عادي

الإمارات تطالب بضبط النفس وتحذر من توسيع رقعة الصراع

00:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
إيرانيون يلوحون بالأعلام الفلسطينية في ساحة فلسطين بطهران خلال احتجاج يندد بمقتل هنية (أ ف ب)

أعلنت دولة الإمارات أنها تراقب عن كثب التطورات الإقليمية المتسارعة، وأعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدت  أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع. كما أكدت إيمانها بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة. وشددت، في هذا السياق، على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.

الصورة
1

من جهته، أكد الدكتور أنور بن قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الدبلوماسية أصبحت أكثر إلحاحاً، في ظل التصعيد وردود الفعل غير المحسوبة دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها والتي تعقد الموقف وتزيد خطر عدم الاستقرار. وقال قرقاش، في تغريدة على منصة «إكس» أمس الأربعاء، «ما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث جسيمة من بيروت إلى طهران وعلى أكثر من صعيد مقلقة للغاية. التصعيد وردود الفعل غير المحسوبة دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها تعقد الموقف وتزيد خطر عدم الاستقرار. وأضاف: الجهود الدبلوماسية والسياسية أصبحت أكثر إلحاحاً وحتمية».

الصورة
1

يأتي ذلك، بينما توالت، أمس الأربعاء، ردود الفعل العربية والدولية حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية في طهران، وحذّرت كثير من الدول من أن عملية الاغتيال ستترك تداعيات على المنطقة وعلى جهود وقف إطلاق النار في غزة، بينما نأت واشنطن بنفسها عن عملية الاغتيال وأكدت ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، حذرت الجامعة العربية من انفجار إقليمي شامل.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الضربتين في بيروت وطهران، «تشكلان تصعيداً خطيراً»، بحسب المتحدث باسمه. وقال ستيفان دوجاريك للصحفيين «يعتبر الأمين العام أن الهجمات التي رأيناها في جنوب بيروت وطهران تشكل تصعيداً خطيراً في وقت ينبغي أن تفضي كل الجهود إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، مع زيادة كبيرة في المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة وعودة الهدوء إلى لبنان وعلى الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل.

وحذر الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، من مغبة التصعيد الإسرائيلي الخطير في المنطقة، معتبراً أن إسرائيل تمارس سياسة متهورة من دون تبصّر بالعواقب الوخيمة، التي يمكن أن تطول الإقليم من جراء أفعالها. وطالب أبو الغيط المجتمع الدولي، بممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل من أجل الحيلولة دون انفجار إقليمي شامل، ستؤدي إليه السياسات المتهورة التي تباشرها قياداتها.

ودانت قطر اغتيال هنية معتبرة أنه «جريمة شنيعة» و«تصعيد خطير». وقالت الخارجية القطرية في بيان لاحق إن رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وشدد بلينكن بحسب البيان على «أهمية مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة».

وأكد بلينكن، أن الولايات المتحدة «ليس لها يد» في اغتيال هنية في طهران. وقال في مقابلة متلفزة «أولا لم نكن على علم وليس لنا يد» في ذلك.

ودانت الخارجية المصرية «سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين» معتبرة أن هذا «التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة».

ونددت دمشق بمقتل هنية. كما دانت الخارجية الأردنية في بيان «بأشد العبارات» اغتيال هنية، معتبرة أن ذلك يشكل «خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة». ودان العراق اغتيال هنية، مؤكداً أن هذه العملية تُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً لأمن المنطقة. كما أعربت وزارة الخارجية العمانية عن «إدانة سلطنة عُمان واستنكارها الشديد» لاغتيال هنية، قائلة إنه «يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني وتقويضاً واضحاً لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». من جهة أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي «جميع الأطراف» إلى الالتزام «بأكبر قدر من ضبط النفس» وتجنب «أي تصعيد جديد» بعد اغتيال هنية. ودانت روسيا «الاغتيال السياسي غير المقبول» لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف«نعتقد أن مثل هذه الأعمال موجهة ضد مساعي إحلال السلام في المنطقة، ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع المتوتر في الأساس».

وكذلك دانت الصين اغتيال هنية، محذرة من احتمال أن يؤدي ذلك إلى «مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي». واعتبرت الحكومة الألمانية أن «منطق الانتقام» في الشرق الأوسط «ليس المسار السليم». وحذر وزير الدفاع الأسترالي من مخاطر «شديدة» لحصول تصعيد أكبر في الشرق الأوسط بعدما تم تحميل إسرائيل مسؤولية اغتيال هنية. وقال ريتشارد مارلز إن مقتل هنية في طهران خلق مخاطر إضافية في منطقة تشهد أساساً أزمات. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s45yep4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"