عادي

مقتل هنية بضربة صاروخية في طهران.. وإيران تتوعد إسرائيل

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
فلسطينيون في احتجاج برام الله بعد اغتيال هنية في طهران (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، أمس الأربعاء، مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين بضربة إسرائيلية في طهران، مشددة أن «الاغتيال لن يمر سدى»، فيما أثارت العملية غضباً فلسطينياً عارماً في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث خرجت مسيرات حاشدة وعم الإضراب الشامل مختلف مدن الضفة، في وقت أعلنت إيران الحداد لمدة ثلاثة أيام وتوعدت بالثأر من إسرائيل، والتي امتنعت عن التعليق، وبينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يوقف الحرب، تزايدت المخاوف بشأن الرهائن المحتجزين في غزة بعد عملية الاغتيال.

ونعت «حماس» هنية، الذي قضى إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني «مسعود بزشكيان. وأعلنت أن جثمانه سيوارى الثرى في الدوحة غداً الجمعة، بعد نقل جثمانه اليوم الخميس عقب تشييع شعبي له في العاصمة الإيرانية. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في غزة خليل الحية: إن الصاروخ الذي قتل هنية أصابه «بصورة مباشرة»، وذلك عن شهود كانوا مع هنية في إيران. وأضاف الحية في مؤتمر صحفي في طهران أن الصاروخ أدى إلى تدمير النوافذ والأبواب والجدران في غرفته.

وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بمعاقبة إسرائيل أشد العقاب، معتبراً أن «من واجبنا الثأر لدماء (هنية) التي سُفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن القصف طال مقر إقامة هنية الذي «قتل هو وأحد حراسه الشخصيين». وقال الإعلام الإيراني: إن هنية قُتل ب «مقذوف جوي» في طهران، وإن الضربة وقعت في الثانية فجراً (22,30 ت غ مساء الثلاثاء) واستهدفت داراً مخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران، حيث كان ينزل. وأعلنت إيران الحداد ثلاثة أيام، وتوعد الرئيس بزشكيان بجعل إسرائيل «تندم» على فعلتها. وحملت طهران الولايات المتحدة المسؤولية عن اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل. وذكرت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أن «الرد على اغتيال هنية سيكون من خلال عمليات خاصة أكثر صرامة لزرع الندم في نفوس مرتكب الاغتيال».

من جهة أخرى، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك بما سماه «العمل الجبان»، داعياً الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل. وأعلنت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الإضراب العام ودعت إلى تنظيم مسيرات احتجاج. وأعلن عباس الحداد العام ليوم واحد على هنية الذي عينه رئيساً للوزراء في عام 2006 وأقاله في عام 2007 الذي سيطرت فيه حماس على غزة.

من جهتها، أعلنت القوى الفلسطينية «الإضراب الشامل ومسيرات غضب احتجاجاً» على اغتيال هنية. وفي مدينة رام الله وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة غادر الموظفون الحكوميون مقارّ عملهم، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها. وظهر أمس الأربعاء، خرج المئات في عدة مدن فلسطينية في مسيرات احتجاجية.

وفي أول رد فعل ميداني على اغتيال هنية، أصيب مستوطن بجروح وصفت بالخطرة، وذلك في عملية إطلاق نار نفذت صباح أمس الأربعاء، على شارع 60 قرب مستوطنة «كريات أربع» بالخليل جنوبي الضفة.

وفي قطاع غزة، أكدت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» أن اغتيال هنية سينقل «المعركة إلى أبعاد جديدة... وستكون له تداعيات كبيرة»، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي: إننا جاهزون لأي سيناريو ضد كل التهديدات وسنكبد كل من يهاجمنا ثمناً باهظاً، ونحن لم ولن نخضع لأي ضغوط تتعلق بإيقاف الحرب، وكل الإنجازات التي حققناها في الأشهر الأخيرة حدثت لأننا لم نخضع للضغوط، وأضاف «لن أخضع للضغوط، ولو كنت خضعت لها لما قتلنا مسؤولي حماس أو سيطرنا على محور فيلادلفيا ومعبر رفح».

إلى ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون ضالعون في المفاوضات حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار: «إن التقديرات الحالية هي أنه سيكون لاغتيال هنية تأثير في المفاوضات بالمرحلة الأولى، لأنه كان الشخصية الأهم في الاتصالات». وتزايدت المخاوف بين الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بعد عملية الاغتيال. وتطرق بيان لمنتدى أهالي الرهائن وعائلات المفقودين إلى ما سماه المكاسب العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر العشرة الماضية من الحرب. لكن البيان قال: «إن الإنجاز الحقيقي» لا يمكن أن يتحقق دون عودة الرهائن. وبحسب البيان الذي صدر بعد اغتيال هنية «الوقت عامل جوهري، نناشد الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم أن يدفعوا المفاوضات قدماً وبشكل حاسم». وأضاف البيان «هذا الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5vs4ad86

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"