عادي
بمشاركة أكثر من 800 من خبراء ورواد القطاع

«الاتحاد الأفروآسيوي للتأمين» يبحث في أبوظبي تطورات ومستجدات الأسواق

18:16 مساء
قراءة 5 دقائق
جانب من فعاليات المؤتمر

أبوظبي: عدنان نجم

انطلقت فعاليات المؤتمر الثامن والعشرين للاتحاد الأفرو آسيوي للتأمين وإعادة التأمين (فير 2023) الاثنين، في مركز أبوظبي للمعارض، بمشاركة أكثر من 800 من المسؤولين التنفيذيين وصناع القرار في أسواق التأمين العالمية وعلى وجه الخصوص من الدول الأفريقية والآسيوية الأعضاء في الاتحاد بالإضافة إلى المشاركة الواسعة والفاعلة من سوق التأمين الإماراتي.

ويناقش المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات للمرة الأولى وتنظمه جمعية الإمارات للتأمين بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الأفرو آسيوي للتأمين وإعادة التأمين بدعم من دائرة الثقافة والسياحة ممثلة في مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض على مدى ثلاثة أيام (20 إلى 22 نوفمبر الجاري) آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها صناعة التأمين على المستوى الإقليمي والدولي والتحديات التي تواجهها ومحاولة بلورة حلول يمكن تبنيها خلال الفترة المقبلة.

وقال خالد محمد البادي رئيس جمعية الإمارات للتأمين (رئيس الدورة الجديدة للمؤتمر) في الكلمة الافتتاحية إن استضافة دولة الإمارات هذا الحدث المهم الذي يجمع القادة والخبراء والمهنيين من كبريات شركات التأمين وإعادة التأمين وشركات الوساطة العالمية والإقليمية الذي يتمحور موضوعه الرئيسي هذا العام حول السؤال المثير للاهتمام (هل يستمر تصلب أسواق إعادة التأمين) وما إذا كان تصلب سوق الإعادة هو ظاهرة مؤقتة أم يمكن أن تستمر هذه الاتجاهات بالفترة المقبلة في ظل التطورات والتحديات الجديدة وما هي تأثيرات هذا التشدد على شركات التأمين على الصعيد الإقليمي والدولي.

تبادل الخبرات

وأكد علاء الزهيري رئيس الاتحاد الأفرو آسيوي للتأمين وإعادة التأمين أن التحديات التي تواجه صناعة التأمين تتزايد يوماً بعد يوم لافتاً إلى أن الكوارث الطبيعية غير قابلة للتنبؤ بها وتتخذ طابعاً أكثر شدة وعنفاً في حين أن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة يؤثران سلباً على الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى تأثيرات التوتر الجيوسياسي والحروب والصراعات المسلحة التي تترك وراءها آثاراً كبيرة من المعاناة والدمار.

وقال الزهيري: «نحن هنا لمناقشة أسباب تصلب أسواق إعادة التأمين وإلى متى سيستمر هذا التصلب بالإضافة إلى كيفية تحويل التحديات التي تواجه صناعة التأمين إلى فرص، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هذه المهمة قد تبدو شاقة ومستحيلة فقد أثبت الزمن أنه لا يوجد شيء لا يمكن تحقيقه عندما نجتمع ونفكر فيها بإخلاص وجدية».

واختتم الزهيري بأنه منذ تأسيس الاتحاد في عام 1964 كان الهدف الرئيسي دائماً هو توفير المعلومات وتبادل الخبرات والتعاون وبناء علاقات تجارية مثمرة بين الدول الأعضاء منوهاً بأن هذا الهدف لم يتغير لكن بوسائل مختلفة. داعياً إلى المشاركة النشطة في حلقات النقاش ودمج أساليب جديدة لحل المشكلات والاستفادة من الخبرة الجماعية من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

تحديات عديدة

من جهته أوضح مؤمن مختار الأمين العام للاتحاد الأفرو آسيوي للتأمين وإعادة التأمين في كلمة بالجلسة الافتتاحية أن العالم يتغير بسرعة والتحديات التي تواجه صناعة التأمين تتزايد باستمرار لافتاً إلى أن أنماط الطقس العنيفة وزيادة الجرائم الإلكترونية وتصاعد التضخم ونقص الإمدادات الغذائية والتضخم الاجتماعي وزيادة متوسط العمر المتوقع، كل هذه المخاطر الأساسية تساهم في معاناة البشر وفي وضع الاقتصادات تحت الضغط وجعل أداء التأمين أقل قابلية للتنبؤ به.

