عادي

إصابات الركبة.. تحديات تعوق المهام اليومية

00:08 صباحا
قراءة 5 دقائق
إصابات الركبة.. تحديات تعوق المهام اليومية

تحقيق: راندا جرجس

يعد مفصل الركبة من أهم المفاصل الكبيرة في الجسم، ولذلك تشكل الإصابات في هذا الجزء العديد من التحديات التي تواجه المريض، خاصة صعوبة أداء المهام اليومية، وصعود الدرج، كما يعد الوقوف لفترات طويلة من الوقت عقبات كبيرة يصعب على المصاب تحمّلها، وتنطوي هذه الإصابات على تحديات متواصلة تتمثل في الشعور بألم شديد مع قدرة محدودة على تحريك الركبة، ويصبح علاجها أكثر تعقيداً إذا ترافقت مع أمراض أخرى، كداء السكري وارتفاع مستويات الكولسترول، ما يتسبب في حدوث مضاعفات خطِرة، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على أبرز المشكلات التي تصيب الركبة وطرق الوقاية والعلاج.

الصورة
1

يلفت د.ماسيمو بيراتشي، اختصاصي جراحة العظام إلى أن إصابات الرباط الصليبي الأمامي من أكثر مشكلات الركبة انتشاراً بنسبة 40% من إجمالي الإصابات ذات الصلة بالرياضة، وتحدث بمعدل 70% لدى الأشخاص أثناء ممارسة التدريبات القاسية مثل: كرة السلة، التزلج، كرة القدم، وتتطلب أغلب الحالات جراحات إعادة ترميم للركبة.

ويؤكد أن أهم العادات الصحية للحفاظ على صحة الركبة تشمل: الاستمرار في ممارسة أنواع الرياضة غير القاسية، لا سيما التمارين الهوائية، واتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن حمل الأوزان الثقيلة، حتى لا تتسبب مع مرور الوقت بأضرار في الركبة.

يوضح د.بيراتشي أن عملية إعادة ترميم الرباط الصليبي بنظام التقوية المتقدمة للأربطة الصناعية، من أحدث الإجراءات العلاجية لإصابة الركبة، كونها تعد بديلاً متطوراً عن عمليات إعادة ترميم الرباط الصليبي التقليدية، حيث تتيح هذه للمريض استعادة قدرته على الحركة والتعافي من الألم المستمر الناجم عن الإصابة الشديدة للركبة، كما يساعد هذا الإجراء على إصلاح الأنسجة التالفة في المنطقة، نظراً لقدرته على التعامل مع التحديات المعقدة المرتبطة بجراحة العظام، كما تنطوي هذه العملية على استخدام الأربطة أو الهياكل الصناعية المصممة لمحاكاة وظيفة الأربطة الطبيعية، والتي تشكل بديلاً عن زرع أنسجة منقولة من شخص لآخر.

ويوضح د. بيراتشي أن إجراء جراحة إعادة ترميم الرباط الصليبي بنظام التقوية المتقدمة للأربطة الصناعية تتميز بأنها تسهم في استعادة استقرار المفصل ووظيفته وحركته، بما يمكّن المرضى من العودة لممارسة الأنشطة البدنية المحدودة، وتجدر الإشارة إلى أن التطورات التكنولوجية أسهمت في تعزيز خصائص هذه التقنيات، بما يسمح بإجراء عمليات جراحية طفيفة التوغل وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل، وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى بشكل ملموس.

ويضيف: تتفوّق عملية الرباط الصناعي على عملية زراعة الأنسجة من ناحية التعافي، كونها تسهم في استعادة التعافي السريع والقدرة على الحركة بسرعة كبيرة، بداية من يوم الجراحة وعلى مدار 6 أسابيع لاحقة، ويمكن للأفراد الخاضعين لعملية الرباط الصناعي الانتقال من استخدام العكازات إلى المشي، والجري، ثم صعود الدرج، وحتى الوقوف لفترات مطولة بعد العملية.

إصابات متعددة

يرى د. عطالله محمد الرفاعي، أخصائي جراحة العظام والطب الرياضي، أن مفصل الركبة يلعب دوراً محورياً في حمل وزن الجسم وممارسة النشاطات اليومية بسهولة، ويتكون هذا المفصل من مجموعة من الأربطة المهمة كالرباط الصليبي الأمامي والخلفي والأربطة الجانبية، إضافة إلى الغضاريف المفصلية الهلالية الشكل، والسطوح المفصلية الغضروفية لعظمي الفخذ والساق، لكن يمكن أن يتعرض هذا المفصل مع الوقت لبعض الإصابات نتيجة التقدم في العمر، أو الإفراط في زيادة الوزن، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتتمثل أبرز المشكلات الشائعة بين الأشخاص في:

* تؤدي الإصابة بالنقرس أو ارتفاع حمض البول (اليوريك أسيد)، إلى الشعور بآلام مزمنة وتورم شديد في الركبة ومفاصل أخرى، ما يتسبب في تخرب المفصل، في الحالات التي لم تتلق العلاج بشكل صحيح، ويعتمد التشخيص على الكشف السريري وفحص نسبة (يوريك أسيد) بالدم، ويتم تحديد الخيار العلاجي المناسب لهذه الحالات بالأدوية، وذلك بحسب تطور المشكلة والأعراض.

