صندوق (انشر) وظاهرة القراءة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لم تكن مناسبة مرور خمسة عشر عاماً على تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين قبل أيام بلا مبادرة تليق بالجمعية وبأعضائها الإماراتيين وأغلبهم شباب وشابات يمتلكون دور نشر وطنية محلية رفعت مستوى صناعة الكتاب في الدولة، وجعلت من النشر قطاعاً بالغ الأهمية الثقافية والاقتصادية في الإمارات وفي المنطقة.. المبادرة أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، وتتمثل في صندوق الشارقة لاستدامة النشر (انشر) بقيمة 85 مليون درهم تتوجه إلى دعم الناشرين الإماراتيين بالدرجة الأولى، ما يترتب عليه بالضرورة، ازدهار وحراك في صناعة النشر وتوسيع نطاق الإقبال على نشر الكتاب وتوزيعه، وبالتالي توسيع نطاق ثقافة القراءة ومصادر المعرفة.

تتبنّى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي كل الأفكار الإيجابية الإبداعية التي من شأنها تمكين جمعية الناشرين الإماراتيين من النجاح بل التفوّق في رعاية صناعة النشر في الإمارات وتمكين هذا القطاع من المنافسة الإبداعية والأدبية والاقتصادية في أسواق عالمية لها تاريخ طويل في مجال النشر، وقد تحقق للجمعية أن تصبح اسماً علماً في فضاءات النشر العربية والعالمية. ودائماً، كانت الشيخة بدور تتابع وتوجّه وتعمل بهدوء ولكن باستمرارية عملية على مستوى إماراتي وعربي وعالمي.

في مناسبة مرور 15 عاماً على تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين لدى أعضائها امتياز بالغ الخصوصية في عملية صناعة النشر من خلال صندوق (انشر)، وهو صندوق شراكة بين الجمعية وهيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، وبمعنى آخر، لدى الناشرين الإماراتيين ضمانتان.. أولاً: ضمانة معنوية يُغذّيها حضور شخصية الشيخة بدور دائماً في الجمعية، وثانياً:.. ضمانة مادية تتمثل في ميزانية الصندوق التي ستساعد في دعم مشاريع نشرية جديدة.. صناعة الكتاب، وتفعيل قطاع النشر في الإمارات معاً هو قضية ثقافية بالنسبة للشيخة بدور، والجمعية بالنسبة إليها حلم تحقق وأصبحت جهة إماراتية بل عالمية بانضمامها إلى الاتحاد الدولي للناشرين.. وفي المحصّلة تصب كل هذه القَنَوات المادية والمعنوية إلى نتيجة مستقبلية في الدولة هي ثقافة القراءة التي تحوّلت إلى مبادرات ورؤية وتفاعل مجتمعي عام.

في كل مبادرة وفي كل مشروع نتابعه ونقرأ حيثياته في الإمارات، فإننا نربط كل إنجاز من هذا النوع بظاهرة القراءة والاستثمار الجمالي والروحي في القارئ نفسه من مرحلة الطفل إلى مرحلة الكهل.. جمعية الناشرين، وصندوق (انشر)، ومعارض الكتب، ودور النشر المحلية، وصناعة الكتاب، وحركة الترجمة.. كل هذه الأطر والفضاءات الإبداعية والصناعية والإدارية هي منظومة واحدة تخدم منظومة واحدة أيضاً هي: (منظومة القراءة) وظاهرتها، وثقافتها في دولة الإمارات العربية المتحدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3b8dx7yd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"