عادي
سيناريوهات كارثية..

ماذا لو اجتاحت إسرائيل رفح؟

14:08 مساء
قراءة 5 دقائق
ماذا لو اجتاحت إسرائيل رفح؟
ماذا لو اجتاحت إسرائيل رفح؟

«الخليج» - وكالات
تتزايد المخاوف، الخميس، حول مصير أكثر من مليون فلسطيني محاصرين في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم، مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات في القاهرة للتوصل إلى هدنة.
ويختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، جولته الخامسة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب باجتماع مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، بعدما أجرى محادثات منفصلة، الأربعاء، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وإضافة إلى دعوته إلى هدنة تسمح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن، حض بلينكن حليفه الإسرائيلي على «حماية» المدنيين خلال عملياته العسكرية المستمرة.
وبعد مرحلة أولى تركز فيها القتال على شمال القطاع، تقدم الجيش الإسرائيلي باتجاه وسط غزة وجنوبها، خصوصاً مدينة خان يونس التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات عنيفة وقصفاً جوياً متواصلاً.
وأعلن نتنياهو، الأربعاء، أنه أمر الجيش الإسرائيلي «بالتحضير» لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يعيش أكثر من 1,3 مليون نازح فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
وليل الأربعاء الخميس، أفاد شهود عيان ومصادر طبية باستهداف قصف إسرائيلي جنوب قطاع غزة، خصوصاً مدينة رفح، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 109 أشخاص.

- «جرّدوا من إنسانيتهم» -

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، من «تداعيات إقليمية لا تحصى» لهجوم إسرائيلي بري محتمل على رفح، موضحاً أن «عملاً مماثلاً سيزيد في شكل هائل ما هو أصلاً كابوس إنساني»، مجدداً مطالبته ب«وقف إنساني فوري لإطلاق النار» والإفراج عن جميع الرهائن.
من جهته، قال بلينكن إنه في ما يتعلق برفح «المسؤولية تقع على إسرائيل، لبذل كلّ ما في وسعها لضمان حماية المدنيين»، مضيفاً أن أي «عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تضع المدنيين في الاعتبار أولاً وقبل كلّ شيء».
وأضاف: «جرّد الإسرائيليون من إنسانيتهم بأفظع الطرق في 7 تشرين الأول/ أكتوبر»، موضحاً «لكن هذا لا يمكن أن يكون بمثابة رخصة لتجريد الآخرين من إنسانيتهم، فالأغلبية الساحقة من الناس في غزة لا علاقة لهم بهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر».
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق على غلاف غزة أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصاً، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ومذ ذاك، تشن إسرائيل حملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27708 أشخاص أغلبهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وأبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الأربعاء، «قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة»، حيث تتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وفظائع في المعارك الدائرة بينهما منذ أربعة أشهر.
من جهتها، أعلنت النرويج، إحدى الدول المانحة الرئيسية القليلة التي لم تعلّق تمويلها لوكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأربعاء، أنّها قدّمت للوكالة 275 مليون كرونة (24 مليون يورو) لتمكينها خصوصاً من مواجهة «الوضع الكارثي» في غزة.

«جرائم حرب»

وفيما تخطط إسرائيل لاجتياح منطقة رفح، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية منذ يومين، أن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع عمليتها البرية في غزة لتشمل مدينة رفح المكتظة في جنوب القطاع قد يفضي إلى «جرائم حرب يجب منعها بأي ثمن».
ونقلت الأمم المتحدة في بيان، عن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه قوله للصحفيين في جنيف، أنه «بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان يمكن أن يرقى إلى جرائم الحرب».
وأشار البيان إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي أشار فيه مكتب الشؤون الإنسانية إلى «زيادة الضربات» على محافظة رفح يومي الأحدث والاثنين، بينما يواصل الآلاف من سكان غزة التدفق إلى رفح، بمن فيهم الكثير ممن فروا من القتال العنيف في خان يونس.
فيما لفت البيان الأممي إلى أن هذا النزوح أدى إلى زيادة عدد سكان رفح إلى خمسة أمثاله منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحذر لايركه من أن «الأعمال القتالية المكثفة في رفح في ظل هذا الوضع يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك».

قلق مصري

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن مصر وجهت مؤخراً رسائل قوية لإسرائيل، مفادها بأن مرور اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء سيعرّض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر.
وأوضحت مصر أنها لن توافق على مرور اللاجئين من سيناء إلى أراضيها.

خيارات محدودة أمام النازحين

في مطلع فبراير أكد رئيس بلدية رفح أحمد الصويفي، أنه لا خيارات أمام النازحين، حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته بدخول رفح.
وأضاف: «في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته، فإن الخيارات ستكون محدودة أمام النازحين، إما أن يتوجهوا إلى خان يونس أو مصر أو باتجاه البحر، فلا خيارات ولا سيناريوهات يمكن الحديث عنها في ظل هذه الحرب والعدد الكبير من النازحين في رفح».
وتابع الصويفي: «الوضع في رفح مأساوي تكدس سكاني كبير وقدرات محدودة وأي هجوم إسرائيلي سيخلّف عشرات الآلاف من الضحايا، فبعد نزوح المواطنين من خان يونس وصلت الكثافة السكانية في رفح إلى المليون ونصف».

مساعٍ للهدنة

وفي جولته الخامسة في المنطقة منذ بدء الحرب، أيّد بلينكن اقتراح الهدنة الذي قدّمه مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون أواخر كانون الثاني/ يناير في باريس والذي ردّت عليه حماس.
ورغم اعتباره أن رد عناصر حماس «غير مقبول»، قال بلينكن إنه يأمل في التوصل إلى هدنة ثانية بعد هدنة أولى استمرت أسبوعاً في تشرين الثاني/ نوفمبر أطلق بموجبها سراح رهائن إسرائيليين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتستضيف القاهرة، الخميس، جولة جديدة من المفاوضات برعاية مصرية-قطرية من أجل «تهدئة» الأوضاع في قطاع غزة المحاصر، بحسب ما قال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس، الأربعاء، مشيراً إلى أن المفاوضات ستشمل الحديث عن «صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين».
وصباح الخميس، أعلنت حماس أنه يتوقع وصول وفد برئاسة القيادي البارز في الحركة خليل الحية إلى القاهرة.
والأربعاء، تجمّع رهائن مفرج عنهم في تل أبيب لمناشدة حكومة نتنياهو إجراء مفاوضات على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة.
وقالت سحر كالديرون التي ما زال والدها محتجزاً في غزة «بقيت هناك 52 يوماً، لمَ كان عليّ، أنا فتاة عمري 16، أن أعيش هذا الكابوس، قد أكون على قيد الحياة وأتنفس، لكن روحي قُتلت، وكل من بقي هناك يقتل كل يوم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5yrdbsny

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"