عادي

حفظ الأمانة

23:39 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

أمر الله تعالى المسلمين بكتابة جميع عقود المداينات، بسبب الحاجة الضرورية لكتابتها، ولمنع الغلط والنّسيان، ومن أجل ألّا تحصل مشاجرة بسبب ذلك فيما بعد، وطالما طلب القرآن ذلك فلا حرج من كتابة العقد بين أيّ طرفين، سواء أكان مداينة أم تجارة، أم أيّة أعمال أخرى فيها شراكة بين طرفين أو أكثر، تقول إحداهن: إنّها أمّنت أختها على عمل معيّن وتجارة فسرقتها، وتطلب الآن نصيحة، ماذا تفعل؟

أختي السّائلة الأمر محزن جداً أن تكون خيانة الأمانة من الأقارب، علماً أنّه يحزنني أن أسمع أنّ أختاً أو أخاً سرق أخاه أو أخته، فكلمة الأخ كبيرة جداً، ذلك أنّ الأخ عضد وسند لا أن يكون سبباً للمشاكل والخلافات، ولكن يحصل ذلك في الحياة، وقد ذكر القرآن الكريم أنّ هناك من أبنائكم أعداء لكم فاحذروهم، وهذه دعوة لكلّ إنسان يريد أن يدخل بتجارة مع الآخرين أن يكتب عقداً وضماناً، فالعقد أضمن لحقوق كلّ طرف من الأطراف، فإن حصل خلاف كان العقد المكتوب حجّة وبرهاناً على ذلك، وعندها إن ساء الأمر يمكن اللّجوء للمحاكم وأخذ القصاص العادل، أمّا من دون وجود العقد فلا يمكن للإنسان أن يحرّك ساكناً، وكما يقال العقد شريطة المتعاقدين، إذ تُكتب به كلّ الشّروط المطلوبة من الطّرفين.

ولكنّ المحزن أن تصل الأمور بين الإخوة لهذه الدّرجة، ويضطرّون في نهاية الأمر لدخول المحاكم لتفرّقهم التّجارة.

وبالنّسبة لأختك أختي السّائلة اجتهدي أن تُحلّ الأمور بينكما دون الوصول للمحاكم، وإن استطعت أن تعف عنها فذلك فضل كبير من الله، فهي أختك، وادعي الله أن يرشدها لطريق الصّواب، وتعيد لك ما أخذت.

وهذا ما دعا الإسلام إليه، دين العدل والإنصاف، حيث أكّد على كتابة العقود، وحثَّ عليها، وخاصّة في هذا الزّمان بعد أن كثرت القضايا والمشاكل في المحاكم جّراء التّهاون في كتابة العقد والتّوثيق، وخراب ذمم الكثيرين وافتقارها للمصداقيّة.

نستنتج ممّا سبق أنّ الإسلام دين حفظ وأمان وحثٍّ على كتابة العقود، وذلك حفظاً للأموال والأعمال وكلّ شيء، فلنتّبع ما أمرنا به، وليكن الإنسان حذراً مع من يتعامل حتّى تبقى المحبّة سائدة بين الجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4tpknyhe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"