الشارقة: أشرف إبراهيم
غيب الموت اليوم واحداً من أعلام النشر في الإمارات، فمآثر رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين السابق علي عبيد بن حاتم البلوشي لا يمكن حصرها في كلمات، فهو من أوائل الناشرين في الدولة، ونعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة والمؤسسة للجمعية الراحل في تغريدة على تويتر قالت فيها: «أسأل الله أن يرحم زميلنا العزيز علي عبيد بن حاتم رئيس مجلس الإدارة السابق لجمعية الناشرين الإماراتيين الذي توفي بعد أن ترك العديد من الإنجازات في قطاع النشر الإماراتي. ستبقى روحه بيننا وسنتذكر سيرته العطرة كل يوم»
ترك الراحل ضوءاً غامراً في مشهد النشر المحلي، وعلى المستوي العربي أيضاً، وكان قريباً من العديد من المشروعات الناجحة في هذا المجال، وستبقى ظلاله مشرعة في المدى، وذكراه ستظل محفورة في قلوب أبنائه من الناشرين الجدد الذين أمدهم بالمشورة، وكان عوناً لهم في تخطى العقبات بخبراته الواسعة، وإخلاصه الفائق لمجال النشر الذي أحبه إلى أن فارق الدنيا وهو ملء السمع البصر.
حفلت حياة الراحل بالعديد من المحطات، فقد شغل منصب رئيس مجلس الإدارة جمعية الناشرين الإماراتيين منذ إبريل/ نيسان عام 2019، لمدة أربع سنوات. وتولى منصب رئيس مجلس الإدارة في «دار ثقافة للنشر والتوزيع»، ودار «اوريكس» للنشر، و«دار الخليج العربي للمطبوعات التجارية»، كما تولى رئاسة مجلس إدارة شركة «سمارت ديزاين». وهو عضو مؤسس في «الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية»، ورئيس المكتب الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، كما شغل منصب أمين السر في «جمعية الناشرين الإماراتيين» وكان أحد الأعضاء المؤسسين لها، ومدير إدارة المعارض والفعاليات في «المؤسسة العامة للمعارض». وقد ترك الفقيد أثراً عميقاً في قلوب المثقفين، وأصحاب دور النشر خاصة.
ونعى رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين الكاتب عبدالله الكعبي الفقيد واصفاً إباه بأنه كان علامة فارقة في تاريخ النشر المحلي وسيرته العملية ملهمة للأجيال من بعده، بخاصة أنه قد ارتبط بجيل كامل من الناشرين الذين استفادوا كثيراً من رؤاه الواسعة، وفكرة المتطور إذ ساهم في بناء مؤسسات أصبح لها اسمها في ثقافة النشر الإماراتية.
وأعرب الشاعر والناشر علي الشعالي مدير دار الهدهد عن حزنه العميق لرحيل جبل شامخ مثله في الثقافة الإماراتية، كون الراحل كان صديقاً للناشرين الإماراتيين والعرب، وأنه دائماً يذكر له مواقفه النبيلة التي لا تنسى، إذ يرى أنه عاش شامخاً ورحل وهو في منتهى الشموخ بما قدمه من أعمال ستظل محفورة في قلوب الجميع.
ويعد الكاتب والناشر محمد نور الدين رحيل المبدع علي عبيد بن حاتم البلوشي خسارة كبيرة لا تعوض للساحة الثقافية في الإمارات والوطن العربي، بخاصة أنه كان من أشد المخلصين لثقافة النشر، وأحد الذين فرضوا احترامهم بعلمهم وثقافتهم، فضلاً عن إيمانه بضرورة أن يكون مجال النشر حلقة وصل مع المبدعين، لذا فإن رحيله مثل صدمة على كل المستويات.
