الأسهم الأمريكية تسبح ضد تيار عوائد السندات المرتفعة

سادت حالة من الذهول، أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة؛ بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية؛ ما كان له تداعيات على بعض الأسهم التي يتوقع أن تكون ذات خصائص شبيهة بالسندات. وانخفض المؤشر «اس آند بي500» بنحو 4% منذ أن أدت توقعات تشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي في سعر الفائدة الشهر الماضي إلى ارتفاع العوائد بالولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً، وتسارع تراجع الأسهم من أعلى مستوياتها التي وصلت إليها في أواخر يوليو/ تموز.

وفي حين أن ارتفاع العوائد يعد بصورة عامة ظروفاً معاكسة لأسهم النمو، فإن بعض الخسائر الحادة تركزت في القطاعات الأكثر ثباتاً مثل المرافق والسلع الأساسية والتي يطلق عليها «بدائل السندات»؛ بسبب أرباحها القوية والمستقرة، والتي ظلت في الأغلب تفوق سندات الخزانة على مدى العقد الماضي.

ويُنظر إلى هذه المدفوعات الضخمة، على أنها أكثر استدامة خلال الأزمات الاقتصادية، وقد جعلت العديد من المستثمرين ينظرون إليها على أنها ملاذ آمن عندما تعرضت الأسواق للاضطراب. ولكن تسبب ارتفاع عوائد السندات في إضعاف جاذبية بدائل السندات؛ حيث يمكن للمستثمرين الآن الحصول على عوائد أعلى على الديون الحكومية والتي تعد خالية من المخاطر تقريباً إذا تم الاحتفاظ بها لأجل محدد.

ويبلغ العائد على سندات الخزانة لمدة 6 أشهر الآن نحو 5.6%، فيما كان قطاع المرافق يحقق عائداً 4% والسلع الأساسية 3% ونتيجة لذلك تلقت أسهم بدائل السندات ضربة كبيرة في الأسابيع الأخيرة.

• الشركات الاستهلاكية

وانخفض قطاع المرافق في «اس آند بي» بنسبة 13% منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي الشهر الماضي؛ وهي فترة شهدت أيضاً انخفاضاً في أسعار السلع الأساسية على المؤشر بنحو 8% مع قيام المستثمرين أيضاً بتقييم التأثير في الشركات الاستهلاكية من فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن.

وعانت أيضاً القطاعات الأخرى المعروفة بجاذبية توزيعات الأرباح؛ حيث هبطت العقارات بنسبة 8% منذ اجتماع الفيدرالي وتراجعت أسهم شركات الاتصالات، «ايه تي آند تي» بنسبة 7% و«فيرايزون» بنسبة 8%. وسارع المستثمرون إلى تعديل محافظهم الاستثمارية في أعقاب نظرة الفيدرالي التي تشير إلى أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول، الأمر الذي عزز أيضاً الدولار وأدى إلى انخفاض الذهب.

ويقول الخبراء إن الأداء الضعيف للأسهم بديلة السندات يُظهر أن السوق اقتنع أخيراً بأنه أصبح في نظام أسعار فائدة مختلف تماماً. وأصبح أداء هذه الأسهم ضعيفاً بعد أن أظهر تقرير التوظيف الأمريكي يوم الجمعة أن نمو الوظائف تجاوز التوقعات وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، المعيارية، بأكثر من 4.8%. وسيكون تقرير مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس المقبل حاسماً بالنسبة للمستثمرين؛ لتقييم ما إذا كان الفيدرالي سيسعى إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر في مكافحته التضخم.

• نتائج الشركات الأمريكية

يبدأ الأسبوع بصدور نتائج أرباح الربع الثالث للشركات الأمريكية، مع تقارير العديد من البنوك الكبرى. وربما يحدد موسم الأرباح مسار الأسهم على المدى القريب؛ حيث لا يزال المؤشر يسجل مكاسب بنسبة 10% لهذا العام؛ حتى بعد تراجعه. وقد أدى الانخفاض الحاد في قطاع الخدمات إلى وضع المجموعة تحت تركيز المستثمرين بشكل خاص؛ وقد لا توفر الأرباح الكثير من التحسن.

وفي حين أن من المتوقع أن يشهد القطاع نمواً أقوى من إجمالي المؤشر «اس آند بي» في الربعين الثالث والرابع، فإن الزيادة المتوقعة بنسبة 8.6% في عام 2024 تتخلف عن الارتفاع المتوقع بنسبة 12% لإجمالي المؤشر. وفي حال الاعتقاد بأن العائد على السندات لأجل 10 سنوات سيصل إلى 5% ويستمر في الارتفاع قليلاً فمن المستبعد أن يكون أداء أسهم الخدمات جيداً.

أبرز أحداث الأسبوع

• الاثنين 9 أكتوبر
  12:50 يتحدث حاكم بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيفرسون
   
• الثلاثاء 10 أكتوبر
  6:00 مؤشر التفاؤل من الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة/ سبتمبر
  10:00 مخزونات الجملة/ أغسطس 
  نتائج: بيبسكو
   
• الأربعاء 11 أكتوبر
  8:30 مؤشر أسعار المنتجين/ سبتمبر
  14:00 محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر سبتمبر
   
• الخميس 12 أكتوبر
  8:30 المطالبات الأولية لإعانة البطالة في 7 أكتوبر
  8:30 مؤشر أسعار المستهلك/ سبتمبر
  8:30 مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي
  نتائج: دلتا ايرلاينز
   
• الجمعة 13 أكتوبر
  8:30 مؤشر أسعار الواردات/ سبتمبر
  8:30 مؤشر أسعار الواردات يطرح منه الوقود سبتمبر
  10:00 ثقة المستهلك (أولية)/ أكتوبر
  نتائج: بلاكروك، سيتي غروب، ويلز فارجو