عادي
9 سنوات على انطلاق برنامج إعادة التوطين

أبوظبي تنجح في تحسين تصنيف المها أبو حراب بـ «القائمة الحمراء»

18:38 مساء
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: «الخليج»

أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي أن برنامجها لإعادة توطين المها أبو حراب في تشاد نجح في تحسين حالة الحفظ الخاصة بهذا النوع، إذ عادت إلى البرية، وأعيد تصنيفها «مهددة بالانقراض» على مقياس حالة الحفظ لفئات القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بعد أن كانت «منقرضة في البرية».

يُعد هذا الإنجاز قصة نجاح كبيرة في مجال الحفاظ على الأنواع تحققت بفضل الشراكة القائمة بين الهيئة، ووزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة في تشاد، ومنظمة صحاري كونزرفيشن، ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية وجمعية علوم الحيوان في لندن، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، وحديقة حيوان سانت لويس ومركز الحياة البرية الأحفوري.

تعتبر إعادة التصنيف شهادة على التأثير الإيجابي لبرنامج إعادة توطين الثدييات الأكثر طموحاً في العالم، والذي تأسس بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة، واستلهاماً من الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ومنذ انطلاقه في 2014 سعى البرنامج لإنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتياً من المها أبو حراب داخل محمية وادي ريم بوادي أخيم في تشاد.

ومنذ عام 2016، نجحت هيئة البيئة - أبوظبي في نقل 270 رأساً من المها أبو حراب إلى البرية في تشاد، وخلال السنوات الماضية زادت أعداد القطيع في البرية لتصل إلى أكثر من 600 رأس هذا العام، وهو ما يتجاوز الهدف الأساسي الذي وضع عند انطلاق البرنامج وحُدد بـ 500 رأس.

وقالت د.شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «فخورون جداً بالإنجاز الذي حققناه بعد سنوات من العمل الشاق، إذ تمكنّا بنجاح من تحسين تصنيف حالة المها أبو حراب من «منقرضة في البرية» إلى«مهددة بالانقراض». ولم نكن لنتمكن من تحقيق هذا الهدف الرائع لولا دعم والتزام قيادتنا الرشيدة،التي تستوحي إلهامها من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

وأضافت: «باعتباره واحداً من أكثر برامج إعادة توطين الثدييات طموحاً في العالم، أعطت هذه المبادرة الأمل في إعادة توطين الأنواع، وجذبت الاهتمام على المستوى العالمي. ويُعد تخفيض درجة التهديد للمها أبو حراب في القائمة الحمراء خطوة كبيرة إلى الأمام في جهودنا لتحسين حالة الحفظ وفرصة البقاء على المدى الطويل للأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس وغزال الداما. وتظهر الأبحاث أن معدل البقاء الإجمالي يزيد على 85% في البرية».

وتابعت:«يمكن أن يعزى نجاح المشروع أيضاً إلى حقيقة أن لدينا الآن حيوانات من الجيل الثالث التي تلد، وأنثى المها التي أنجبت حتى الآن تسعة عجول منذ إطلاقها في 2016. ومنذ إطلاق المشروع رصد 510 مواليد جديدة من المها أبوحراب و103 من المها أبو عدس في البرية في تشاد. وستواصل الهيئة العمل مع شركائها هناك لتحسين حالة الحفاظ على الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس وغزال الداما».

وقال محمد عبد الكريم حنو، وزير البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة بجمهورية تشاد: «إنها لحظة تاريخية ليس فقط بالنسبة للمها أبو حراب، ولكن أيضًا بالنسبة لمحمية وادي ريم، ولجمهورية تشاد، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الانقراض، تعد عودة المها دليلاً على التزام كل من حكومة وشعب تشاد بالحفاظ على التنوع البيولوجي، إنها مسؤوليتنا المشتركة لضمان حماية جميع أنواع الحياة البرية، وكذلك موطنها، لاستعادة الأنواع مثل المها أبو حراب إلى مكانها الصحيح. إن حماية البيئة والحياة البرية مصدر اهتمام وأولوية بالنسبة لنا جميعاً.

وقال تيم وودفاين، الرئيس التنفيذي لمنظمة صحاري كونزرفيشن «في هذا الوقت الحرج بالنسبة لكوكبنا، يعد تحسين تصنيف المها أبو حراب في القائمة شهادة على التعاون وتطلعات جميع المعنيين لإعادة توطين الأنواع على نطاق واسع، ويمثل علامة فارقة في واحد من أكثر برامج الحفاظ على الأنواع طموحاً، ويساهم في وضع الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل بشكل أكثر رسوخا ًعلى خريطة الحفاظ على الأنواع العالمية.

وقال أندرو تيري، مدير المحافظة والسياسات بجمعية علوم الحيوان في لندن:«الأنواع المصنفة على أنها منقرضة في البرية أصبحت مهددة للغاية لدرجة أن البعض يطلق عليها قضايا خاسرة، لكن هذا الإنجاز المذهل شهادة على ما يمكن عمله واستناداً إلى أساس كبير من المعرفة والخبرة، ومن خلال رؤية ودعم هيئة البيئة - أبوظبي، لم تنجح هذه الشراكة في إعادة هذا النوع من حافة الانقراض فحسب، بل أسست مستقبلاً قابلاً للحياة للعديد من الأنواع الأخرى».

وقال براندي سميث، مدير جون وأدريان مارس في ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية:"تحسين تصنيف المها أبو حراب يمثل فصلاً جديداً مثيراً للاهتمام في قصة هذا النوع. ويؤكد هذا الإنجاز أنه عندما يعمل الشركاء والمنظمات المعنية العالمية معاً، نحقق النجاح في الحفاظ على الأنواع. ونتطلع إلى مواصلة شراكاتنا لحماية المها أبو حراب وغيرها من الأنواع المهددة بالانقراض في جميع أنحاء منطقة الساحل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3khhntzn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"