أبوظبي: «الخليج»
شهد القطاع السكني في أبوظبي أحد أفضل الأعوام، بعد أن وصل إجمالي المبيعات إلى 11200 وحدة في جميع أنحاء العاصمة، ما يمثّل زيادة قدرها 83% على أساس سنوي.
وأظهرت أحدث الأبحاث التي أجرتها شركة سَفِلز حول القطاع السكني في الإمارة، أن الزيادة في الطلب على المساكن جاءت نتيجة العديد من المبادرات والإعلانات الإيجابية الصادرة عن الحكومة، يضاف إلى ذلك الاقتصاد المزدهر، وإطلاق المشاريع الجديدة.
واستفادت أبوظبي أيضاً من ارتفاع عدد الوافدين والرحّالة الرقميين (لأشخاص الذين يحققون دخلهم من خلال العمل عن بعد عبر الإنترنت)، وفق ما يظهره مؤشر سَفِلز لفئة العاملين عن بعد، حيث تمكنت مؤخراً من الاستحواذ على المركز الرابع على قائمة المدن في هذا المؤشر.
وقال ستيفن فوربس، رئيس سَفِلز أبوظبي: «لقد أدى الطلب المتزايد إلى تسجيل زيادة كبيرة في إطلاق المشاريع الجديدة، حيث تم إطلاق أكثر من 8000 وحدة. ومن جانب آخر، تحقق تحسن في شفافية السوق على مدار العام، ليكون أكثر جاذبية لمجموعة واسعة من المستثمرين والمستخدمين النهائيين خارج قطاع المستثمرين التقليديين. واستفاد السوق في العام 2023 من زيادة استثمارات الأجانب، فضلاً عن استمرار ارتفاع مستويات الطلب من قبل المواطنين الإماراتيين».
ارتفاع مطرد بالطلب
وأشارت الشركة إلى أنه تمت ملاحظة ارتفاع مطرد في الطلب على الفلل والمنازل الفاخرة. وبرز هذا القطاع أحد أكثر الفئات استقطاباً في العام 2023، وهو الاتجاه ذاته الذي ظهر في الإمارات الأخرى. ووصلت مبيعات وحدات الفلل والتاون هاوس إلى 4800 وحدة في العام ذاته، لتشكل 43% من إجمالي المبيعات، في حين كان ما يقرب من 84% من هذه المعاملات على الخارطة. وكان مستوى الطلب أعلى على المشاريع في جزر السعديات وياس والريم، ما يمثّل دلالة على تفضيل المستخدمين النهائيين والمستثمرين لهذه الواجهات البحرية.
ومن بين المشاريع الجديدة الأخرى، أعلنت هيئة أبوظبي للإسكان عن افتتاح 1700 وحدة في مشروع بلغيلم السكني الجديد الذي يقع شمال شرق جزيرة ياس.
وأضاف علي إسحاق، رئيس الوكالة السكنية في سَفِلز أبوظبي: «لقد شهدت أسعار الفلل ارتفاعاً في جميع أنحاء الإمارة، حيث سجلت بعض المواقع مكاسب أعلى من غيرها. وارتفع متوسط القيمة للفلل في المدينة بنسبة 6% على أساس سنوي ليصل إلى 11800 درهم للمتر المربع الواحد. ومع ذلك، وصلت الأسعار في بعض المواقع مثل جزيرتي السعديات وياس إلى 16000 درهم للمتر المربع الواحد.
الحصة الأكبر للشقق
واستحوذت الشقق على الحصة الأكبر من إجمالي حجم المبيعات بنسبة قدرها 57%، في حين وصلت حصتها من الطلب على الخارطة إلى 69%. وتم إطلاق ما يقرب من 3400 وحدة هذا العام لمواكبة الطلب القوي، كان منها 51% في جزيرتي ياس والسعديات. واكتسبت جزيرة ياس شعبية بين السكان خلال السنوات الأخيرة لميزاتها الكثيرة، ومنها تقديم خيارات الترفيه العائلية الجديدة.
وشهدت جزيرة السعديات إطلاق شركة الدار العقارية 700 وحدة، فضلاً عن مشاريع أخرى لها مثل نوبو ريزيدنسز ومنارات ليفينغ وذا سورس. وأضاف مشروع برج ريناد لشركة تايغر العقارية 256 وحدة فقط إلى جزيرة الريم، في حين استقبلت جزيرتا ياس والسعديات المزيد من المشاريع الجديدة. وتم إطلاق مشاريع عديدة بارزة، خلال العام 2023، نذكر منها مشاريع في الشامخة للدار العقارية، كما كشف بلوم العقارية عن مشروعها كاساريس في قلب بلوم ليفنغ، وفي جزيرة الجبيل تم إطلاق مشروعين، هما مرسى الجبيل و»جبيل تيراسيز، وأطلقت ريبورتاج العقارية مشروعها رويال بارك في مدينة مصدر.
متوسط قيمة الشقق
وواصلت القيمة السوقية للشقق ارتفاعها، حيث زادت بمعدل 6% على أساس سنوي، في حين يبلغ متوسط القيمة للشقق في المدينة 14800 درهم للمتر المربع الواحد، وتشهد بعض المناطق نمواً سنوياً يصل إلى 18%، بينما حافظت القيم الإيجارية للشقق على استقرارها، مع تسجيل نمو دون 1% على أساس سنوي.
وقال سوابنيل بيلاي، المدير المساعد للأبحاث لدى سَفِلز الشرق الأوسط: شهدت القطاعات غير النفطية توسعاً كبيراً، خلال العامين الماضيين، وحافظت على صحتها، لتصل إلى وضع جيد يؤهلها لمواصلة النمو على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة، ليترك ذلك تأثيراً إيجابياً على القطاع العقاري، الذي استفاد من القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة بإلغاء الحد الأدنى للدفعة الأولى اللازمة للمتقدمين للتأهل للحصول على التأشيرة الذهبية، ما أسهم في تشجيع المزيد من الأشخاص على الإقامة في المدينة على المدى الطويل، وشجع المشترين على الاستثمار في السوق العقاري.
