت السويد على «اتخاذ إجراءات رادعة» لتجنب أي عمل مماثل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtj5ztsk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"