عادي

بأمعاء خاوية.. ملايين الأفغان يواجهون قساوة الشتاء

22:44 مساء
قراءة 3 دقائق

أفغانستان - أ ف ب

اضطرت كورما إلى استعارة حذاء من جارتها للقدوم إلى بل علم، والحصول على مساعدات متواضعة تمكنها، والملايين من الأفغان الذين يعيشون وضعاً متردياً من مواجهة شتاء قاس.

وتنتظر الأرملة البالغة 45 عاماً، وهي أمّ لستة أطفال، الحصول على حوالي 42 يورو كمساعدة مالية من برنامج الأغذية العالمي في عاصمة إقليم لوغار، حيث تنخفض دراجة الحرارة هذا الشتاء إلى 18 درجة تحت الصفر. وقالت:«نحن بحاجة ماسة.عندما لا نجد الخبز ننام بأمعاء خاوية».

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كارولين غلوك إنه و«مع اقتراب فصل الشتاء، أصبح الوضع كارثياً في أفغانستان، لدينا هنا حالتا طوارئ هائلتان».

وينام عشرات الآلاف من الأفغان داخل خيام منذ وقوع زلازل متعاقبة دمرت قبل شهرين 31 ألف منزل في منطقة حيرات.

وأوضافت المتحدثة أنه يُضاف إلى ذلك نصف مليون أفغاني الذين طردوا من باكستان، وعادوا إلى بلدهم الذي يعاني اقتصاده من وضع متأزم ويخضع لعقوبات دولية «خلال أسوأ فترات العام».

وكان رباني البالغ من العمر 32 عاماً واحد من هؤلاء. وبصفته لاجئاً يمكنه الإفادة من مساعدة من البرنامج، تتمثل في 50 كيلوجراماً من الطحين وستة كيلوجرامات من الفاصوليا الحمراء وخمسة ليترات من الزيت ورطل من الملح لإطعام كافة أفراد عائلته المتكونة من سبعة أشخاص. ولكن لا يوجد عمل بحسب رباني.

- «حالة طوارئ غذائية»

وحصلت المسنة شاكار غول(67 عاماً)، للتو على منحة مالية، هي الدفعة الأولى من ست دفعات شهرية يتم توزيعها.

وقالت: «إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الطعام لعدة أيّام، فلا بأس، لكننا لا نستطيع ترك أطفالنا يموتون من الجوع». ويمكنها هذا المبلغ الآن من شراء «كيس طحين وزيت وبعض من الشاي والسكر» ما يكفيها ل15 يوماً فقط.

وأفاد مسؤول مركز توزيع الإعانات باريالي حكيمي، أن «الذين لا يحق لهم الحصول على المساعدات من النساء، يأتون إلينا غاضبين، ولكن نفسر لهم بأن هناك من يستحقها أكثر منهم».

ووزع حكيمي الأموال على 600 أسرة في ذلك اليوم. لكن «التبرعات شحيحة» بشكل كبير هذا الشتاء.

وعلى الرغم من حجم الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان، فإن النداء الذي وجهته منظمة الأمم المتحدة لجمع 3.2 مليار دولار لم يتم تمويله إلا بنسبة 40% حتى ديسمبر الماضي. واعتبر المسؤول أن ذلك «مروع، هناك أشخاص ليس لديهم أي شيء».

وتعاني بيبي ريحانة (40 عاماً) أم لثمانية أطفال، من مشاكل صحيّة، وتقول «لا يوجد معي مال..لم يكن اسمي مدرجاً في القوائم. ولم يعطوني أي شيء».

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي فيليب كروبف: «يحتاج 15.8 مليون أفغاني هذا الشتاء إلى المساعدة، بينهم 2.8 مليون في حالة طوارئ غذائية». ويوضح أنه بسبب شح التبرعات «سنقدم مساعدات طارئة لستة ملايين شخص فقط».

وفي المقابل «سيتعين على عشرة ملايين شخص العيش من دون مساعدة». وينتشر الفقر في كل مكان في البلاد في الأرياف كما في المدن.

- «باع حفيدته»

يضطر البعض من الأكثر بؤساً إلى ترك حصتهم من الغذاء للأطفال، وتستدين بعض العائلات من الجيران ويترك الأطفال المدرسة للعمل في الشوارع لتحصيل المال.

وفي الحالات القصوى يصل الأمر إلى بيع طفل، على غرار علاء الدين، المزارع من ولاية بادغيس الذي أبلغ برنامج الأغذية العالمي أنه باع حفيدته لشراء 60 كيلوجراماً من القمح. لكن الجفاف أتلف المحصول.

وعلى بعد نحو ساعة بالسيارة من بل علم، في وسط الصحراء، يقوم برنامج الأغذية العالمي - الذي يوفر 90% من المساعدات الغذائية لأفغانستان - بتوزيع الطحين والزيت والعدس في منطقة باراكي باراك.

وقال ذو الفقار البالغ من العمر 77 عاماً، إن عائلته أحياناً لا تأكل أي شيء ليومين أو ثلاثة أيام. وأضاف: «عندما لا يتبقى لدينا شيء، نلف أنفسنا بالشال وننام».

ولا تدفع حكومة طالبان مساعدات للفئات الأكثر حرماناً، بل تمنح مبلغاً متواضعاً من المال للأفغان العائدين إلى البلاد.

- «البقاء على قيد الحياة»

ويأتي الآلاف من العائدين من باكستان إلى ضواحي كابول الفقيرة لطلب المساعدة من المفوضية السامية للأمم المتحدة.

يحصل كل فرد في أحسن الأحوال على 375 دولاراً (340 يورو)، وأحيانًا أقل بكثير لأنه يتحتم عليهم تقديم أوراق رسمية.

وتكافح بنزيرة (34 عاماً) وهي أمّ لثماني بنات وابن وزوجها مريض. وتقول: «لا أستطيع أن أتخيل كيف سنقضي هذا الشتاء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2jwcd9u4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"