قصة شهر القراءة في الإمارات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

شهر القراءة مارس/ آذار في الإمارات ورشة عمل مفتوحة على مدار الواحد والثلاثين يوماً، ورشة كبرى مفتوحة لثقافة القراءة تشارك فيها هيئات، ووزارات، ومؤسسات ثقافية، ومكتبات عامّة، وجهات نشر محلية، وجمعيات نفع عام، واتحاد الكتّاب، ورابطة الأديبات، ومؤسسة سلطان بن علي العويس، وندوة الثقافة والعلوم، ودوائر حكومية خاصّة.

تلقائياً، أصبح الشهر شهر قراءة احترافية، وتلقائياً يأتي تدبير كل الجهات المذكورة أعلاه منظماً وشفافاً، سواء من حيث الإدارة، أو من حيث الفعاليات.

هذه حالة احتفالية ثقافية في الإمارات تتوجه في قيمها الجميلة إلى المجتمع الإماراتي كلّه، وإلى الجاليات المقيمة (أكثر من مئتي جنسية) وكل جالية تقرأ بلغتها، وبتقاليدها المعرفية.

هذه الحالة القرائية الحضارية لا ترتبط بمارس/ آذار من كل عام فقط، بل هي حالة يومية على مدار العام، لكن تأخذ صيغتها الاحتفالية الوطنية هذه خلال هذا الشهر.

شهر القراءة في الإمارات يقع في إطار زمني أكبر هو عشرية القراءة في الدولة 2016- 2026، هذا العقد القرائي الذي يتواصل، بالضرورة، إلى العقود الزمنية والثقافية القادمة في بلد يعرف القراءة والكتابة والشعر والأدب منذ أربعينات وخمسينات القرن العشرين، وَيُسَجّل هذا باحترام دور رجال المال والتجّار الذين أسس الكثير منهم المدارس النظامية، وأسهم هؤلاء بالمال والتشجيع في نشر التعليم، المرتبط بالضرورة، بالقراءة.

الإمارات بيئة ثقافة وبيئة قراءة منذ ظاهرة (الكتاتيب)، ومنذ المدارس الأولى التي كان يجلس فيها طلاب العلم على الحصيرة من أجل أن يفكّوا الحرف.

أولئك الإماراتيون القدامى الذين قرأوا على الحصيرة وعلى ضوء «الفنر» في «فرجان» البلاد هم أجداد وآباء جيل إماراتي تعلم اليوم في أرقى الجامعات في الدولة وفي العالم، والحفيد القادم من تلك السلالة القارئة هو اليوم مدير في مؤسسة علمية، أو رئيس جامعة، أو وزير ثقافة، أو باحث علمي في القيادة والإدارة والتنمية..

القراءة في الإمارات قصة دولة وقصة رجال بنوا دولة حديثة معاصرة مرتبطة بتاريخها التراثي، والقراءة قصة شعب مرتبط بالعصر والحداثة والتاريخ والثقافة الشعبية، ورموزها المكانية والروحية..

القراءة فصل جميل في رواية الإمارات في نصف قرن، وفي الوقت نفسه تأخذ فكرة القراءة وثقافتها معنى مستقبلياً إلى ما هو قادم، والقادم الأجمل مبني بالضرورة على الحاضر الثقافي الإماراتي المؤسَّس بالعلم والخبرة والمعرفة..

القراءة في الإمارات فكر دولة، ورؤية قيادة، واستجابة شعب ومؤسسات، وهي تجربة نموذج، ومشروع مثال يبني الإنسان أولاً، قبل بناء «الكونكريت»، ويحترم العقل والرّوح والعاطفة..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3na845va

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"