مع تحقيق الأسهم الأمريكية مكاسب ضخمة، في ختام عام متقلب، يستكشف المستثمرون العوامل التي يمكن أن تؤثر على الأسواق، في الأسابيع المتبقية قبيل عيد رأس السنة الجديدة، بما في ذلك البيع بخسائر ضريبية، أو ما يسمى «صعود بابا نويل».
ومن المرجح أن يظل المسار المتوقع لسياسة الفيدرالي النقدية، المحفز الرئيسي للأسهم خلال الأسبوع الجاري، وغذت الأدلة على تباطؤ النمو الاقتصادي الرهانات بأن المركزي الأمريكي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة، في وقت مبكر من النصف الأول من عام 2024، ما عزز أداء مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 19.6%، منذ بداية العام حتى الآن، محققاً أعلى مستوى إغلاق في 2023 الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه كانت الاتجاهات الموسمية قوية بشكل خاص هذا العام. ففي شهر سبتمبر/أيلول، الأضعف تاريخياً للأسهم، انخفض مؤشر «إس آند بي»، بنسبة 5% تقريباً. وتأرجحت الأسواق بشكل كبير في أكتوبر/تشرين الأول، وهو الشهر المعروف بتقلباته. لكن المؤشر، الذي يتتبع أداء أسهم 500 من أكبر الشركات المدرجة في البورصات الأمريكية، حقق مكاسب بنسبة 9% تقريباً في نوفمبر/تشرين الثاني.
- صعود سانتا
قال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة «CFRA» للأبحاث: «لقد مررنا بعام قوي، لكن التاريخ يظهر أن شهر ديسمبر/ كانون أول يمكن أن يسلك في بعض الأحيان مساره الخاص».
وسيراقب المستثمرون هذا الأسبوع أيضاً بيانات التوظيف الأمريكية، المزمع صدورها في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لمعرفة مدى الاستقرار الذي آل إليه النمو الاقتصادي. وبشكل عام، يعتبر ديسمبر ثاني أفضل شهر لـ «إس آند بي»، حيث ارتفع المؤشر بمتوسط 1.54% للشهر منذ عام 1945، وذلك وفقاً لـ «CFRA».
وأظهرت الأبحاث، التي أجرتها «إل بي إل فاينانشال»، على تحركات السوق منذ عام 1950، أن النصف الثاني من ديسمبر، المعروف بصعود سانتا، يكون الأفضل غالباً، وقد اعتاد «إس آند بي» خلاله على النمو بمتوسط 1.4%، مقارنة بمكاسب 0.1% في النصف الأول.
- بيع الخسارة الضريبية
إن الأسهم التي لم يكن أداؤها جيداً، قد تواجه ضغوطاً إضافية في ديسمبر من بيع الخسائر الضريبية، حيث يبيع المستثمرون أصولاً انخفضت قيمتها لتكوين خسارة يمكن استخدامها بعد ذلك، لتعويض المكاسب الرأسمالية في مجالات أخرى قبل نهاية العام. وقال محللون، إنه إذا كان التاريخ بمثابة دليل، فإن بعض هذه الأسهم، قد ينتعش في وقت لاحق من الشهر وحتى يناير/كانون الثاني، مع عودة المستثمرين إلى الأسماء المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.
ووفقاً لأبحاث «بنك أوف أمريكا» العالمية، فإنه، منذ عام 1986، ساهمت القطاعات، التي انخفضت بنسبة 10% أو أكثر بين يناير/ كانون الثاني ونهاية أكتوبر/ تشرين أول، بتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز بمتوسط 1.9% خلال الأشهر الثلاثة التالية. وفي ضوء ذلك، أوصى البنك في تقرير صدر أواخر أكتوبر، بشراء أسهم «باي بال»، و«سي في إس هيلث»، و«كرافت هاينز»، مقابل الارتداد المتعلق بالضرائب.
كما أنه على الرغم من الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسواق، منذ بداية العام حتى الآن، فمن المرجح أن تحتوي المحافظ الاستثمارية على الكثير من الأسهم ذات الأداء الضعيف. خصوصاً أن حوالي 72% من مكاسب مؤشر «إس آند بي»، كانت مدفوعة بمجموعة محدودة من أسهم العمالقة، أمثال أبل وتيسلا وإنفيديا، ذات الوزن الثقيل.
وهنا قد يشعر البعض بالقلق من أن حماسة المستثمرين المفرطة، ازدادت بالفعل، بعد الارتفاع الكبير الذي حدث في نوفمبر/تشرين الثاني، ما حفز تحركات ضخمة في بعض الأسماء الأكثر مضاربة في السوق، فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة خدمات البث المباشر «روكو» بنسبة 75% في نوفمبر، وصعدت أسهم شركة العملات المشفرة «كوين بايس غلوبال» بنسبة 62%. في المقابل، ارتفع صندوق «آرك إنوفيشن» بنسبة 31%، وهو أفضل أداء له على الإطلاق في السنوات الخمس الماضية.
أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري:
الاثنين
10:00 طلبات المصانع
الثلاثاء
09:45 مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات
10:00 بيانات معهد إدارة التوريدات لقطاع الخدمات
10:00 مؤشر فرص العمل
الأربعاء
08:15 بيانات التوظيف من «ADP»
08:30 مؤشر إنتاجية الولايات المتحدة
08:30 بيانات العجز التجاري الأمريكي
الخميس
08:30 مطالبات البطالة الأولية
10:00 بيانات مخزونات الجملة
15:00 مؤشر الائتمان الاستهلاكي
الجمعة
10:00 مؤشر درجة تفاؤل وثقة المستهلك
08:30 تقرير الوظائف الأمريكي
08:30 معدل البطالة في الولايات المتحدة
08:30 التقرير السنوي للأجور بالساعة
التوقيت الشرقي للولايات المتحدة