تطورات إقليمية ودولية

وفي تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، توقع خالد محمد البادي رئيس جمعية الإمارات للتأمين أن تكون النسخة الجديدة من مؤتمر الاتحاد الأفرو آسيوي للتأمين وإعادة التأمين الذي تستضيفه دولة الإمارات بالغة الأهمية والتميز في ظل التطورات التي تشهدها صناعة التأمين على المستوى الإقليمي والدولي والتحديات المستجدة التي تواجهها خلال السنوات الأخيرة ومحاولة التوصل إلى توصيات تتواكب مع تلك التحديات.

تشدد سوق إعادة التأمين

وذكر خالد البادي أن موضوع تشدد سوق إعادة التأمين يفرض نفسه بقوة على مجريات المؤتمر لافتاً إلى أن موضوع التشدد في تجديد اتفاقيات الإعادة في ظل الظروف الراهنة يأتي على رأس التحديات التي ستواجهها شركات التأمين مع توافر مؤشرات قوية بأن أسعار التجديد لعام 2024 سوف تتخذ منحى تصاعدياً وعلى الأخص في بعض أنشطة التأمين لأسباب ترجعها كبريات شركات الإعادة إلى استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وزيادة تواتر وشدة خسائر الكوارث وبالتالي فإن مفاوضات تجديد اتفاقيات الإعادة لن تكون سهلة للعام القادم، مشيراً إلى أن شركات التأمين في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط عموماً لن تكون بمعزل عن هذه التطورات والتحديات لكن الشركات القوية ذات المركز المالي القوي ستكون بوضع تفاوضي أفضل.

الكوارث الطبيعية

وفي موضوع الكوارث الطبيعية وانعكاساتها على شركات التأمين قال البادي: شهد العالم خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص زيادة أعداد وحدة الكوارث لافتاً في هذا الخصوص إلى أن الأنماط الكارثية اختلفت بشكل ملحوظ حيث شهدنا على سبيل المثال لا الحصر سيولاً جارفة في دول قلما كانت تشهد هطولًا للأمطار في حين أصبحت التغيرات المناخية عنيفة من حرائق ضخمة وفيضانات جارفة وغيرها من العوامل الطبيعية التي ألقت بظلالها على شركات التأمين وإعادة التأمين وتسببت بخسائر ضخمة لها في حين توجهت شركات الإعادة على وجه الخصوص إلى إعادة النظر في سياسات التسعير واحتساب المخاطر.

«كوب 28»

وأوضح البادي في تصريحاته على هامش المؤتمر أن دولة الإمارات سوف تستضيف مؤتمر الأطراف (كوب 28) خلال الفترة من 30 نوفمبر الجاري إلى 12 ديسمبر المقبل لافتاً إلى أن قطاع التأمين سيكون له دور مهم في مناقشات المؤتمر المتعلقة بمواجهة التغيير المناخي وتصورها لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الكربون.

الذكاء الاصطناعي

أكد خالد البادي في تصريحاته أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاكتتاب والمطالبات والتوزيع في قطاع التأمين ستكون أحد أبرز الموضوعات الرئيسية في المؤتمر لافتاً في هذا الخصوص إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدم المساعدة لشركات التأمين والوسطاء وحاملي وثائق التأمين من حيث زيادة الكفاءة والفعالية وحجم تبادل المعلومات وتوفير حلول لمعظم المشاكل التي تواجه القطاع خصوصاً من ناحية التعويضات أو المقاصة وتقييم الأخطار بطريقة دقيقة وتوفير الوقت والمال. البادي أشار إلى أن شركات التأمين في دولة الإمارات ليست بمعزل عن التطورات التي تشهدها صناعة التأمين على المستوى العالمي لافتاً إلى أن شركاتنا قامت وتقوم بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتحليل المخاطر والتنبؤ بها وتصميم وثائق تأمين ملائمة لاحتياجات العملاء المختلفة.

الهجمات السيبرانية

وقال البادي إن الهجمات السيبرانية ستكون أحد موضوعات النقاش المهمة لافتاً إلى أن العديد من شركات التأمين على المستوى العالمي بدأت في التوسع في برامج التأمين ضد هذه الهجمات في ظل توقعات بأن يكون هذا النوع من التأمين من أكثر القطاعات الواعدة في المرحلة المقبلة. وأوضح البادي أن سوق التأمين الإلكتروني في دولة الإمارات والسعودية يعد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط مع تأكيد الخبراء في قطاع التأمين أن سوقاً واعداً للتأمين ضد الأخطار السيبرانية بدأت تتشكل ملامحه بصورة أكثر وضوحاً في دولة الإمارات مع الازدياد الكبير في محاولات اختراق المواقع الإلكترونية وتهديد البيانات لافتاً إلى ان العديد من شركات التأمين الإماراتية أعلنت مؤخراً عن توسيع عروض المنتجات في هذا المجال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bd4e8px

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"