كما هو معروف أن بلادنا، ولله الحمد، تتميز بالتنوع الجغرافي والبيئي، حيث البحر والصحراء والجبل والأراضي الزراعية، وبالتالي فإن ثرواتها ومقوماتها متنوعة، ومع اكتشاف النفط، وتدفقه بكميات كبيرة، والبدء بتصديره، بات هذا الذهب الأسود، المورد الرئيسي للبلاد.
ومع هذا، فإن حكومتنا، كان لها نظرة بعيدة المدى، حيث بدأت مبكراً في وضع الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف استغلال الثروات غير النفطية، والاستفادة من التنوع البيئي، حيث كانت الرؤية عدم الاكتفاء بإيرادات النفط الكبيرة، كما فعل الكثير من الدول المنتجة للنفط في مختلف أرجاء العالم، بل إنها استثمرت جزءاً من موارد الذهب الأسود، في بناء وتجهيز بنية تحتية قوية من الخدمات الحيوية والمهمة. تم إنشاء الطرق، وإمداد الكهرباء والمياه، تم بناء صروح طبية وتعليمية، ومد مظلة الرعاية الاجتماعية لتكون شاملة وعامة، تم تجهيز القواعد لحياة سعيدة للناس، في أمن وعدالة.
لم تكن هناك سياسة للاعتماد على موارد النفط المالية، بل سياسة استغلال هذه الموارد واستثمارها، لبناء مشاريع في مجالات السياحة والترفيه والثقافة والفنون والعلوم، والتجارة، حتى باتت القطاعات غير النفطية مورداً مالياً ثابتاً متدفقاً. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حسابه في موقع «x» قال: «في إنجاز اقتصادي جديد لدولة الإمارات سجلت تجارتنا الخارجية غير النفطية رقماً قياسياً جديداً بوصولها لتريليون و 239 مليار درهم خلال ستة أشهر فقط من العام الحالي.. وواصلت صادراتنا غير النفطية أيضاً نموها بشكل كبير حيث تجاوزت خلال 6 أشهر ما كنا نحققه في عام كامل قبل خمس سنوات فقط.. وارتفعت صادرات الدولة غير النفطية مع أهم 10 شركاء تجاريين عالميين بنسبة 22٪ هذا العام، ما يؤشر لصحة سياساتنا الخارجية المتوازنة والنشطة والإيجابية التي يقودها رئيس الدولة حفظه الله. ستتجاوز تجارتنا الخارجية غير النفطية 2.5 تريليون هذا العام بإذن الله. وسنحقق الهدف الذي أعلناه بالوصول لرقم 4 تريليونات درهم في 2031. وكما قلنا سابقاً سيكون عام 2023 أفضل عام اقتصادي في تاريخ دولتنا.. وستبقى الدولة لاعباً رئيسياً في التجارة الدولية لترسخ موقعها كأحد أهم المراكز العالمية التي تربط شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه.. والقادم أفضل وأعظم بإذن الله».
