أرخِصوه بتركه

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

في هذه الأيام الفضيلة لشهر رمضان المبارك، التي ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر، لما يحمله الشهر الكريم من بشائر لهم، وإيمانيات ورحمات، تواجه المسلمين مشكلة مغالاة الأسعار لدى منافذ البيع والموردين من ضعاف النفوس، الذين يصرون على إشغال الناس بأمور أخرى، كالمغالاة في الأسعار ورفعها بشكل غريب، ولأنهم لا يرون في الشهر الفضيل إلا شهراً لزيادة أرباحهم ومكاسبهم المالية، نظراً للطلب الزائد، وللتغييرات التي تطرأ على أنماط الاستهلاك لدى الناس، وهو الأمر الذي يعد من أكبر التحديات التي تواجه المستهلكين في مجتمعاتنا.

ثقة المستهلكين كبيرة بالجهات المختصة في وزارة الاقتصاد، حيث تتابع تلقي شكاوى المستهلكين على الدوام، وتعمل على دراستها وفحصها والتأكد من صحتها والتعامل السريع معها، وهو الدور الذي تقوم به الوزارة بشكل ناجح على الدوام خلال رمضان والشهور الأخرى طوال العام، والذي توج بتأسيس فريق وطني لمراقبة أسعار السلع في الدولة، كذلك في تنفيذ الحملات التفتيشية لضبط الأسواق بشكل منطقي، وكبح جماح التجار المستغلين، من خلال معالجتها بكفاءة وفعالية بالتعاون مع الجهات المختصة على مستوى الدولة، لذا توفر الوزارة قنوات متعددة للتواصل تتيح للمتعاملين تقديم الشكاوى بكل يسر وسهولة.

الإمارات لديها منظومة قوية تحمي المستهلك وتضمن حقوقه كاملة، من دون أي نقصان طوال العام، وتقوم الوزارة بتنفيذ رقابة صارمة على الأسواق، دعماً لاستقرارها وازدهارها، وبالتالي إيجاد علاقة متوازنة تحفظ للتاجر الربح المنطقي، وللمستهلك الحصول على السلعة بسعر معقول، إلا أن بعض الذين تحدثنا عنهم يسعون للكسب السريع على حساب المستهلكين، وهي مسألة تعتبر تحدياً اقتصادياً واجتماعياً، من دون أي مراعاة لأي من أخلاقيات التجار الصالحين.

إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، والجهات المختصة الأخرى على مستوى الإمارات، والمستهلكون على وجه الخصوص، عليهم مسؤولية كبيرة خلال الأيام المقبلة، لضبط الأسعار في الأسواق، ولا نجد هنا لعلاج هذا الأمر إلا الاستدلال بمقولة للخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما بلغه شكاوى الناس من غلاء السلع، فأجابهم بشكل عبقري: «أرخِصوه أنتم واتركوه لهم»، وهي لو طبقت فعلاً من قبل الناس، فإن الأسعار ستنخفض فعلاً لأن المستهلك تركها لمغالاة التاجر في بيعها.

نعيش هذه الأيام المباركة، حيث تتطهر النفوس وتُهذَّب وتُزكّى من الأخلاق السيئة، وتتعوّد على الأخلاق الكريمة، طَهَّر الله قلوبكم، وأزاح همومكم، وغفر ذنوبكم، وبارك عملكم، وأصلح أهلكم، وسدد رأيكم، وبارك في يومكم وغدكم، وكل عام وأنت بخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p942w3z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"