قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة «أليانز»: «إن الاقتصاد الأمريكي يشهد حالة عدم اليقين؛ بسبب غياب الرؤية لدى مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين ما زالوا مصممين على خفض التضخم إلى هدفهم البالغ 2%». وأضاف في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، الجمعة، «لا يمكنك قيادة السيارة من دون أن تفهم بعض الشيء كيف يبدو الطريق أمامك. لا يمكنك مجرد النظر إلى مرآة الرؤية الخلفية ومحاولة التكيف مع كل منحنى مررت به للتو».
وانتقد العريان الكيفية التي يتعاطى بها الفيدرالي مع سياساته النقدية، مشبهاً الأمر بمن يقود السيارة دون أن يكون على دراية نسبية بحالة الطريق أمامه، وبأن مجرد النظر إلى المرآة الخلفية ومحاولة التكيف مع كل منعطف لا يكفي للوصول بأمان. وقال: «ليست هذه هي الطريقة الصحيحة التي تدار بها السياسات، خصوصاً إذا تأخر تأثيرها الإيجابي. هذا هو أول احتياطي فيدرالي أعرفه يتصرف بهذا الشكل».
ويأتي تعليقه بعد أن ألقى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً في النادي الاقتصادي في نيويورك الخميس. وأشار باول إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مرة أخرى في اجتماعه في الفترة من 31 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 1 نوفمبر/ تشرين الثاني مع ترك احتمال رفع آخر مفتوحاً في حالة ظهور المزيد من العلامات على النمو الاقتصادي المرن.
- مخاطر حقيقية
وقال العريان أيضاً: «إن مخاطر التشديد المفرط للسياسة النقدية حقيقية»، آملاً أن يبقي «الاحتياطي الفيدرالي» على سعر الفائدة القياسي الحالي من دون تغيير هذا العام من أجل الاستقرار الاقتصادي.
وشدد على وجود «خطر أننا إذا حاولنا الوصول إلى 2% بسرعة كبيرة جداً، فسوف نكسر شيئاً ما في الاقتصاد. إنهم بحاجة إلى التحول من الاعتماد المفرط على البيانات الحالية إلى الاعتماد على البيانات التي لها تأثير أكبر في المستقبل، وهذا ما كنت أتمنى حدوثه هذا الأسبوع ولم يحدث».
اقتربت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 أعوام من 5%، في حين هبطت عوائد سندات الخزانة أجل سنتين، أشد حساسية لتحركات «الفيدرالي» الوشيكة، بعد أن صرّح باول بأن البنك سيواصل بحذر زيادة أسعار الفائدة واستشهد بأدلة على أن السياسة النقدية لا تُعد متشددة للغاية. بدأت عائدات سندات الخزانة الأمريكية تتراجع خلال التداولات في الولايات المتحدة.
- التزام الصمت
وقال العريان: «هذا يوضح لك أنه في الوقت الحالي من الصعب للغاية تحقيق التوازن الصحيح عندما تتحدث عن السياسة النقدية؛ لذلك من الجيد أنهم يلتزمون الصمت، لأن ذلك هو مصدر لعدم الاستقرار»، في إشارة إلى قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بالدخول في فترة التعتيم؛ حيث يُمنع المسؤولون من الإدلاء بتعليقات عامة حول الاقتصاد أو توقعات السياسة قبل اجتماعه المقبل. وبصرف النظر عن باول، ظهر أيضاً العديد من المتحدثين الآخرين في بنك الاحتياطي الفيدرالي في أحداث مختلفة الخميس.
وقال العريان: «لكننا في الأساس نحتاج إليها، لتحقيق الاستقرار في سوق السندات. سوق السندات أمر بالغ الأهمية للأسواق الأخرى، لسوق الإسكان، وللاقتصاد. لن نحصل على عوامل استقرار من الجانب الاقتصادي؛ لذلك نحن بحاجة ماسة إلى عوامل استقرار من الجانب السياسي». (بلومبيرغ)
