قلم الحق والحقيقة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يحمل ميلاً عملياً إلى الصحافة حتى حين كان على مقاعد التعليم في مدرسة الإصلاح القاسمية. وفي «سرد الذات»، صفحة 261، يكتب سموّه أنه كان في الأنشطة الثقافية يصدر مجلة الحائط (التقدم) باللغة العربية، وكان يصدر مجلة ثانية باللغة الإنجليزية (Progress) وكان يكتب جميع مقالاتهما بنفسه. ويقول سموه: «وفي الأنشطة الفنية كان لي في كل معرض سنوي لوحة فنية ومجسّم، ففي مرة كان عن وسائل الرّي، وفي أخرى كان عن عمليات إنتاج البترول».

متى، وكيف تعلم صاحب السموّ حاكم الشارقة أوّل الكتابة؟ يقول سموه في «سرد الذات»، صفحة 58: «كان معلّمي في السنة الأولى الأستاذ فاضل، كان رجلاً أدكن، يلبس ثوباً وصدرية وعصابة على رأسه، وجميعها بيضاء ناصعة، أتى إلى الشارقة من دبي، مع الشيخ سعيد بن بطي المكتوم. وللأستاذ فاضل خط جميل، تعلّمت على يده أوّل الكتابة. كانت الكتابة على ألواح حجرية سوداء، والأقلام من حجر، لونها قريب من البياض، ومنها ما هو ملوّن بعدة ألوان، أمّا بالنسبة لقراءة القرآن، فقد كنت أدرس لدى الشيخ فارس بن عبد الرحمن».

أحاديث صاحب السموّ حاكم الشارقة في مناسبات صحفية وإعلامية وثقافية تؤشر للروح الأخلاقية للمهنة أولاً وأخيراً. الروح التي يؤمن بها سموّه، ومن خلال رؤيته هذه يؤكد على أمرين جوهريين لا بدّ أن يحملهما الكاتب الصحفي: أولاً الفكر، وثانياً المعرفة الحقيقية الصحيحة.. يقول سموّه (6 نوفمبر 2014) خلال لقائه نخبة من الإعلاميين: «على صاحب القلم، أو الصحفي، قبل أن ينتظر التوجيه من رئيس التحرير أن يبدأ بنفسه، فيجب في قرارة نفسه أن يستشعر الصح من الخطأ، والسمين من الغثّ، ولا يجب معاملة الصحفي كغيره من المهن، لأنه صاحب فكر»، وفي اللقاء نفسه قال سموّه: «الكاتب أو الصحفي يجب أن يتحلى بالمعرفة الحقيقية الصحيحة، وليست المزيّفة». وفي افتتاح أعمال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي (فبراير 2014) قال سموّه: «إن مهنة الصحافة والإعلام لا تقل خطورة عن مهنة الطبيب، فخطورة القلم والمصوات أشد خطورة من المشرط بيد الطبيب المرتعشة، كمناورات الدعاية، ونشر الأخبار الكاذبة للتضليل، وعدم التثبّت من مصادر المعلومات أو احترام الحياة الخاصّة».

من هذه المنطقات الأخلاقية والمهنية والثقافية تتشكّل نظرة صاحب السموّ حاكم الشارقة للصحافة والإعلام والكتابة عموماً. من هذا الوعي النبيل بعبقرية القلم يكتب سموّه، ويوثّق، ويؤرّخ، ويسرد بقاموس شفّاف ولسان عربي نظيف ومعرفة مبنية على الحق، والحقيقة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"