القراءة متعة المعرفة

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

بنظرة خاطفة على الحضارات القديمة والحديثة التي حققت نجاحاً كبيراً، نتأكد أن القراءة هي البوابة الأولى لبناء الحضارة وصناعة الثقافة؛ إنها ذلك المركب الذي يشمل المعرفة التي يكتسبها الإنسان بكل تفاصيلها. فالثقافة جزء من كيان الإنسان والقراءة هي البداية الصحيحة لإنتاج الثقافة. ومن هنا لا بدّ من القراءة الجادة، وهي بلا شك أنواع، فهناك من يقرأ لينفّس عن مشكلاته، وآخرون يقرؤون للمتعة، وثمة من يقرأ، ليسهم في تعزيز الثقافة الإنسانية، وهؤلاء الذين يصنعون الحضارة بأعمالهم وأفكارهم ورؤاهم، ويقرؤون ليفهموا، ويتعمّقوا، وهم الذين بنوا الحضارات وأسهموا في تطوير العقول.

القراءة هي الخيط الأول لاكتشاف ذواتنا وإدراك قصورنا وتعميق معرفتنا بأنفسنا، ومن ثم اكتشاف الآخرين، بغية التواصل معهم لخلق خطاب إيجابي وفعال؛ وبلا شكّ يتأثر فعل القراءة بنفسية القارئ والكاتب، فالكاتب يعبّر عما يخالجه من مشاعر وأفكار، والقارئ يشاركه الإحساس والشعور نفسيهما، وبهذا المعنى تصبح القراءة عالماً نوعياً وفريداً، إذ تمكنّنا من معرفة تاريخ الشعوب والمجتمعات، وتعلّمنا كيف نكتشف ذواتنا والعالم من حولنا، وبطبيعة الحال هي عملية متشعّبة، حيث إنها تساعد على إدراك الاختلاف بيننا نحن البشر، وتكييف هذا الاختلاف في اتجاه تحقيق أهدافنا وغاياتنا؛ إنها علاج لمشكلاتنا التي تواجهنا صباح ومساء، وتعكر صفونا، وجزء لا يتجزّأ منّا.

وهنا على الجميع مؤسسات وأفراداً تشجيع الصغار والكبار على القراءة، ومصادقة الكتب، ومنحها حقها من العناية، سيراً على نهج العلماء، ولا شكّ في أنها مسألة أساسية إذا أراد المرء أن تكون له قيمة في هذا العالم.

والقراءة قضية مصيرية، إذ إنها هي المدخل الأساسي لاكتشاف أنفسنا، ثمّ اكتشاف العالم.

ومع دخول التقنيات وعوالم الإنترنت، ومواقع التواصل التي غزا بعضها كل المجالات، صار كثير من الناس، لا يتركون أجهزتهم من هواتف نقالة، أو حواسيب، أو سواها، وتراهم ينظرون إليها بعمق ذاهلين عن كلّ شيء، حتى أن بعضهم، يمكن أن تصادفه في الطريق ماشياً، حاملاً بيده هاتفه النقال، يتابع أمراً ما قراءة أو مشاهدة أو سماعاً، وهو ذاهل عن كل ما حوله، لدرجة أنه قد يصطدم بمن يكون أمامه.

أين الكتاب، ومتعة التعامل مع الورق، أو الصحيفة، ولذّة تقليب صفحاتها، ومتابعة ما تنشره، في كل المواضيع، الأخبار والسياسة والثقافة والفن.. إلخ

هناك من لم ينسوا القراءة، ويعيشون معها باستمرار، دون كلل، بنيّة التعلّم والمعرفة، ومع أنهم قلة، فإنهم أنوار يستضيء العالم بها ويهتدي بأفكارهم.

وهذا أكدته دولة الإمارات، بالتحفيز المستمر على القراءة، بفعاليات متنوعة، ومستمرة طيلة الأيام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5wjfzj4p

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"