عادي

السعادة اضطراب نفسي

22:23 مساء
قراءة دقيقتين

كتاب «ربما عليك أن تكلم أحداً» للكاتبة الأمريكية «لوري غوتليب» (ترجمته إلى العربية نادين نصر الله) هو كتاب مثير للتفكير ومدهش في آن، يأخذنا إلى كواليس عالم العلاج النفسي، حيث يبحث المرضى عن إجابات، تبحث عنها مؤلفة الكتاب أيضاً، فبينما تستكشف «غوتليب» العوالم الداخلية في حياة مرضاها، تصل إلى حقيقة أن الأسئلة التي يعانون في إيجاد حل لها هي الأسئلة نفسها التي تطرحها على معالجها.

بحكمة مبهرة وحس فكاهي لافت، تأخذنا «غوتليب» (المولودة في 20 ديسمبر سنة 1966) إلى عالمها كمعالجة نفسية ومريضة في آن، تمحص الحقائق والخيالات التي نخبرها لأنفسنا وللآخرين، بينما نتأرجح على حبل الحب والرغبة، والمعنى والموت، والذنب والخلاص، والرعب والشجاعة، والأمل والتغيير.

هذا كتاب ثوري في صراحته، يأخذنا في جولة عميقة إلى مكنوناتنا، ويقدم لنا مشهدية بالغة الجرأة لمعنى أن تكون إنساناً، سرد مرح وملهم ومثير لحياتنا الغامضة والقوة التي نتسلح بها لتحويلها، حيث اقترح تصنيف السعادة على أنها اضطراب نفسي، وبذلك أدرجت في الإصدارات المستقبلية من أدلة التشخيص الرئيسية تحت اسم جديد: اضطراب عاطفي أساسي من النوع اللطيف.

في مراجعة للأبحاث ذات الصلة تبين أن السعادة غير طبيعية من الناحية الإحصائية، وتتكون من سلسلة منفصلة من الأعراض، وترتبط بمجموعة من التشوهات المعرفية، وربما تعكس الأداء غير الطبيعي للجهاز العصبي المركزي، لكن قد تجد من يقدم اعتراضاً على هذا الاقتراح، يقوم على أن السعادة ليست ذات قيمة سلبية، ومع ذلك فإن هذا الاعتراض مرفوض باعتباره غير ذي صلة علمياً.

يطرح الكتاب سؤالاً: كيف نتغير؟ ويجيب: نتغير بحسب العلاقة مع الآخرين، والعلاقات التي تكتب المؤلفة عنها بين المعالجين النفسيين والمرضى تفرض ثقة متبادلة، تحدث التغيير المرجو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/d3sws36d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"