محمد بن ثعلوب الدرعي
من أكثر الإيجابيات التي رافقت المنتخب الوطني في وديتي كوستاريكا والكويت، عودة ملامح وشخصية «الأبيض» الغائبة منذ سنوات، فتحقيق الفوز مهم في مثل هذه المرحلة التي يمر بها المنتخب، ولكن الأهم إعادة بناء الشخصية، تمهيداً لعودة التوازن والثقة للمنتخب، وهذا ما تحقق على أرض الواقع إثر الفوز الكبير على كوستاريكا في أولى التجارب مع المدير الفني الجديد البرتغالي بينتو، ثم تكرار الفوز على الكويت الخميس الماضي بهدف دون رد، وقد أعطت حالة الانسجام المثالية بين عناصر المنتخب مؤشراً إيجابياً لعودة الشخصية، ولعل البداية الإيجابية للأبيض التي امتزجت بين الأداء والنتيجة تكون أولى خطوات عودة الشخصية الاعتبارية للمنتخب الوطني، وثقتنا كبيرة بالإدارة الجديدة لاتحاد الكرة والجهاز الفني الذي يبدو أنه وضع يده على مصدر الخلل وبدأ فعلياً عملية التصحيح، وهذا في حد ذاته عامل مهم جداً سيسرع من عودة شخصية «الأبيض» ووجوده في المكان الذي اعتاده بين كبار آسيا.
ونجح كل من كريستيانو رونالدو وكليان مبابي في وضع بصمة واضحة، حيث كانا سبباً مباشراً في تأهل منتخبي البرتغال وفرنسا إلى نهائيات كأس أوروبا المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، وكان رونالدو ومبابي أحرزا هدفي فريقهما ليواصل منتخب البرتغال مشواره المثالي في التصفيات بالعلامة الكاملة؛ محققاً الفوز السابع على التوالي، فيما كان فوز فرنسا على النمسا هو السادس لمنتخب الديوك في التصفيات، وكانت الجولة الأخيرة للتصفيات الأوروبية ليورو 24 استثنائية لرونالدو الذي أصبح أول لاعب في أوروبا على مر التاريخ يسجل 7 أهداف لمنتخب بلاده وهو في عمر 38 عاماً، رافعاً رصيده من الأهداف الدولية إلى 125 هدفاً في صدارة هدافي المنتخبات على مستوى العالم. أما الفرنسي مبابي، فقد رفع رصيده الدولي من الأهداف إلى 42 هدفاً متجاوزاً رصيد ميشيل بلاتيني ليقترب خطوة جديدة نحو معادلة رصيد جيرو أوليفيه الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا برصيد 54 هدفاً، والتألق اللافت لمبابي، الذي لا يزال في بداية العشرين من العمر، يمنحه الأفضلية لتحطيم جميع تلك الأرقام واعتلاء عرش الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا.
آخر الكلام
التجربة الودية الثالثة لمنتخبنا الوطني أمام المنتخب اللبناني اليوم، يجب أن تكون استمراراً للبداية الجيدة والصورة المثالية التي ظهر عليها المنتخب في تجربتي كوستاريكا والكويت والتي قدمت «الأبيض» بصورة جيدة نتمنى أن تتواصل بشكل أفضل في الأيام المقبلة.
