عادي
هنية يوارى الثرى في الدوحة.. ومصادر تتحدث عن مقتله بعبوة «هُرّبت قبل شهرين»

اتصالات مكثفة لاحتواء التصعيد وكبح جماح الرد الإيراني على إسرائيل

00:43 صباحا
قراءة 4 دقائق
اتصالات مكثفة لاحتواء التصعيد وكبح جماح الرد الإيراني على إسرائيل
اتصالات مكثفة لاحتواء التصعيد وكبح جماح الرد الإيراني على إسرائيل

أكدت إيران، أمس الخميس، أنها تدرس مع حلفائها الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، مؤكدة أن ردها سيكون حتمياً على عملية الاغتيال، في وقت تكثف الاتصالات والجهود الدولية لاحتواء التصعيد ومحاولة كبح جماح الرد الإيراني، بالتزامن مع إعلان إسرائيل حالة التأهب مؤكدة جاهزيتها للرد هجوماً ودفاعاً، بينما ظهر القلق واضحاً في مجلس الأمن الدولي من اتساع نطاق النزاع، خصوصاً بعدما حالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دون إدانة إسرائيل، بينما دعت واشنطن جميع الأطراف بالمنطقة إلى وقف الأعمال التصعيدية، كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تجنب المزيد من زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط، في حين كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن الولايات المتحدة نشرت 12 سفينة حربية بالشرق الأوسط، في حين شاركت حشود إيرانية في مراسم تشييع هنية في طهران، قبل أن ينقل جثمانه لاحقاً إلى العاصمة القطرية الدوحة ليوارى الثرى في مثواه الأخير اليوم الجمعة.

رد إيراني

وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري: «إننا ندرس كيفية ردنا مع الحلفاء على اغتيال هنية»، مشدداً على أن «الرد حتمي ويجب اتخاذ إجراءات متعددة وإسرائيل ستندم على فعلتها». وقال رئيس برلمان إيران محمد باقر قاليباف، أمس الخميس: إن «إسرائيل ستدفع ثمناً غالياً لتعديها على الحدود الآمنة لإيران»، واصفاً إياه بأنه «الثمن الذي لا يخطر على بالها ولا تستطيع تصوره». وقال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إن من «واجب إيران الانتقام لحادثة اغتيال هنية المريرة والصعبة».

ولا تزال المعلومات تتكشف حول طبيعة مقتل هنية في طهران أمس الأول الأربعاء. فبعد الحديث عن صاروخ استهدف مقر إقامته، كشف سبعة مسؤولين عن أن عبوة ناسفة تم تهريبها سراً إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم، هي ما أدت إلى مقتله. وذكر أنه تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريباً في دار الضيافة، وفقاً لخمسة من المسؤولين في الشرق الأوسط. ودار الضيافة تديرها وتحميها قوات الحرس الثوري وهي جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم «نشأت»، في حي راقي شمال طهران. وأضاف المسؤولون الخمسة أن القنبلة تم تفجيرها عن بعد، بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة. كما أدى الانفجار إلى مقتل حارسه الشخصي، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

إدانة دولية

وكان العديد من أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم، الليلة قبل الماضية، إزاء مخاطر اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط بعد اغتيال هنية في طهران. وأعرب العديد من أعضاء المجلس، بمن فيهم أعضاء الصين وروسيا والجزائر، عن إدانتهم الصريحة لاغتيال هنية. وقالت نائبة السفير الفرنسي ناتالي برودهيرست: «ندعو إلى تحمّل أكبر قدر من المسؤولية وأقصى قدر من ضبط النفس لتجنّب اندلاع حريق إقليمي»، في حين قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود إنه «من الأفضل عدم التكهن بتأثير الأحداث الأخيرة على السلام والأمن في الشرق الأوسط، فاندلاع حرب أوسع ليس وشيكاً ولا حتمياً». أما نائب السفير الإسرائيلي جوناثان ميلر فقال أمام مجلس الأمن: «سنواصل العمل للدفاع عن الشعب الإسرائيلي بأسره».

من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، أن إسرائيل في «مستوى عال جداً» من الاستعداد لأي سيناريو سواء كان «دفاعياً أو هجومياً».

استعداد إسرائيلي

وأوضح في بيان أن «إسرائيل في مستوى عال جداً من الاستعداد لأي سيناريو، سواء كان دفاعياً أو هجومياً. سيترتب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جداً... أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم رداً على ذلك».

ومن جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الخميس، جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى وقف الأعمال التصعيدية، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال بلينكن لصحفيين في منغوليا إن الشرق الأوسط يسير على طريق يؤدي إلى «المزيد من الصراعات والمزيد من العنف والمزيد من المعاناة والمزيد من انعدام الأمن، ولا بد من كسر هذه الحلقة»،. وأضاف أن ذلك «يبدأ بوقف إطلاق النار الذي نعمل عليه، ومن أجل تحقيقه، يجب أولاً على جميع الأطراف التحدث والتوقف عن القيام بأعمال تصعيدية».

وبدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني. ووفقاً لبيان الوزارة، ندد الجانبان بمقتل هنية، وأشارا إلى «العواقب الخطِرة للغاية لمثل هذه الأعمال».

مدمرات أمريكية

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن واشنطن نشرت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد اغتيال هنية، والقيادي في «حزب الله» فؤاد شكر. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون، أن السفن شملت حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة «واسب» البرمائية الجاهزة، وهي قوة مهام برمائية مكونة من 3 سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة، وهي منتشرة الآن في مناطق متفرقة في الشرق الأوسط. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m85nkxdj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"