عادي

ظاهرة الاغتراب من منظور اجتماعي

23:56 مساء
قراءة دقيقة واحدة
غلاف الكتاب

يوضح برتي السوتار في كتابه «النظرية الاجتماعية والواقع الإنساني» (ترجمه إلى العربية علي فرغلي) أن التحدي الذي واجه العلم الاجتماعي منذ تأسيسه هو إمكانية تقديم تحسينات متنامية للواقع الإنساني، ترتكز على دعائم علمية من فهم الواقع وتعظيم لقدرات الإنسان على التحكم به، وقدر مناسب من التنبؤ بمتغيراته، وفي إطار القيام بهذا الواجب أنجز العلم الاجتماعي مختلف الاتجاهات المعرفية والمنهجية لمقاربة الواقع، وتفسيره، وفهمه، كما أنجز مجموعة متزايدة من الأدوات لجمع المعلومات عن هذا الواقع، والعديد من الأساليب لتحليل وتنظيم وتفسير هذه المعلومات.

لقد حاول العلم الاجتماعي صياغة هذا الوضع- نظرياً- في مفهومات عدة، لمقاربة ظواهر الجمود الأخلاقي، كان أبرزها مفهوم «الاغتراب» وبينما لم يهتم الاتجاه المعرفي التجريبي بهذا المفهوم أو اعتبره لازمة معطاة للوجود الإنساني تقع خارج إطار البحث العلمي، فقد أولى الاتجاه العقلي معرفياً هذا المفهوم باهتمامات تراوحت بين تناوله وظيفياً كضريبة أو كمغرم يتعين على الإنسان دفعه لقاء وعيه بذاته، وبين تناول مادي وتاريخي يعتبر هذا الاغتراب نتيجة لأوضاع اجتماعية جسدها نموذج اجتماعي معين هو النموذج الاجتماعي الرأسمالي الذي انطلقت في إطاره ثورة الإنسان المعرفية والنظرية بنتائجها.

يؤكد الكتاب أنه طوال قرن مضى من تاريخ البشرية كان الأمل معقوداً على معرفة تعبر بالإنسان ذلك الواقع الاغترابي وتعيد إلى الإنسان سيطرته المفتقدة على كل من عالمه المادي والاجتماعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yshv57my

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"