تضع مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، على رأس اهتماماتها تحقيق الرفاه الاجتماعي لمنتسبيها، وتقدم الرعاية الشاملة لجميع شؤون الأيتام داخل أسرهم الممتدة في إمارة الشارقة والمناطق التابعة لها من المنطقة الوسطى والشرقية، منطلقة من رؤية واعدة في التمكين المستدام للأيتام وأوصيائهم.
بيئة داعمة وأسرة متماسكة
وقالت منى بن هدة السويدي، المديرة العامة للمؤسسة: تنتهج المؤسسة خططاً بنّاءة لرعاية منتسبيها من أسر الأيتام، لضمان توفير بيئة داعمة وأسرة متماسكة لمجتمع سعيد، متقدم، متماسك، ومزدهر لتحقيق الرفاه والرخاء الاجتماعي مجسدين رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبناء أطر فاعلة في تمكين الإنسان على أرض الشارقة، وانطلاقاً من رعاية كريمة من قرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، والتوجيهات السديدة للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدماتِ الإنسانية، حيث تتكاتف الجهود للوصول بالمؤسسة إلى التميّز في الرعاية الاجتماعية للأيتام وأسرهم، الذي أسهم في المضي قدماً لمسايرة نهضة الإنجازات في الإمارة والتميّز فيها، بما يخدم فئة مهمة في النسيج المجتمعي، وهم الأيتام، فحملت هذه الرؤى الثاقبة قواعد انطلقت منها المؤسسة، وتفردت في رعاية أسر الأيتام.
بناء الأيتام وتمكينهم
ولفتت إلى أن المؤسسة ارتكزت على استراتيجيات شمولية وأهداف سامية، أساسها بناء الأيتام وتمكينهم في شتى المجالات. وتترجم المؤسسة عملها عبر برامج ومشاريع حيوية وضعت لها أهدافاً طموحة ورسخت منهجاً ورؤية، لتعزيز الريادة في التمكين المستدام للأيتام وأسرهم لتسمو بمنتسبيها للأفضل، مكرسين الجهود لتحقيق الرعاية الأفضل وضمان الاستقرار الشامل لهم، وأفردت جهودها لخدمة الأيتام والأسر، وتوفير كل سُبل الدعم الاجتماعي والمعرفي والنفسي والمادي لهم.
وأوضحت أن المؤسسة سخّرت مشاريعها، لتقديم الرعاية الشاملة للأيتام، وضمان الحياة الكريمة والرخاء المعيشي لهم، بتمكينهم من الإعتماد على أنفسهم تعليمياً واقتصادياً ومهنياً ونفسياً واجتماعياً وبيئياً. وأولت مساندة الأرامل اهتماماً واسعاً بتقديم الدعم المتواصل لهنّ في رعاية شؤون أبنائهنّ وتحقيق الاستجابات الإنسانية والإجتماعية الطارئة لهنّ. مشيرة إلى أن المؤسسة تحرص على المساهمة في رفع الوعي المالي والمعرفي والاجتماعي في وسط البيئية المعيشية لليتيم وأسرته، فتسعى لصون كرامته، وتحقيق الإشباع النفسي والمادي له ولأسرته، وتقدم خدمات وبرامج نوعية قائمة على الإلهام والإبداع والمعرفة. وتحرص على تنوير المجتمع بأسلوب العمل الإنساني تجاه الأيتام، وإشراكهم في الدعم والمساندة لتعميق مبدأ التكافل الاجتماعي.
وتتنوع البرامج والمشاريع التي تطرحها المؤسسة ساعية بها إلى تحقيق أهداف دؤوبة، وفقاً لأهدافها الاستراتيجية، وتطويراً لمنتسبيها في مختلف جوانب التمكين المقدمة، حيث عملت المؤسسة بمساراتها المتنوعة على تنفيذ كثير من البرامج المتخصصة.
وجاءت برامج التمكين الاقتصادي، لتسهم في سدّ احتياجات الأيتام المادية والمعيشية، وتأمين حياة كريمة ومستقرة لهم، وعليه وضعت مجموعة من البرامج التي تعالج هذه الاحتياجات، وتراعي التحديات التي تواجهها الأسر، وقد تعرقل مسيرة تمكين اليتيم، وتخفف العبء عن كاهلها، ومن هذه المشاريع: زكاة المال، والمشاريع الرمضانية، بما فيها المير الرمضاني، وعطية وفطرهم، وسدرة الأمنيات، وكافل يتيم، وكافل أسرة، ومساهمات دعم التعليم في علم بالقلم، ومشروع جبر.
