عادي

تعرّف إلى محطات النظرية النسوية

21:24 مساء
قراءة 3 دقائق
النظرية-النسوية

القاهرة: «الخليج»

هناك تعريف للنظرية النسوية يقدمه ويندي كولمار وفرانسيس بارتكوفيسكي في كتاب يحمل العنوان نفسه (ترجمه إلى العربية عماد إبراهيم)؛ فالنظرية النسوية مجموعة من الكتابات التي تحاول أن تصف وتشرح وتحلل ظروف حياة النساء، ووفقاً للبعض فإنها «طريقة لرؤية العالم» إنها توفر أساساً لفهم كل مجال من حياتنا، وتقترح تلك النظرية استراتيجيات لمذهب الفاعلية والعمل لتحسين الظروف، التي تعيش وتعمل النساء في ظلها.

إن القضية التي اهتمت بها النظرية النسوية، هي النضال ضد عدم المساواة بالرجل ورفض التبعية له، أو هيمنته على المرأة، إن جوهر ذلك كله هو مسألة عدم التماثل بين الجنسين، واعتبار النساء والأمور المرتبطة بهن، على أنهن شكل مختلف ومتدنٍ، وذو قيمة أقل من الرجال والأمور المرتبطة بهم.

تدرس النظريات النسوية وتحاول أن تشرح الأسباب والظروف التي يكون الرجال فيها أكثر نفوذاً، وترفض أن يكون إنتاج الرجال وأفكارهم ونشاطاتهم ذات قيمة أكبر ووضع أعلى من تلك الخاصة بالنساء، وبالنسبة لكثير من النظريات النسوية فإن هذا يعني دراسة وشرح جميع أنظمة الهيمنة، سواء كانت مبنية على أساس الجنس أو العرق أو الطبقة أو العمر أو القومية أو بعض الاختلافات الأخرى.

من خلال الخيارات التي اتخذها محرّرا الكتاب ويندي كولمار وفرانسيس بارتكوفيسكي في جميع المقتطفات المختارة، يمكن تقديم عدة اقتراحات منها أن التنظير للنسوية تم من خلال عدد من النساء في عدة حالات مختلفة، ومن وجهات نظر عديدة، كما أن للنظريات النسوية تاريخاً، لكنه ليس ذلك التاريخ أحادي البعد، وعلى مدى تاريخها كانت النسوية نشاطاً انشغلت به كثير من النساء في ظروف مختلفة، وتم إدراج طائفة من الكتابات ضمن تلك النظرية تشمل: المقالات العلمية، وقراءات من قبل نشطاء وباحثين وأكاديميين سياسيين واجتماعيين ونساء فقيرات، ونساء من الطبقة العاملة، ونساء ميسورات الحال، وتم تضمين نساء من مختلف التوجهات الجنسية والعرقية والإثنية، وكذلك نساء يكتبن من خلفيات وطنية وتقاليد دينية مختلفة.

يبدأ الكتاب من سنة 1792 عندما صدر عمل ماري وولستونكرافت «الدفاع عن حقوق المرأة» في إنجلترا، وهو أحد النصوص الأولى في التراث الأنجلو أمريكي الذي يحاول علناً أن ينظر حول مكانة المرأة، ضمن الخطابات السياسية والاجتماعية المهيمنة الراهنة، وبالرغم من أن القضايا التي تعنى بالنظرية النسوية الحديثة قد أثيرت من قبل كتاب قدماء فإن هذا الكتاب يعتبر نقطة انطلاق بسبب سعيه إلى تقديم تحليل شامل.

الجزء الثاني من الكتاب ينتهي في 1920 السنة التي تم فيها منح النساء في الولايات المتحدة حق التصويت أو الاقتراع، وهي لحظة حاسمة في النصر الديمقراطي السياسي بالنسبة للمرأة، ويبدأ الجزء الثالث بعام 1920 وينتهي بعام 1963 تاريخ نشر كتاب «الغموض النسوي» الكتاب الذي عرفه المؤرخون على أنه أنشأ الموجة الثانية من الحركة النسوية الأمريكية.

هذه الحقبة بين اعتماد حق التصويت وستينيات القرن العشرين، ترى غالباً على أنها عصر تضاؤل النشاط النسوي، والكتاب الوحيد من هذه الحقبة المدرج عادة في مقتطفات ودورات النظرية النسوية هو كتاب سيمون دي بوفوار «الجنس الثاني»، من ناحية أخرى فإن الكتابة والتفكير عن النساء استمرا طوال هذه الحقبة وعبر مجموعة متنوعة من التخصصات والمجالات.

يذكر الكتاب عدة تعريفات للنظرية النسوية منها أنها «نمط من التحليل وأسلوب تناول للحياة والسياسة وطريقة لطرح أسئلة والبحث عن إجابات أكثر من كونها مجموعة من الاستنتاجات السياسية عن اضطهاد المرأة»، وتعني الحركة النسوية أن عليك أن تقرأ الكثير لتفهم الكثير ولتشعر بالكثير ولتكون صادقاً وأن تكون ثورياً، وأن يكون المرء ثورياً تعني أن يدرس مشاكل النساء، من جميع الجوانب، تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n6vk7vt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"