«أبو الفنون» في بغداد

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

«أبو الفنون» في ذروة تألقّه هذه الأيام في بغداد، في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، ونقابة الفنانين العراقيين.

عروض مسرحية حرفية من عشرة بلدان عربية، وكل عرض يطمح إلى وسام جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي لها دور معنوي ومادي وثقافي للمسرح العربي من خلال التنافس الفني أولاً على اللقب التكريمي الذي يحظى به العرض الفائز استناداً إلى تحكيم قائم على الثقافة المسرحية والخبرة والتاريخ الإبداعي لكل عنصر مشارك في هذه التظاهرة في عراق المسرح، والشعر والأدب الروائي والقصصي، والنقد الأدبي والجمالي والفني الذي تربّى عليه الكتّاب العرب منذ عشرينات وثلاثينات القرن العشرين لتكون بغداد بهذه الاعتبارية الثقافية واحدة من عواصم الثقافة العربية المركزية إلى جانب القاهرة ودمشق وبيروت في الزمن الذهبي للثقافة العربية.

اليوم، يعود هذا الزمن من خلال المسرح، المشروع الفكري والفني والجمالي الذي يعرف مؤسّسوه ورعاته وحماته أهمية ثقافة المسرح في كل بلد عربي، ومن خلال هذه المعرفة التي تحوّلت إلى رسالة ثقافية أخلاقية بات المسرح طاقة ثقافية حيّة وحيوية بصورته الإبداعية الماثلة على خشبات العواصم العربية وانتظام المهرجان بجهود وأفعال ومبادرات الهيئة العربية للمسرح وتعاونها الثنائي المتكامل مع وزارات الثقافة العربية.

بغداد هذه الأيام عروس المسرح العربي ومن رجاله المؤسسين الرواد: قاسم محمد ويوسف العاني وبدري حسّون فريد وجعفر السعدي وجواد الأسدي وغيرهم الكثير من الأساتذة الأوائل والجدد بثقافة عراقية هي في حدّ ذاتها مدرسة مسرحية تتكامل وتتفاعل تاريخياً ووجدانياً مع المدارس والتيارات المسرحية في الوطن العربي كلّه..

بغداد، اليوم، تتنفس هواءً نقياً نظيفاً برئة المسرح العربي بعيداً جداً عن أي شحن سياسي أو أيديولوجي، فلا يبقى في النهاية التاريخية إلّا الفن والأدب والجمال بوصفها شواهد إثباتية تماماً على الآداب والفنون.

أمس الأول انتهت فعاليات مهرجان الشعر العربي في الشارقة، وأمس بدأت فعاليات مهرجان المسرح العربي في بغداد، وبعد نحو شهرين يلتقي العرب مرة ثانية في الشارقة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وقبل أقل من شهر التقى العرب في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وقبلها التقى العرب في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

مشروع الشارقة الثقافي إماراتي، عربي، عالمي.. هذه ثلاثية الحياة وجمالياتها، كما هي ثلاثية فكر الجمال والعافية والتفاؤل في دولة معاصرة أصبحت مثالاً للعالم بقوّتها الإقناعية المقبولة بكل الأحوال.. ومن صور هذه القوّة صورة المسرح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/wjrbsb2u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"