عادي
إنجازات محلية وعالمية باسم الإمارات

حلم الوالدة

23:58 مساء
قراءة 5 دقائق
خلال تكريمه في إحدى السنوات الدراسية الابتدائية
الدكتور حميد مع والدته
مع عدد من أصدقائه في المدرسة

أبوظبي: عماد الدين خليل

«أنت ستصبح دكتور» كلمة قالتها والدة حميد عبيد بن حرمل الشامسي، في أول يوم من دخوله المدرسة في عمر الست سنوات، شكلت دعماً كبيراً رسخ في ذهنه عقيدة في تحقيق هذا الحلم، إلى أن أصبح طبيباً حقق إنجازات علمية عالمية متخصصة في المجال الطبي، أصبحت محطّ اهتمام المنظمات الطبية العالمية.

هو الآن البروفيسور حميد الشامسي، استشاري الطب الباطني وأمراض الأورام والسرطان، رئيس «جمعية الإمارات للأورام»، مدير خدمات الأورام والسرطان في «مجموعة مستشفيات برجيل»، مدير مركز الابتكار والأبحاث في معهد برجيل للأورام، بروفيسور كلية الطب جامعة الشارقة (أول بروفيسور إماراتي في تخصص الأورام والسرطان)، رئيس لجنة سرطان القولون في الشرق الأوسط التابع للشبكة الأمريكية للأورام.

حقق الشامسي إنجازات محلية وعالمية كثيرة بفضل الدعم الكبير الذي كان يتلقاه من أسرته، وهو أول طبيب في الدولة (من مواطنين أو الأجانب) متخصص في أمراض الأورام وسرطان الجهاز الهضمي، وحاصل على 9 شهادات جامعية طبية، وشهادتي بكالوريوس علوم طبية وطب وجراحة، و7 شهادات بورد تخصصية في الطب الباطني وأمراض السرطان والأورام من الولايات المتحدة، وكندا والمملكة المتحدة، وشهادة التخصص الدقيق في أمراض الأورام والسرطان للجهاز الهضمي في مركز «إم دي أندرسون» المتخصص في الأورام والسرطان بالولايات المتحدة، أول طبيب في «برنامج الشيخ خليفة بن زايد للأطباء المتميزين» بدولة الإمارات.

تمكن في 2017 من معرفة نوع جديد من سرطان القولون، بعد تحليل البيانات الجينية لنحو 9000 مريض بسرطان القولون بالولايات المتحدة، في بحث نشرته أكبر مجلة علمية في السرطان والأورام، وباحث متخصص في مجال الأورام بدولة الإمارات وبأكبر عدد من الدراسات عن وضع السرطان بدولة الإمارات عبر أكثر من 70 دراسة.

لحظات لا تنسى

عن بدايات رحلته التعليمية ودعم الأسرة له حتى وصل إلى تحقيق كل تلك الإنجازات العالمية، قال حميد الشامسي: «هناك لحظات في الحياة لا ننساها أبداً، أتذكر بوضوح اليوم الأول من المدرسة مع أمي، تمسك يدي وتمشي معي، متوجهين في أول يوم لي إلى المدرسة، وعندما نصل بالقرب من منزل عمي ونستدير يميناً للوصول إلى البوابة الرئيسية للمدرسة، وكلما اقتربنا تمسك يدي بإحكام وتشديد، بمجرد وصولنا إلى البوابة الرئيسية، تعانقني بشدة وتطلب مني ألا أخاف قائلة: «سأراك في غضون ساعات قليلة وسنتناول الغداء معاً» مع عناق وقبلة أخرى، وأتذكر عندما كنت أذهب مع والدتي خلال مراجعتها لإحدى العيادات تقول لي: «أنت ستصبح دكتور» ونفتخر بك، ومن هنا زرعت والدتي فكرة أن أكون طبيباً منذ الطفولة وكانت تشجعنا على الدراسة والاجتهاد وتهيئة كافة السبل لذلك».

ويضيف، «لا أتذكر ما حدث قبل أو بعد هذه اللحظات السحرية، لا أستطيع حقاً أن أشرح كيف يمكنني عندما كنت طفلاً صغيراً أن أتذكر هذه اللحظات فقط، ولكن لا أتذكر بقية اليوم، ولكن ما زلت أشعر بإثارة أمي وحرصها على أول يوم لي في المدرسة، العناق الذي أعطته لي قبل أن تسمح لي بالدخول إلى بوابة المدرسة، عناق الحب والدعم الذي ما زلت أشعر به عند تذكر هذه اللحظات التي تمنحنا القوة التي نحتاج إليها عندما نكون في أدنى مستوياتنا في حياتنا، تعطينا الراحة والسلام والابتسامة عندما نحتاج إليها أكثر من غيرها وبتلك اللحظات والكلمات يمكن أن تتحول حياة أي شخص إلى الأبد».

