الشباب عماد الوطن

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في خلق الأجيال المتعلمة، فنحن ننظر إلى الشباب على أساس ما يقدمونه من جهد لوطنهم، فالجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه؛ لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد».
من سُنن الله في خلقه أن يمر الإنسان بمراحل متعددة منذ ولادته، ولعل مرحلة الشباب هي من أهم وأروع مراحل الحياة، فيها لذّة العيش في الصحة والنشاط، فيكون الإنسان في أوج قوته وعطائه، فتراه مُقبلًا على الحياة ساعياً في مناكبها، راغباً في خوض التجارب المتنوعة واكتساب الخبرات، يعينه في ذلك ما وهبه الله له من صحة وشغف التّجربة لما حوله، يدفعه الأمل لبلوغ قمم النجاح والتميز.
فالأوطان تزدهر بشبابها، فدورهم في بناء المجتمع متمثل بإنجازاته وتقدمه وتطوره، فهم عماد الوطن؛ لأنهم يُسهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، فهم صنّاع القرارات الحاسمة والأيدي العاملة اللازمة لبنائه، وتحريك عجلة الاقتصاد فيه، ومُحرك المشاريع التعاونيّة والتطوعيّة، وبوصلة الثقافة والتغذية الفكرية، والدم الذي يُضخ في عروق الوطن فيحركه لينهض به بين الأمم شامخاً، فبالشباب يتباهى وطننا في محافل العلم وساحات التطور والابتكار والمعرفة.
الشباب هم مقود التغيير الذي يتحول من خلاله الفساد إلى صلاح والظلم إلى نور والضلال إلى هدى، لاسيما إذا أنشئ الشباب على المبادئ والأخلاق الحميدة؛ حيث يعتبر هذا دور المجتمع الرئيسي تجاه الشباب، بما يوفره لهم من دورات توعوية لتوجيههم، ومرافق ترفيهية لاستغلال طاقاتهم، ومبادرات شبابية لتسخير قواهم في أبواب النفع والخير. ويقع على عاتق الأهل غرس مبادئ الخير والصلاح منذ الصغر، لتبقى راسخة في نفوسهم، ثابتة ومتجذرة في أعماق شخصياتهم.
فالنّبي عليه السّلام أخبرنا بأن سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظّله يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ومنهم شاب نشأ في عبادة الله، وفي ذلك دليل على أهمية التنشئة الحسنة والتربية القويمة. فما عليهم إلا أن يستثمروا طاقاتهم وجهودهم في خدمة المجتمع والنهوض به، والحرص على عدم تبديدها، والابتعاد عن رفقاء السوء، وعليهم التحلي بالأمل والتفاؤل لما هو قادم، والسّعي إلى خلق الفرص وترك التقاعس والكسل ومسبباته، فالشباب الناجح هو من يسعى لإحداث التغيير الذي يرغب بأن يراه في المجتمع، إيماناً بأنهم ثروة اليوم وكنز المستقبل وأساس التغيير، ودرع الأمة وسيفها، والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين، فطوبى للشباب القادرين على التحرر مما يرونه غير ملائم ولا يناسب حياتهم، ويسعون لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdftxsxw

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"