تابعنا قبل بضعة أيام الإعلان عن نشر كتاب جديد من تأليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حمل عنوان: «من الصحراء إلى الفضاء». الإعلان جاء برمزية على درجة عالية من الأهمية، لأنه تم في الفضاء، وكانت هذه المرة الأولى على مستوى العالم، حيث تشرف رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، خلال تواجده في محطة الفضاء الدولية، بإعلان الخبر، وقراءة مقتطفات من الكتاب. وقد ضم الكتاب خمس قصص، باللغتين العربية والإنجليزية، موجهة للطفل، وتصدّرت الكتاب كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، جاء فيها: «الأحلام العظيمة لها بداية، ولكنك لا ترى نهايتها، لأنها أبقى منك إذا أخلصت لها... وتعمر أطول منك إذا أعطيتها كلك»...
عنوان الكتاب حمل أيضاً دلالة عظيمة للإنجاز الذي تحقق للإمارات، حيث تمكنت في وقت قصير من الدخول وبقوة إلى نادي الدول القليلة المهتمة بالفضاء وسبر أغواره وكشف أسراره. الفارق الزمني بين الإنسان الذي عاش في الصحراء يكابد المعاناة والهم وظروف المعيشة القاسية، وبين تلك اللحظة التي وصل فيها نفس إنسان هذه الأرض إلى المريخ، لا يتجاوز بضعة عقود من الزمن، وهي مرحلة زمنية قليلة جداً تضمنت الكثير من المنجزات، والكثير من الهموم والخطط، والأفكار والمبادرات، لذا لا غرابة أن يكون مثل هذا الكتاب موجهاً نحو الطفل، ليفهم قوة العمل الذي تم، والمعاناة التي بذلت لبلوغ هذه المرحلة المتقدمة في سلم الحضارة البشرية.
أطفال اليوم هم وقود المستقبل ونوره، وهم من سيقود مرحلة النجاحات، بل والبناء عليها وتطويرها، وهذا الجانب منحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد العناية والاهتمام، لأن القراءة باب المعرفة، وهي كيان العلم، وإنتاج المخترعات، فنجده، رعاه الله، تبنى عدة مبادرات عظيمة، هدفها تنمية القراءة عند الطفلين الإماراتي والعربي، مثل مبادرة تحدي القراءة.
الاهتمام بطفل اليوم ورعايته، وتنمية القراءة في عقله وقلبه، من أسس المستقبل الواعد لهذه الأمة، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «غرس حب القراءة في نفوس الصغار، هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا». لذا كتب ويكتب سموه للأطفال، يبلغهم بالمعاناة التي كانت في الماضي، وينمي في قلوبهم الغضة حب العلم والشغف بالتطور والتقدم.
