عادي
أحد أهم مباحث الفلسفة

سؤال الأخلاق ضرورة نظرية غائبة في الفكر العربي

22:40 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

في ظل ما يواجهه العالم اليوم من أزمات وتحديات على كافة المستويات يعاد طرح الكثير من الأسئلة الفلسفية المتعلقة بالإنسان والحياة والبيئة، وبصفة خاصة يعاد طرح سؤال الأخلاق الذي يشمل كافة الميادين التي يتحرك فيها الفكر والفعل الإنساني، وفي هذا الصدد أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاباً لمجموعة من المؤلفين، بعنوان «سؤال الأخلاق في الفكر العربي والإسلامي».

يشير الكتاب إلى أن مبحث الأخلاق من المباحث المهمة في الفلسفة، وأنه كنظرية ما زال غائبا في الفكر العربي، ووجوده يعد ضروريا بخاصة في عالمنا الراهن المتغير، وتداعياته المرتبطة بالثورات العلمية في الميادين كافة كالعلم والطب والتكنولوجيا والإعلام والمعلومات، وغيرها من المجالات التطبيقية التي استدعت سؤال الأخلاق، لسد الفجوة الناشئة عن المشكلات المستجدة في هذه الميادين، كما أن الواقع العربي اليوم أحوج ما يكون لسؤال الأخلاق في ظل الوضع المتردي.

يرى الكتاب أنه منذ نشأة المجتمعات الإنسانية كانت هناك تصورات للتعايش المثمر فلا تستطيع أي جماعة البقاء والاستمرار إلا إذا تم الاتفاق فيها على نظام قانوني تحكمه معايير أخلاقية للسلوك، وفي الثقافات كافة قامت الأديان والفلسفات بصورة خاصة بتحديد هذه المعايير وتنظيمها، وجدنا ذلك عبر العصور في كل الحضارات، سواء في الفكر المصري القديم أو الفكر الهندي، أو الصيني أو الأوروبي.

إن الأخلاق «عنوان الإنسانية» والمسائل الأخلاقية ليست قاصرة على النواحي النظرية فقط، بل هي ماثلة مشخصة مجسدة في كل فعل إنساني فردي أو جماعي أو مجتمعي أو دولي أو عالمي، هي مسائل عملية بامتياز لها مردودها على كافة الناس، فقد تناولت جميع الحضارات الفكر الأخلاقي بكل علاقاته وقيمه، وتناولت الأبعاد الإنسانية للفعل الأخلاقي ومصادر الأخلاق سواء كانت سلطة العقل أم سلطة الضمير أم سلطة الدين أم المجتمع.

ولم يخل علم أو حقل أو أي مجال من مجالات الحياة من القيم الأخلاقية، مع اختلاف معانيها في سياق كل مجال، إنه مبحث أساسي من مباحث الفلسفة، كتب فيه معظم الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، واستمرت الكتابات فيه شرقاً وغرباً حتى يومنا هذا. يعد هذا الكتاب إضافة إلى المكتبة العربية خاصة أنه يتناول مباحث متعددة اتسعت لتشمل حقباً زمانية جمعت بين القديم والجديد، بين المرجعيات الدينية والكلامية والفلسفية والصوفية، كذلك الفكر العربي المعاصر، كما تناول الكتاب العديد من القضايا المهمة في مجال الأخلاق، وأهمها السؤال الأخلاقي، فمقالات الكتاب ما هي إلا تلبية لما يتطلبه الواقع المعاصر من طرح سؤال الأخلاق، فهو موضوع يستوفي شروط المناسبة ومقتضى الحال.

يوضح الكتاب أن الإسهام الذي ظهر في إطار الفكر العربي المعاصر، من خلال تلك النماذج، وبالرغم من أهميته، فهو إسهام يفتقر إلى التنظيم والإحكام وفي أحسن الأحوال هو إسهام في إطار التبلور.

يؤكد الكتاب أن معالجة المسألة الأخلاقية في الفكر العربي من خلال تلك النماذج معالجة تميل إلى المقاربة الأخلاقية في إطار الخلفية الحداثية، وهذا الميل وإن كانت له إمكانية توفير شروط القراءة التأصيلية النظرية، إلا أنه جاء لصالح متطلبات الحداثة في بعدها الأيديولوجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7rxtk7b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"