عادي
قراءات

تجارب الكتابة من شكسبير إلى موراكامي

00:48 صباحا
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»
مجموعة من المقالات لعدد من الكتاب، تعالج فكرة واحدة، ترجمها إلى العربية «عادل العامل» وتحمل هذا العنوان: «كيف كانوا يكتبون؟ تجارب الكتاب في كتاباتهم من شكسبير إلى هاروكي موراكامي»، وتتصدر الكتاب مقولة هيمنغواي: «إن استطعت أن تمتع من يقرأ لك، ولا تستمتع أنت بما تكتب، فذلك هو الاختبار الحقيقي للكتابة».

يكشف الكتاب أن هناك ترابطاً وثيقاً بين حياة الكاتب وأعماله الفكرية، حتى وإن كانت هذه الأعمال «بنت الخيال» كما يقال، إذ لا بد أن يكون من ورائها في هذه الحالة، صلة بمعايشات الكاتب أو قراءاته أو «تهويماته» الخارجة على الواقع، بدافع الهروب منه أو تطويره أو تغييره بما يتخيله الكاتب.

من هنا فإن التجربة الأدبية انعكاس لحياة الكاتب كلياً أو جزئياً، أو هي النظير الأدبي لها، بتعبير آخر، وقد يكون هذا الانعكاس مباشراً، وقد يكون استلهاماً، يستخدم فيه الرمز، عند سؤال الشاعر الفرنسي بول فاليري عن الحالة المثالية التي يتفرغ فيها للكتابة، قال: «هناك فرق بين أن نفكر في شيء، ونحن نمسك القلم، وبين أن نفكر به دون ذلك».

كان المطبخ هو المكان المناسب الذي يكتب فيه

ويليام فوكنر كتب: «كنت أفضل أن أبقى بمنزلي، في مطبخي، مع كتبي، وعائلتي من حولي، ويداي تلاعبان الأوراق»، كان فوكنر يمضي ساعات طويلة بين القراءة والكتابة أمام طاولة صغيرة، أهدتها له أمه، حيث يستيقظ في الرابعة صباحاً، ينزل من غرفته الكائنة بالطابق الأول من البيت، ويجلس إلى الطاولة المزدحمة بالكتب والأوراق، يحب ارتداء ملابسه الكاملة وهو يكتب، يفتح النافذة المطلة على الحديقة، يبقى ساعات طويلة منغمساً في ما يسميه مهنة الكاتب.

قريب من ذلك ما فعله تشيخوف في كتابه «جزيرة سخالين» الذي سجل فيه مشاهداته وانطباعاته وأحداث زيارته لهذه الجزيرة، وذلك مختلف بالتأكيد عن ما في قصصه ومسرحياته من شخصيات وأحداث وأفكار ربما كان بعضها واقعياً أو نصف واقعي، أو ربما هي مجرد تداعيات لملامح أو مواقف معينة، أو خواطر طرأت للكاتب، وبنى عليها ما أراد التعبير عنه في شكل قصصي.

يحدثنا الكاتب الإيطالي ألبرتو مورافيا عن تجربته مع الكتابة التي يصفها بأنها مرهقة وصعبة: «الكتابة تحتاج إلى عمل وصبر، ولهذا تجدني أشتغل صباح كل يوم من الساعة الثامنة حتى منتصف النهار، وقد سرت على هذا المنوال منذ سنوات طويلة».

وإذا كانت رواية جورج أورويل 1984 الصادرة في لندن سنة 1948 عملاً خيالياً بامتياز، كونها تتحدث عن أوروبا بعد عقود من الزمن حسب تصور الكاتب، حين ستتحول «القيم البشرية إلى أشياء هامشية وتسطو الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب، ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة، بلا مشاعر ولا عواطف، وليس لديهم طموحات، حيث يعملون كالآلات، خوفاً من الأخ الأكبر، ولينالوا رضاه لأنه يراقبهم على مدار الساعة»، فإن الرواية مع هذا ليست خيالاً مطلقاً، لأنها تستند إلى حالة أوروبا وأماكن أخرى أيام كتابتها، حيث وجدت بالفعل أنظمة فاشية وديكتاتورية، لم يعد لفرد في ظلها أي قيمة أو اعتبار.

وتنصح الروائية التشيلية إيزابيل الليندي، من يريدون كتابة رواية جديدة، بأن ينتبهوا إلى إيجاد الكلمة الدقيقة التي ستخلق شعوراً أو تصف حالة: «استخدم القاموس، استخدم مخيلتك، حك رأسك حتى تخرج إليك، ولكن عليك أن تجد الكلمة الصحيحة»، بينما تضع الكاتبة التركية أليف شافاك عشر قواعد للكتابة، أبرزها اقرأ كثيراً، لكن لا تقرأ للكتاب أنفسهم دوماً، اقرأ بتنوع كبير وبلا ترتيب، لا يمكن اختزال كتابة الرواية إلى محض وظيفة محددة في أطر ضيقة وصلبة، ثم اكتب الكتاب الذي لطالما وددت قراءته.

يقول موراكامي إن قدراً كبيراً من الموضوعات المتكررة في كتبه هي من حياته هو، قططه موسيقاه، هواجسه، واستمراراً مع عملية الكتابة لديه، يقول: «حين أكتب رواية يستغرق ذلك سنة أو سنتين، وأنا أكتب يوماً بعد يوم، فأصبح متعباً، فأفتح النافذة لأتنفس هواء نقياً، وأكتب سطراً آخر من القصة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5fr47zzs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"