عادي

زلزال المغرب أعاد قرويين إلى زمن أجدادهم

23:56 مساء
قراءة دقيقتين

أغرمان - أ ف ب

عند تخوم قرية مدمّرة يستخرج سكان المياه من بئر، لنقلها على ظهر حمار إلى مخيّم يعيشون فيه منذ أن دمّر الزلزال مناطق جبلية في جنوب المغرب، الأسبوع الماضي.

ولطالما كانت ظروف العيش في إغرمان، القرية النائية الواقعة في الأطلس الكبير، بدائية، لكن «كانت هناك مياه في المنازل»، بحسب محمد أوبلاي المقيم في القرية والبالغ 28 عاماً. ولدى تعبئته حاويات بلاستيكية بالمياه لاستخدامها في غسل الأواني وتحضير الطعام، علّق أوبلاي على الأوضاع بعد الزلزال قائلاً: «عدنا إلى الأيام الخوالي».

ومن جراء زلزال، ليل الجمعة، قضى ثلاثة أطفال في القرية المبنية منازلها من الطوب الطيني. وسوّى الزلزال بالأرض قسماً كبيراً من المنازل، وألحق أضراراً بالغة بما تبقى، حتى أن المسجد المبني حديثاً، قبل خمسة أشهر، لم يسلم.

ومتسلّقا أكوام الأنقاض التي لا تزال تفوح منها روائح الماشية النافقة العالقة تحتها، يستطلع أوبلاي حجم الأزمة التي تواجه القرية.

ويقول إن وزارة الداخلية «وفّرت لنا 72 خيمة، لكنّنا 90 عائلة»، ويضيف: «لا يمكننا أن نخزّن المؤن هناك. الأولوية لإيواء النساء والأطفال».

وقالت سعيدة أوشي، إنها بصدد تمضية ليلتها الأولى في خيمة، بعد خمس ليال أمضتها في الهواء الطلق تحت أشجار الزيتون.

وأضافت «قيل لي إننا قد نتمكن من إضاءة مصباح صغير بوصله بالمنزل الوحيد الذي لا يزال يتغذى بالتيار الكهربائي».

واستخدمت أوشي الفراش والوسادات التي وزّعتها جمعيات خيرية لترتيب مساحة للجلوس تتشاركها مع زوجها، واثنتين من بناتها، وثلاثة أحفاد.

وعلى الرغم من ترحيبها بهامش الراحة الإضافي الذي تستفيد منه، لا تخفي أوشي خشيتها على سلامة أحفادها.

«بعض من الأسمنت»

وأضافت: «خائفون على الأطفال، خائفون عليهم. أين هم؟ خائفون من أن يقع عليهم شيء ما، نحن خائفون جداً».

ودمّر ال زلزال مدرسة القرية فبات التلامذة يمضون يومهم خارجاً.وبات مطبخ أوشي يقتصر على مجموعة أوان حول موقد حطب تتشاركه مع غيرها من نساء القرية.

وتخزن الإمدادات الغذائية التي توزّعها جمعيات خيرية محلية تحت غطاء يلفحه لهيب الشمس الحارقة. وأبدى مصطفى شامون قلقه إزاء قرب حلول فصل الشتاء الذي يشهد أحياناً تساقطاً للثلوج في القرية.

ويأمل شامون بأن تساعد السلطات في إعادة إعمار المنازل قبل تساقط الثلوج. وقال الرجل البالغ 25 عاماً: «لا نملك الوسائل للقيام بذلك بأنفسنا». ويمارس شامون على غرار قرويين كثر وظائف عدة في الدار البيضاء، لإعالة عائلته. ويشدّد على عدم وجود أي نية لدى والديه للمغادرة «كما أن السكن في أنحاء أخرى كلفته باهظة جداً».

وعلى الرغم من كل شيء، لم تفقد أوشي الأمل، وتقول: «نريد فقط بعضاً من الأسمنت والتراب لإعادة بناء منازلنا بأنفسنا. أريد فقط غرفتي نوم ومطبخاً، هذا كل شيء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywwpfxnx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"