عادي

يوتيوب.. معركة يومية ضد المعلومات الطبية المضللة

16:38 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس (أ ف ب)

تعهد موقع يوتيوب، بحذف «النصائح» الخطرة في مجال الصحة التي ترد عليه، في خطوة لم تقنع متخصّصين في المعلومات المضللة، إذ يندّدون بنقص الشفافية.

ويؤكد فيديو على «يوتيوب»، أنّ الثوم يعالج السرطان، وآخر أن «فيتامين سي» يمكن أن يحل مكان علاج إشعاعي.

وفي مواجهة تفشي المعلومات الطبية الخاطئة منذ أزمة كوفيد-19، بدأ الموقع «المملوك لشركة غوغل» في عام 2022، مطاردة المضامين المناهضة للقاحات، ثم المحتوى الذي يشجّع على اضطرابات الأكل.

وبعد عام على ذلك، أكد يوتيوب عزمه الذهاب إلى أبعد من ذلك عبر ملاحقة المعلومات الكاذبة بشأن السرطان، مشيراً إلى أنّ الأشخاص الذين يُشخَّصون به «غالباً ما يتصفّحون الإنترنت لمعرفة أعراض المرض ومسارات العلاج، وللشعور (بالانتماء إلى) مجموعة ما».

وحذّر الموقع من أنّ مستخدم الإنترنت الذي ينشر معلومات صحية كاذبة سيحذف مقطعه، وبعد ثلاث محاولات سيتم حظر قناته أو حسابه، وهو قرار يمكن الطعن فيه، بحسب الموقع.

واعتبر عالم الاجتماع لوران كوردونييه، من مؤسسة ديكارت الفرنسية المتخصّصة في القضايا المرتبطة بالمعلومات خلال حديث لوكالة فرانس برس، أنّ يوتيوب «يمتثل فقط لالتزاماته» مع أن المنصة تؤكد أن مشروعها طويل الأمد.

وأشار إلى دخول قانون الخدمات الرقمية الأوروبي حيز التنفيذ في 25 آب/أغسطس، ويطلب من المنصات الرقمية الكبيرة اتخاذ تدابير ضد المعلومات المضللة والمحتوى غير المشروع.

وشكّك الباحث في فعالية التدابير المعلنة، مؤكداً أنّ «ناشري المعلومات الصحية المضللة موجودون بقوة على موقع يوتيوب بالفرنسية»، ولفت إلى انتشار إعلانات تحمل معلومات مضللة مثل تلك التي شوهدت في منتصف الصيف في مقاطع.

وقالت الصحفية أنجي هولان، رئيسة الشبكة الدولية للتدقيق بصحة المعلومات التي تعد وكالة فرانس برس جزءاً منها: «يضم موقع يوتيوب مضامين كثيرة لدرجة أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت جودة المعلومات تشهد تحسناً أم لا».

نقص الكفاءة والشفافية

ففي كل دقيقة، يتلقى الموقع أكثر من 500 ساعة من المواد الجديدة، ويمثل اكتشاف المعلومات الخاطئة، تحدياً تكنولوجياً ضخماً، وفقًا ليوتيوب، خصوصاً أن مقاطع الفيديو القديمة يجب أيضاً أن تخضع للتدقيق بموجب القواعد الجديدة.

إلى ذلك أسفت أنجي هولان على افتقار الموقع إلى الشفافية، في ما يتعلق بتحديد معاييره.

وقالت هولان التي تلقت شبكتها أموالاً من غوغل لمحاربة المعلومات المضللة إلى جانب منظمات أخرى لتدقيق صحة المعلومات بينها وكالة فرانس برس: «من الصعب جداً معرفة ما يفعله موقع يوتيوب».

وقال الصحفي الإسباني كارلوس هيرنانديس إيتشيفاريا، من شركة «مالديتا» للتحقق من صحة المعلومات: إن «الوسائل التلقائية تفشل فشلاً ذريعاً، خصوصاً عندما لا يكون الفيديو باللغة الإنجليزية». وشارك إيتشيفاريا في كتابة رسالة مفتوحة إلى موقع يوتيوب بشأن هذا الموضوع في كانون الثاني/يناير 2022.

كذلك انتقد «الرقابة» التي يمارسها موقع يوتيوب عبر حذف مقاطع فيديو «بدون أن يعرف مستخدمو الإنترنت سبب كون معلومة معينة خاطئة»، بينما تتوجه منصات أخرى إلى الحد من انتشار المحتوى الإشكالي على نطاق واسع أو إضافة سياق إلى هذه المواد.

وأكد موقع يوتيوب أنه حذف بين كانون الثاني/يناير ونيسان/إبريل 2023 أكثر من 8.7 مليون مقطع فيديو، تم رصد أكثر من 90% منها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

أدوات جديدة

ويبرر يوتيوب نفسه موضحاً أنه لا يرغب في تقديم «إشعار» مُفصّل من شأنه أن يسهّل مهمة مستخدمي الإنترنت الذين يرغبون في التحايل على قواعده.

وإلى جانب هذه الإجراءات، طوّر يوتيوب أدوات جديدة لتسليط الضوء على المحتوى الذي تنشره السلطات الصحية والمستشفيات. وفي فرنسا تُنشر معلومات في أسفل مقاطع الفيديو لمساعدة المستخدم على تحديد مصدرها.

وفي إطار المعركة اليومية ضد المعلومات المضللة في مجال الصحة، أعرب كليمان باستيه، من مجموعة «ليكستراكتور» l'Extracteur، عن «عدم ارتياحه لأننا نعهد إلى شركة خاصة بمهمة تحديد ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله، ومن هو الموثوق به في مواضيع معقدة إلى هذا الحد...».

ويخشى أن تؤدي سياسة يوتيوب الفعالة بلا شك على المدى القصير، إلى تعزيز نظريات المؤامرة على المدى الطويل التي ستجد منصات أخرى للتعبير عن نفسها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39pf3ypj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"