عادي
توفر فرصاً استثمارية واعدة

الزراعة في الإمارات.. سياحة خضراء تدعم استدامة البيئة

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»

استطاعت دولة الإمارات حجز مكان لها على خارطة السياحة إقليمياً وعالمياً، نظراً لما توفره من مقاصد سياحية لافتة، وأفكار إبداعية تجذب الزوار إلى كنوز تحفل بها الدولة، لا سيما كنوز الطبيعة.

و تولي دولة الإمارات، السياحة الزراعية، أهمية كبيرة، حيث يعمل هذا النوع من السياحة على إبراز كنوز المزارع المحلية، وما تتمتع به دولة الإمارات من مساحة زراعية مزدهرة ومتطورة، ومروج خصلة تدعم استدامة البيئة ومزارع خاصة تضم أشكالاً مختلفة ومتنوعة من النباتات والأنواع الحيوانية، وتوفر فرصاً استثمارية واعدة.

ضمن دورها في إبراز المواقع السياحية والترويج للسياحة ضمن القطاعات البيئية في الإمارات، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة محور السياحة الزراعية ضمن المشروع الوطني للسياحة البيئية الذي أطلقته الوزارة في عام 2019 تحت شعار «كنوز الطبيعة في الإمارات».

ويتميز مشروع السياحة الزراعية بكونه يسلط الضوء على إبداعات أصحاب المزارع المحلية للاستفادة منها والوقوف على الممارسات والخبرات التي يتبعونها، والاطلاع على أنماط الزراعة التقليدية والحديثة، والتعرف إلى التقنيات المستخدمة فيها، إضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية المتوفرة في العديد من المزارع النباتية والحيوانية في الدولة، مع إتاحة الفرصة أمام الزائرين لشراء ما يحتاجون إليه من منتجات نباتية وحيوانية من المصدر مباشرة بكلفة معقولة وجودة عالية.

ويروج محور «سياحتنا الخضراء» ضمن حملة استدامة وطنية، أبرز الوجهات السياحية المستدامة في دولة الإمارات، حيث تستهدف الحملة التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي تستضيفه الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي، إلى نشر السلوكيات الإيجابية نحو البيئة وتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية.

مقومات جديدة

وتهدف السياحة الزراعية إلى رفد المشروع الوطني للسياحة البيئية بعناصر ومقومات جديدة لتعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة البيئية العالمية، ورسم خريطة واضحة لأهم المعالم البيئية والزراعية في الدولة بما يسهل مهمة حمايتها والحفاظ عليها عبر منظومة تشريعية وقانونية متكاملة ومبادرات وبرامج تعمل على دعمها وتطويرها وضمان استدامتها، كما يهدف هذا النوع من السياحة إلى ربط الجمهور مع الطبيعة، ورفع الوعي بالممارسات الزراعية في الدولة وجودة الغذاء، وتشجيع المزارعين على تطوير وتوسعة نشاطهم عبر خلق دخل مالي إضافي، إضافة إلى تحفيز الجمهور على تبني سلوكيات الزراعة المجتمعية.

وتسعى وزارة التغير المناخي والبيئة من خلال هذا المشروع إلى إعادة زراعة بعض النباتات وإحياء الممارسات المستدامة التي كانت تستخدم في الماضي، كما تستهدف تعزيز أنواع هذا المفهوم السياحي البيئي ومنها السياحة الزراعية المباشرة للتسوق، والسياحة الزراعية للخبرة والتعليم، والسياحة الزراعية للأنشطة والترفيه.

وضمن المرحلة الأولى من محور السياحة الزراعية تم اختيار عدد من المزارع التي توفر تجربة سياحية فريدة من نوعها في الدولة ويصل عددها إلى 23 مزرعة من أجل تثقيف الزوار والمساهمة في زيادة الطلب على المنتجات والمحاصيل المزروعة محلياً.

وشملت معلومات المرحلة الأولى إضافة كافة البيانات والصور والمواد الفيلمية اللازمة حول هذه المزارع.

ريادة عالمية

ونجحت الإمارات في ترسيخ المكونات الرئيسية لنمو قطاع السياحة باحتلال المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة.

وتشكل السياحة واحداً من أبرز مقومات اقتصاد دولة الإمارات واستراتيجيتها المستقبلية لتنويع مصادر الدخل، حيث تُقدر مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 161 مليار درهم، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 10.6% بحلول عام 2027.

تجارب فريدة

وفي إبريل 2023 أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، بصفته رئيساً لمجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، قراراً باعتماد 71 نشاطاً اقتصادياً يمكن ممارستها في المزارع.

4 فئات

تتضمّن قائمة الأنشطة الاقتصادية المسموح بمزاولتها في الأراضي الزراعية 4 فئات، هي الأنشطة المرتبطة بالشق النباتي وعددها 21 نشاطاً اقتصادياً، إضافة إلى 24 نشاطاً اقتصادياً مرتبطاً بالشق الحيواني، بينما اُعتُمِدَ 18 نشاطاً اقتصادياً مرتبطاً بالقطاع الغذائي ضمن قائمة الأنشطة التي يمكن ممارستها في الأراضي الزراعية، إضافة إلى 8 أنشطة مرتبطة بقطاع الترفيه والثقافة والسياحة، أبرزها نشاط تأجير بيوت العطلات، وتستهدف دعم القطاع السياحي والتعريف بالتطوّر الحضاري لقطاع الزراعة في إمارة أبوظبي.

مبادرة غِراس

وتحرص وزارة التغير المناخي والبيئة على دعم زراعة النباتات المحلية، بمبادرات اجتماعية فاعلة، حيث أطلقت في 2019 «مبادرة غِراس» التي تتمثل في موقع إلكتروني مصغر يتضمن معلومات مفصلة عن النباتات المحلية المستهدف زراعتها وتنميتها ضمن استراتيجيتها للحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد الطبيعية للبيئة، وتشكل خطوة داعمة لتوفير جميع المعلومات التي يحتاج إليها الجمهور حول هذه النباتات وكيفية الحصول على بذورها وشتلاتها وخطوات زراعتها.

54 مشتلاً

يوفر موقع «غراس» قاعدة بيانات معرفية باللغتين العربية والإنجليزية، كما يتضمن الموقع المتوفر على الموقع الإلكتروني للوزارة معلومات مفصلة وصوراً للنباتات المحلية تضم أسماءها العلمية والمحلية المتداولة، والوصف النباتي لها والذي يشمل أطوالها وشكلها وألوانها، ومواسم زراعتها وازدهارها، إضافة إلى أماكن ومشاتل توزيع وبيع بذورها وشتلاتها على مستوى الدولة والبالغ عددها 54 مشتلاً بتفاصيل التواصل معها، كما تضم قائمة النباتات المحلية التي تشملها المبادرة 72 نوعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mc8d9z7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"