* تعد خشونة الركبة من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الأشخاص، وتستهدف بشكل أكبر كبار السن وذوي الوزن الزائد، حيث تتأكل السطوح المفصلية وتتناقص المسافة المفصلية للركبة، وعادة ما يشكو المريض من الآلام التي تزداد بالمشي وأثناء الصلاة، ويعتمد التشخيص على إجراء الأشعة البسيطة أو المقطعية، ويتم تحديد العلاج المناسب للحالة بحسب تطور درجة الإصابة، والعمل على تقوية العضلات وجلسات العلاج الفيزيائي، والحقن الداعمة للمفصل، ويتم التدخل الطبي الجراحي في الحالات المتقدمة، عن طريق إجراء تبديل المفصل الجزئي والكامل باستخدام الكمبيوتر، كما شهد المجال الطبي مؤخراً ثورة في الجراحة بمساعدة الروبوت.

* تتسبب أمراض الروماتيزم في شعور المريض بآلام شديدة وتيبس مع تورمات متكررة في الركبة، ومفاصل الجسم الأخرى، وخصوصاً عند الاستيقاظ في وقت الصباح، ويتم تشخيص هذه الحالة بواسطة الأشعة السينية مع إجراء التحاليل المخبرية الخاصة بالروماتيزم، ويتم العلاج باستخدام الأدوية للسيطرة على تطور الأعراض، مع الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي.

التهابات وآلام

يشير د.إيهاب مصطفى إلى أن آلام الركبة تحدث في أغلب الحالات نتيجة الإجهاد المفرط، وتختلف الأسباب الأخرى بحسب عمر المريض، فعند الشباب من مرحلة العشرينات وأكبر تنتج هذه المشكلة عن الإصابات نتيجة التواء الركبة، وربما تكون لأسباب الروماتيزم مثل: الروماتويد المفصلي أو مرض الالتهاب الفقاري أو النقرس أو تكون بداية للخشونة المفصلية، وما بعد عمر الخمسين تحدث بسبب الخشونة المفصلية، أما عند الصغار فتنجم عن حالات نقص فيتامين «د» والحمى الروماتيزمية أو الإصابة المباشرة الناتجة عن الركض أو الجري أو الاستخدام الخاطئ للركبة.

ويضيف: تستهدف أيضاً آلام الركبة أصحاب الأوزان الزائدة، والذين يعانون أمراضاً روماتيزمية، أو مشكلات مناعية مثل: مرض الروماتويد المفصلي أو الذئبة الحمامية أو داء النقرس.

ويوضح د.مصطفى أن أعراض آلام مفصل الركبة، تظهر على الأكثر عند ثنيها أثناء الجلوس، أو خلال المشي وصعود الدرج، ويكون الألم في البداية تدريجياً ثم يتصاعد إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب، كما يرافقه تورم وارتشاح، ما يتسبب في الحد من سهولة حركة المفصل، ثم التيبس وضعف في العضلات الأمامية وخاصة العضلة الرباعية للفخذ، والارتشاح الداخلي الناتج عن الالتهاب، وتآكل في الغضروف الداخلي واستهلاكه، ما ينجم عنه صغر سماكته أو حجمه، وبالتالي تحدث الإصابة بالخشونة بشكل تدريجي وتتفاقم المضاعفات في الحالات المتقدمة مع تطور المرض.

ويلفت د.مصطفى إلى أن علاج حالات التهاب الركبة في المرحلة الرابعة والمتقدمة تتطلب التدخل الجراحي وإجراء عملية تبديل المفاصل، كونه يكون الحل الأمثل، وخاصة مع تطور الخشونة، كما يجب على المريض الالتزام ببعض العادات الصحية للوقاية من تطور المرض والحد من الأعراض، مثل: تفادي زيادة الوزن، والتعرض للإصابات أثناء المشي أو الجري، مع ضرورة أداء تمارين الوقاية لتقوية عضلات الفخذين، الحفاظ على نمط الحياة الصحي والتعرض للشمس في غير أوقات الذروة للحصول على فيتامين «د»، حقن الركبة بالمادة الزيتية، والحرص على تلقي العلاج الفيزيائي وجلسات العلاج الطبيعي، ومراجعة الطبيب المختص عند الشعور بالآلام، والعلاج المبكر للأمراض الروماتيزمية المتسببة في التهابات الركبة، ومعالجة الخشونة المبكرة بالمكملات الغذائية التي تغذي الغضاريف.

تأثير الأوزان الزائدة

يحذر الخبراء من تأثير الأوزان الزائدة على الأجهزة الحيوية بشكل سلبي، بما يشكل خطراً على مفصلي الركبة الذي يعد أهم المفاصل الكبرى والذي يحمل الجسم كله.

وتشير الدراسات إلى أن البدانة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالخشونة في أعمار مبكرة، ويمكن أن يتعرض هؤلاء الأشخاص إلى حدوث اهتراء وتآكل في الغضاريف الهلالية الشكل الخاصة بالركبة، تصبح المعالجة في هذه الحالات صعبة، ولذلك ينصح الخبراء بأنه لابد من اتباع بعض النصائح الضرورية لصحة العظام والمفاصل، عن طريق المحافظة على نظام غذائي صحي متوازن، وغني بالكالسيوم، وفيتامين (د) عن طريق التعرض لأشعة الشمس الصحية لمدة 20 دقيقة يومياً، وتجنب زيادة الوزن لصحة الجسم بشكل عام، والمداومة على ممارسة الرياضة اليومية وخاصة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4fdznfe5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"