عادي
خلال النسخة الثانية من «ملتقى تعبير الأدبي»

رعاية الكتابة والإبداع مسؤولية مجتمعية

20:07 مساء
قراءة 3 دقائق
لبنى بنت خالد القاسمي وسليمان الهتلان خلال الجلسة الافتتاحية

دبي: علاء الدين محمود

انطلقت مساء أمس، الاثنين، في مكتبة محمد بن راشد، جلسات وفعاليات النسخة الثانية من «ملتقى تعبير الأدبي»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وسط حضور كبير.

الجلسة الافتتاحية حملت عنوان «دور الأدب الإماراتي في نسج مجتمع متسامح»، تحدثت فيها الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وأدارها الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان، وسلطت الضوء على الاستراتيجيات التي يتبناها الأدب الإماراتي لتعزيز قيم التسامح في المجتمع، ودور الكتابة في توحيد الثقافات المتنوعة.

وتناولت الشيخة لبنى في مستهل حديثها مسألة الموازنة بين الحداثة والهوية الوطنية، مشيرة إلى أن هناك حوارات أجرتها في هذا الصدد مع العديد من الأجانب الذين استوقفهم نجاح الإمارات في الانفتاح على الحداثة والحياة العصرية، مع التمسك بالهوية والقيم والأصالة، ولفتت إلى وجود هوية قوية في الإمارات تتمثل في الإنسان من خلال طريقة تحدثه وملبسه، وتمسكه بالعادات والقيم المتوارثة.

وذكرت الشيخة لبنى في سياق حديثها عن هيمنة التكنولوجيا في العصر الراهن وأثر ذلك في شرائح المجتمع والأطفال بصورة خاصة، أن هناك العديد من الأشياء السلبية الناتجة عن ذلك الوضع، كما أن هناك الكثير من الإيجابيات ومن الضروري التمسك بها، وإذا كانت هناك ضرورة للتحكم في مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تكون الأجيال الجديدة عرضة لأفكار غير مناسبة، فإن من المهم كذلك الاهتمام بجيل الأطفال واليافعين وزرع الثقة في نفوسهم واحترام توجهاتهم ومنحهم الحرية من أجل صناعة شخصياتهم، ومن الضروري كذلك زرع القيم الراقية والمتوارثة في نفوس الأطفال مثل الكرم واحترام الآخر.

وأكدت الشيخة لبنى ضرورة الاهتمام بالمبدعين والكتاب، فتلك مسؤولية مجتمعية، ولا بد في هذا الصدد من وجود خطط مؤسسية للثقافة، حيث إن أهم ما تعيشه الدولة في الوقت الراهن هو ذلك التنوع والتسامح والتعايش والأمن وسيادة القانون واحترامه ووجود معايير ونظم.

فيما حملت جلسة أخرى عنوان «الأدب المسرحي والتفاعل الثقافي في الإمارات»، تحدث فيها ياسر القرقاوي، رئيس مسرح دبي الوطني، وأدارها الإعلامي وليد المرزوقي، وهي الجلسة التي خصصت لمناقشة كيفية بناء جسور التواصل من خلال الفن المسرحي.

وذكر القرقاوي أن الفن المسرحي له تأثير كبير في المجتمعات، وأن الكتابة للمسرح فن قائم بذاته وهو إبداع راسخ وقديم عبر عن الإنسان ودواخله، حيث بدأ بروز هذا الأدب مع الكاتب الإنجليزي الكبير وليم شكسبير، والذي تجلت عبقريته في استمرارية أدبه، فلا يزال الناس حول العالم يقبلون على قراءة أعمال مثل: «هاملت»، و«ماكبث»، و«عطيل»، وغير ذلك من الإبداعات الراسخة؛ إذ كانت موهبة شكسبير في الكتابة مختلفة وخاصة، ربما لأنه في الأساس كان شاعراً.

وتحدث القرقاوي عن خصوصية الكتابة المسرحية وأثرها وجمالياتها، مشيراً إلى أن المخرج المسرحي البارع لا تكتمل موهبته إلا بالقراءة في الأدب، وهناك الكثير من الكتاب العرب والخليجيين والإماراتيين الذين أبدعوا في مسألة التأليف المسرحي؛ إذ تأثروا بمعطيات الواقع من حولهم، ولفت إلى الدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مجال الكتابة المسرحية، وكذلك في التأريخ للمسرح الإماراتي؛ حيث تحدث سموه عن الإرهاصات الأولى للمسرح الإماراتي، كما تحدث القرقاوي عن تكنيك الكتابة والعرض في ذلك الوقت.

ولفت القرقاوي إلى أن المسرح تطور كثيراً في الإمارات، وتناول عدداً من الإبداعات الفنية الشعبية الإماراتية التي تقترب من المسرح، وأوضح أن هناك عدداً من الكتاب قد تناولوا هذا القضية، مثل الكاتب عبدالله الطابور الذي تحدث عن فن «العيالة»، الشعبي الذي يعدّ فناً مسرحياً أدائياً طبيعياً يحاكي قصة المكان، وهنالك أيضاً الأهازيج الشعبية مثل فن «المالد»، وغيره من الفنون.

كما عقدت جلسة أخرى بعنوان «النقد الأدبي وتعزيز الذائقة الأدبية للجمهور الإماراتي»، تحدث فيها كل من الدكتورة مريم الهاشمي، والدكتورة بديعة الهاشمي، وأدارتها إيمان الحمادي؛ حيث تناولت تلك الجلسة النقد وأهميته في الحياة الثقافية والأدبية، ودوره في رفع الذائقة الإبداعية لدى الجمهور، ذلك للمكانة المهمة التي يحتلها الفن كإبداع قائم بذاته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y5vbrc4j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"