الشارقة – سالونيك

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

الثقافات المتبادلة.. تُعرّف الشارقة بالثقافة الإماراتية والعربية في اليونان، (معرض كتاب سالونيك)، وبعد نحو 170 يوماً تعرّف اليونان بثقافتها في الإمارات في معرض الشارقة الدولي للكتاب (دورة 2024)؛ حيث تحل اليونان ضيف شرف على المعرض، كما هي الآن الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك.

تقليد ثقافي رفيع متبادل بين الدول والثقافات والحضارات، وضمنياً هو تبادل معرفي بين الآداب والفنون والتراثيات والفولكلور والثقافة الشعبية، هو أيضاً تبادل أفكار وخبرات وقراءات.. يقرأ شعراء إماراتيون في سالونيك، ويقرأ شعراء يونانيّون في الشارقة، بمعنى، تبادل صوت الشعر وموسيقاه ولغته وإنسانياته الكامنة في النصوص، وفي ذوات الشعراء.

عمّقت الشارقة هذه الثقافة التبادلية في معارض كتب دولية عديدة أوروبية غربية، وآسيوية، وشرق أوسطية، وفي سالونيك تقترب الثقافتان العربية واليونانية من بعضهما أكثر من أي فضاء مكاني ثقافي آخر، وذلك أن القاسم المشترك (المكاني) يتمثل في عظمة امتداد البحر الأبيض المتوسط، بحر الثقافات المتقاربة المتجاورة، وبحر الأساطير والميثولوجيات وتلاقي اللغات، وحتى الشعوب على الكثير من المشتركات الثقافية الشواطئية والموانئية.

يعرف العرب الثقافة اليونانية منذ جذرها (الكريتي)، نسبة إلى جزيرة (كريت)، والكثير من الكتاب والأدباء اليونانيين تتبّعوا البحر حتى استقر بهم الترحال في القاهرة والإسكندرية، وتطبّعوا بعادات وأخلاقيات عربية.

أسماء راسخة في الثقافات العالمية من مثل: ريتسوس، هوميروس، كازانتزاكيس، سوفوكليس، كفافيس، الشاعرة سافو، إسخيلوس.. عرفها العرب، ونقلها إلى لغتنا مترجمون يعرفون اليونانية أحياناً أكثر من أهلها، وفي المقابل، نقل المترجمون اليونانيون بعض رموزنا الأدبية إلى اليونانية بمحبة خاصة إن أمكن القول، ذلك أن العربية موجودة روحاً، وإيقاعاً، وصوتيات في بعض نسيج اليونانية.

التقطت الشارقة بعين ثقافية مدرّبة على الرؤية والرؤيا معاً.. التقطت هذه المشتركات والمرجعيات، بين الثقافتين واللغتين.. العربية واليونانية، فذهبت بطاقتها الأدبية واللغوية والمعرفية إلى اليونان التي ستكون بدورها حاضرة أدبياً وتاريخياً وثقافياً في الشارقة بعد أقل من نصف عام.

يقول الشاعر اليوناني (جورج سيفيرس) من ترجمة.. رنا قباني: «.. الرّوح كي تعرف نفسها، عليها أن تحدّق طويلاً في الرّوح..».. ويقصد الشاعر رؤية روح (الآخر) البعيد عنك، والقريب منك، ومن حيث الذاكرة – والوجدان، فالأقرب إلى الرّوح العربية هي روح اليونان التي أنجبت في الفلسفة، والشعر، والنحت، والرسم، والموسيقى، والمعمار، وفي بعض كل هذا يلوح طيفٌ عربي يتوهج بالثقافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7wd28z5b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"