تسلم ممثلو البلدان الأجنبية التي ينتمي إليها العاملون في منظمة المطبخ المركزي العالمي الأمريكية جثامينهم،مساء أمس الأربعاء، بعد عبورها من رفح إلى مصر، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب «خطأ جسيم» بعد استهداف عمال إغاثة، بينما شكك مسوؤولون أمريكيون وأمميون في الرواية الإسرائيلية، مشددين على أن القوات الإسرائيلية قتلت عاملي الإغاثة بشكل متعمد، في وقت انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل بشدّة، لاستهدافها عمّال إغاثة، مؤكّداً أنّ إسرائيل «لم تفعل ما يكفي» لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين «يتضوّرون جوعاً»، وتحدثت منظمات إغاثة عن شن إسرائيل هجمات ضدها على نحو «ممنهج» في غزة، في حين أعلنت الأمم المتحدة، تعليق نشاط المساعدات ليلا في قطاع غزة.
وقال مسؤول في الهلال الأحمر المصري، طلب عدم الكشف عن هويته، إن مندوبي السفارات المعنية تسلموا الجثامين وأن سيارات إسعاف توجهت بها إلى القاهرة، من حيث سيتم نقلها على متن طائرات إلى بلدان العاملين الأجانب الستة الذين قتلوا في ضربة إسرائيلية، يوم الاثنين الماضي، في دير البلح بوسط قطاع غزة.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بارتكاب «خطأ جسيم» بعد الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة متعاونين مع منظمة «المطبخ العالمي» الأمريكية غير الحكومية في قطاع غزة، في حادث تسبب بمأساة أثارت غضباً دولياً. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي إن الضربة «خطأ جسيم لم يكن يجب أن يحدث» متحدثاً عن «خطأ في تحديد الأشخاص» في «ظروف معقدة للغاية».
ومن جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن المنظمة علقت الحركة في غزة ليلا لمدة 48 ساعة على الأقل لتقييم المسائل الأمنية عقب مقتل موظفين بمنظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية، فيما قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، إن إسرائيل قتلت «عن عمد» موظفي منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في قطاع غزة. وقالت ألبانيز في منشور لها على منصة «إكس»، أمس الأربعاء، «بحكم معرفتي بكيفية عمل إسرائيل، تقييمي هو أن القوات الإسرائيلية قتلت عمداً موظفي المطبخ المركزي العالمي حتى ينسحب المانحون وتستمر مجاعة المدنيين بصمت في غزة». وأشارت إلى أن إسرائيل «تعي أن أغلبية الدول الغربية والعربية لن تبذل أدنى جهد من أجل الفلسطينيين».
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة «بوليتيكو» إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عمال الإغاثة في منظمة «المطبخ العالمي» في غزة «بدا متعمداً». وأضاف المسؤول الذي لم تذكر «بوليتيكو» اسمه، أن ما يوضح أن الهجوم لم يكن حادثاً هو اشتماله على 3 ضربات على 3 سيارات بشكل متتال، في إشارة إلى الهجوم الذي أدى إلى مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة. وتابع المسؤول «نحن لسنا أغبياء.. فعمال الإغاثة كانوا يسافرون في سيارات تحمل علامات واضحة على طريق مخصص لشاحنات المساعدات عندما تعرضوا للهجوم».
بدوره قال بايدن في بيان شديد اللهجة إنّه يشعر «بالغضب والحزن» لمقتل سبعة عمّال إغاثة من منظمة «وورلد سنترال كيتشن» غير الحكومية ومقرّها الولايات المتحدة. وأكّد أنّ التحقيق الذي وعدت إسرائيل بإجرائه لجلاء ملابسات الغارة «يجب أن يكون سريعاً، ويجب أن يؤدّي إلى المساءلة، ويجب أن تُنشر نتائجه على الملأ».
من جهة أخرى، دانت منظمات إغاثية مقتل العاملين السبعة في «المطبخ المركزي العالمي»، معتبرة أنها مؤشر على الهجمات التي تشنها إسرائيل على نحو «منهجي» ضد المنظمات غير الحكومية في غزة، آملة اتخاذ «إجراءات» دولية قوية لتفادي وقوع مآسٍ أخرى مماثلة. وفي الإجمال، قُتل أكثر من 200 عامل إنساني في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقاً للمنظمات غير الحكومية، بينهم 165 على الأقل يعملون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن التفسيرات الإسرائيلية لمقتل عاملي الإغاثة في قطاع غزة هذا الأسبوع «غير كافية» و«غير مقبولة». وطالبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بإجراء تحقيق كامل في مقتل موظفي الإغاثة في قطاع غزة، ومن بينهم مواطن كندي، في غارة جوية إسرائيلية. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل سبعة عاملين في الإغاثة من بينهم بولندي، ورد فعل إسرائيل عليه، يضع التضامن مع هذا البلد «أمام امتحان».
(وكالات)