ويتابع، «أثناء تصفحي أوراقي الشخصية، عثرت على شهادة الثانوية العامة الخاصة بي (يسميها بعضهم المستوى الإسكتلندي A Level)، وتحمل قصة خاصة، فوراء هذه الشهادة تكمن قصة كيف يمكن لحب الوالدين ودعمهم أن يشكلا مستقبل أطفالهم، وطوال طفولتي كنت مندهشاً دائماً من التفاني الذي لا يتزعزع من والديّ تجاه تعليمنا، وضعا معايير عالية بشكل ملحوظ لجميع إخوتي، ولم يطالبا بأقل من 90% ومكاناً ضمن المراكز الثلاثة الأولى في فصولنا، ومع ذلك، كانت معايير والديّ أعلى بالنسبة لي، كان عليّ أن أحقق 95% أو أكثر في جميع المواد وأحصل على المركز الأول في صفي، مع عدم وجود مجال للتفاوض من جانبهم».

وعد بالتفوق

يقول: «أتذكر بوضوح واقعة حدثت في الصف الرابع عندما حصلت على المركز الثاني، حيث كنت أقل من المتفوق بعلامة واحدة فقط، لقد كان ذلك الصيف محفوراً في ذاكرتي، حيث شعر والداي، وخاصة والدتي بالحزن. وأنا كذلك شعرت بالإحباط، لأنني خيبت أمل والدتي. لقد قالت لي دائماً: «أنت مميز، وأريدك أن تستمر في كونك مميزاً في كل ما تفعله. بعد ذلك الصيف، قطعت وعداً على نفسي، لقد تعهدت بأن أصبح الذي سيجعل والدتي فخورة، وأن أكون مميزاً في أهدافي وأحلامي، وأن أبدأ في مهمة فريدة في حياتي، ولهذا حققت نجاحاً أكاديمياً ملحوظاً، حيث تصدرت مدرستي في امتحانات الثانوية العامة - المسار العلمي عام 1996، ثم تفوقت على جميع طلاب الإمارات في إسكتلندا في الثانوية الإسكتلندية عام 1998، وكانت «A» في جميع المواد، وكنت الطالب الإماراتي الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز في إسكتلندا في ذلك العام، وكانت هذه الإنجازات شهادة على الأبوة والأمومة الممتازة والتحفيز الذي تلقيته منذ أيامي الأولى من قبل والدي، خاصة أمي».

وقال: «استمر هذا التفوق الأكاديمي طوال دراستي في كلية الطب وإقامتي والتدريب على الزمالة، كان الشعار الذي أرشدني دائماً متجذراً في الدروس التي علمني إياها والداي وهي: «اعمل بجد - بجد شديد - وأصعب من أي شخص آخر، ولا تستسلم أبداً».

وأضاف، «تعاليم والديّ عن الإحساس القوي بالمسؤولية، والمرونة، والمنافسة العادلة، والتواضع، والرغبة العميقة في مساعدة الآخرين، أثرت في أسلوب قيادتي، أنا أقود بالقدوة، وأؤكد أخلاقيات العمل القوية والتفاني، وأنا أشجع المرونة والتعلم من النكسات والحفاظ على عقلية إيجابية، وأعطي الأولوية للمساءلة وتمكين أعضاء فريقي. إن خلق بيئة تعاونية وشاملة أمر مهم بالنسبة لي، حيث تثمّن مساهمات الجميع، وإذا نظرنا إلى الطريقة التي ربّاني بها والداي، فهذا جعلني الشخص الذي أنا عليه اليوم شكراً لك، وسأكون دائماً مديناً لك».

أفضل طبيب

حصل حميد الشامسي على بكالوريوس علوم طبية و تخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وبكالوريوس في الطب والجراحة - تخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، ودرس في جامعات عدة، وتخصص في أمراض السرطان، بجامعة تكساس – مركز أم دي أندرسون الطبي يونيو 2014 – يناير 2017، وجامعة ماكماستر – كندا – من سنة 2007 - 2012، وجامعة كورك الوطنية – جمهورية إيرلندا من سنة 1998 - 2005، وكلية إير – إسكوتلاندا - المملكة المتحدة – من سنة 1997 - 1998.

يقول: امتلكت خبرات عملية كبيرة، منها العمل بروفيسوراً مساعداً – استشاري الأورام والسرطان في مركز «إم دي أندرسون» المتخصص – هيوستن – الولايات المتحدة - يونيو 2014 إلى يناير 2017، وبروفيسوراً مساعداً - استشاري الأورام والسرطان في مستشفى جامعة ماكماستر – كندا سبتمبر 2013 إلى يونيو 2016، وبروفيسوراً مشاركاً في كلية الطب - جامعة الشارقة – مارس 2017.

ونشرت نحو 70 بحثاً طبياً متخصصاً في أمراض السرطان، منها 15 عام 2020 في مرض السرطان و«كورونا» في كبرى الدوريات العلمية المتخصصة، منها أول توصيات طبية دولية لعلاج مرضى السرطان في مرحلة وباء «كورونا»، وأول دراسة دولية من مختلف أنحاء العالم وتحت إشراف إماراتي أول توصيات طبية دولية لعلاج مرضى السرطان في مرحلة وباء «كورونا».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m9b4rsm4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"