ألكسندر هومبولت في «كوب 28»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في إطار فعاليات (كوب 28)، الحدث المعاصر الأكبر لإنقاذ الأرض والبيئة والمناخ والوجود البشري على الكوكب الوحيد الصالح لسكن الإنسان، أشرت، قبل يومين، إلى صدور كتب متخصصة في هذا المجال الثقافي الحيوي، وجميعها من وجهة نظري لا تخدم فقط علماء ومفكّري وسياسيي البيئة والمناخ والكوكب، بل تخدم هذه الكتب الصادرة في الإمارات الصحفيين والإعلاميين والمنشغلين بالبحث العلمي الكوكبي أو الأرضي، إن جازت العبارة، بل إن هذه الكتب البيئية والمناخية، وجميعها منقولة إلى العربية وصدرت في سنوات سابقة عن مشروع كلمة في أبوظبي يمكن أن تهمّ، من وجهة نظري، حتى الأدباء والفنانين.
اليوم أقرأ لك كتاباً مهماً في هذا السياق صدر أيضاً عن مشروع (كلمة) بعنوان (اختراع الطبيعة) للباحثة الإنجليزية (من أصول هندية مواليد 1972)، أندريا وولف، والكتاب هو قصة حياة ومغامرات رحّالة العالم والأرض (ألكسندر فون هومبولت).
هومبولت الذي نقلته إلى العربية عبلة عودة، ليس مجهولاً حين نقرأ روايته البحثية المغامراتية في الغابات والجبال والأودية، بين البستانيين، وبين شعراء ومثقفين وزعماء دول، لا بل أثره البالغ في كتّاب كبار مثل (غوته).
ألكسندر فون هومبولت ألمانيّ الأصل، عاش من 1769 وإلى 1859، مهووس بالملاحظات العلمية كما تقول المؤلفة (وولف) المذهولة هي به أيضاً، ثم من لا ينذهل برجل أسطورة كان يعشق الطبيعة والأشجار والجبال أكثر من عشقه لكل ملذات عصره.
كتب هومبولت عدداً من المؤلفات أصبحت بعد موته، بل في أثناء حياته، مرجعاً علمياً لأوائل من بحثوا وكتبوا في الطبيعة والمناخ والبيئة. كان شاعراً وهو الرحّالة الجغرافي العلمي حين يتحدث عن الأشجار، أشجار معمّرة، وأشجار حمراء، كما كتب عن الخشب، وعرف الأسماك التي تحمل في حراشفها طاقة كهربائية، تسلّق الجبال، وقاس بأدوات بدائية ضغط الهواء، وحرارة الأرض، وكان أوّل من نبّه البشر إلى أن المستعمر لا يقتل الإنسان فقط، بل ويقتل الأشجار.
كتب عن السلاحف والطيور والحيوانات، حيث مملكتها الطبيعية هي الغابات (الرهبان كانوا يستخرجون الزيت من السلاحف)، وعرّفنا بالرئيس الأمريكي جيفرسون، ليس بوصفه السياسي، بل بوصفه عالماً ومثقفاً وبستانياً مثله مثل روح (هومبولت) البستانية.
شرح لنا هذا الرجل البيئي المناخي قبل نحو مئتي عام عن الجمرة الخبيثة، وكيف كان البيت الأبيض عبارة عن خرابة فقط قبل نحو 200 عام، ورأى هو أوّل مرة يُضاء بها (الكابيتول) بالغاز.
تقول أندريا وولف: إن داروين صعد على أكتاف هومبولت.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/uwfnpw5u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"