«علم بالقلم»
وعملت المؤسسة عبر برامج التمكين الأكاديمي، على ضمان استمرار الأبناء الأيتام في مسيرتهم التعليمية، وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم وصقل معارفهم من خلال مشروع «علم بالقلم» الداعم لتعليم الأيتام.
ويتضمن مشروع «علم بالقلم» سلسلة من الخدمات الأكاديمية والمعرفية المتنوعة، حيث يُعنى بالاهتمام باحتياجات الطلبة التعليمية من الدعم المادي والمعنوي طوال مسيرة الطالب التعليمية، لتحفظ حق الطلبة الأيتام المنتسبين للمؤسسة في الحصول على برامج تعليمية متنوعة عبر المشروع.
ويتضمن المشروع عدداً من برامج الدعم التعليمي ومن أبرزها: سداد الرسوم الدراسية للطلبة المعسورين مادياً، ودعم تعليمهم في الجامعات والكليات والمعاهد التعليمية، وتوفير احتياجاتهم من الأجهزة التعليمية، وتقديم دروس الدعم التعليمي المتمثلة في دروس التقوية لرفع مستواهم الدراسي، وتكريم الأبناء المتفوقين، وتقديم دورات تطويرية تدعم من مهارات الطالب التعليمية، والاهتمام بالطلبة الموهوبين وتوفير البيئة المحفزة للموهبة والابتكار، ودعم الطلبة من فئة صعوبات التعلم، وإقامة البرامج المتخصصة لرعايتهم.
وتستهدف برامج التمكين النفسي ضمان الصحة النفسية السليمة للأيتام، ومساعدتهم على تخطي الأزمات والتبعات السلبية التي قد يسببها فقد الأب.
برامج نفسية
وتقدم المؤسسة برامج نفسية هدفها إلى مساعدة الأيتام على تخطي صدمة فقدان الأب مثل برنامج «تخطي» الذي يركز على الاهتمام بالصحة النفسية ووقاية الأبناء من التأثيرات السلبية التي قد تحدث نتيجة الفقدان، وبناء شخصية متزنة قابلة للتعامل مع المواقف الجديدة وإدارتها بأساليب تربوية واجتماعية متخصصة.
كما تُنَّظَم الجلسات الحوارية والورش التطبيقية لأمهات الأيتام الحديثات الانتساب للمؤسسة ضمن برنامج «رواء» بهدف الاحتواء الصحيح والتنفيس لمربيات الأيتام وتقديم الدعم النفسي لهن، وتدريبهن على التكيف مع الحياة الجديدة وإكسابهن مهارات ترفع من ثقتهن بأنفسهن.
«سند البيت»
ولم تغفل المؤسسة أهمية بناء الشخصية الاجتماعية للأيتام، فحرصت على تعزيز وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتحقيق دمج أفضل مع المجتمع، إذ تؤدي برامج التمكين الاجتماعي التي تطبقها المؤسسة دوراً مهماً في تنمية الجوانب الشخصية، والاجتماعية، والحياتية، لدى الأيتام، والمساهمة في خلق بيئة داعمة لهم، وتعزيز مشاركاتهم الإيجابية، ويأتي من بينها
مشروع «سند البيت» الذي يعد منهجا تطبيقيا شاملا، يستطيع أن يستفيد منه كل شاب يسمو إلى الإرتقاء وتطوير شخصيته لدرجة الكفاءة والتميز والتأهيل ليكون إنسانا فعالا في تعامله مع محيطة وسندا لمن حوله في أسرته، وغيرها من البرامج الهادفة إلى تعزيز الاندماج والتواصل الاجتماعي الإيجابي.
كما أتاحت المؤسسة الفرصة عبر برامج التمكين المهني الوظيفي الفرصة للأيتام لتحقيق الاستقلالية المادية وضمان مصدر دخل ثابت لهم، بتحسين قدراتهم السلوكية في المسار الوظيفي، والمساهمة في وضع بصماتهم المهنية في الورش العملية، انطلاقاً من إيمان المؤسسة بأهمية تنمية الجانب الإبداعي والعملي بما يواكب تهيئتهم لغرس مهارات مهنية ووظيفية مبتكرة بما يتواءم مع تحقيق مخرجات متوافقة للتحول التدريجي إلى الإستقلال المادي كبرامج التدريب والتطوير الوظيفي.
وأولت برامج التمكين الصحي أهمية كبيرة، ضماناً لتوفير الرعاية الصحية للأيتام والأوصياء والارتقاء بوعيهم وتثقيفهم صحياً سعياً لتمكينهم في الجانب الصحي وملامسة احتياجاتهم الصحية بطريقة تثقيفية وتعويدهم على أسلوب الحياة الصحي، ويشمل خدمات التمكين الصحي تقديم مساعدات في الجانب الصحي كسداد الرسوم العلاجية ورسوم إجراء عمليات جراحية، وكلف شراء أدوية، وتوفير مستلزمات طبية وإصدار وتجديد بطاقات صحية. وتقدم البرامج التوعوية والدورات والورش التي تقام على مدار العام لرفع الوعي الثقافي الصحي.
التمكين البيئي
ومن واقع معايشتها وزياراتها الميدانية، تطبق المؤسسة برامج التمكين البيئي بهدف تنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لمنازل الأيتام، لتوفير البيئة اللائقة لهم، استشعاراً بأهمية المسكن في توفير الإستقرار النفسي للأسرة، ما يحقق صحة نفسية أفضل لهم وتنوعت البرامج المقدمة في جانب التمكين البيئي، وجاء على رأسها مشروع «جدران» الذي يعد مشروعاً تطبيقياً يهدف إلى تحقيق بيئة سكنية حامية وصحية وملائمة لأسرة اليتيم، تنفذ عبره أعمال صيانة مختلفة لمنازل أسر الأيتام، وتوفر الخدمات الأساسية التي تجذب اليتيم للمنزل، وتحقق لديه تقبلاً لوضعه وواقعه، بتوفير المستلزمات الاستهلاكية اللازمة لكل أسرة، والتكفل ببعض أعمال الصيانة المنزلية، والقيام بأعمال الصباغة، وتزيين حدائق المنازل، وتوفير الأثاث والمفروشات.
الجميع مشاركون
وتؤمن المؤسسة، أن مسؤولية بناء قدرات الأيتام يتشارك فيها الجميع بدءاً من الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات العاملة على خدمتهم، وصولاً إلى المجتمع بمختلف فئاته، وتعمل المؤسسة من هذا المنطلق بالتعاون مع الشركاء على تأهيل الأبناء المنتسبين لها، وتمكينهم وتنمية مواهبهم العلمية والفكرية والإبداعية، وتوظيف طاقاتهم وقدراتهم بفاعلية وإيجابية، بإلحاقهم بالورش، والدورات التأهيلية، والأنشطة المجتمعية، وعقد الحلقات الشبابية مع النماذج الوطنية المُلهمة لتحفيز الأيتام ودفعهم للتمسك بأحلامهم وطموحاتهم وتنفيذ البرامج القيادية التي تدعم شخصية اليتيم وتبني بداخله الصفات القيادية، وقيم الحوار المثمر مع الآخر وتوظف المؤسسة برامجها التخصصية في المجالات النفسية، والاجتماعية، لتزويد الأيتام بالآليات والأفكار والأساليب المحفزة التي يحتاجون إليها للسعي نحو المستقبل بوعي ومعرفة ويحقق تعاون المؤسسة مع مختلف أفراد المجتمع ومؤسساته مبدأ تنوع الفرص المتاحة للأيتام لاكتساب الخبرات المختلفة وتحفيز الدافعية وصقل إبداعاتهم في المجالات المختلفة.
وتتبنى إدارة المؤسسة خططاً استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحقيق التمكين في مختلف مجالاته وتثقيف منتسبيها وإعدادهم لتحمل المسؤولية في الأسرة بعد غياب الأب، فتوفّر الفرص التي تطورهم وتمكنهم من المشاركة الفعلية في المجتمع التي ينعكس أثرها الإيجابي على اليتيم وأسرته.
