عادي
الاتحاد الأوروبي يعتبر الأزمة الإنسانية الفادحة كارثة من صنع الإنسان

مرصد عالمي: المجاعة تتفشى في إقليم دارفور السوداني

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
عائلة سودانية فرت من الصراع في مورني في منطقة دارفور بالسودان عند الحدود مع تشاد (اف ب)

قالت لجنة من خبراء الأمن الغذائي في تقرير صدر، أمس الخميس، إن الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات، تسببت في مجاعة بموقع واحد على الأقل بشمال دارفور، ومن المرجح أنها أدت إلى تفشي ظروف المجاعة في أجزاء أخرى من منطقة الصراع، فيما رأى الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل «إن المجاعة التي تم الإعلان عنها في السودان هي من صنع الإنسان، في إشارة إلى الصراع القائم بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

 جريمة حرب

وأضاف بوريل، في منشور على «إكس» أمس: «إن حرمان الناس من الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية ومواد الإغاثة يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ويمثل جريمة حرب».

وهذه النتيجة المرتبطة بمعيار معترف به دولياً يُعرف باسم «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، هي المرة الثالثة فقط التي يتم فيها الإقرار بحدوث مجاعة منذ وضع المعيار قبل 20 عاماً.

وتُظهر النتيجة مدى ما تسبب فيه الجوع والمرض من خسائر فادحة في السودان؛ حيث تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً بين الجيش وقوات الدعم السريع في أكبر أزمة نزوح بالعالم، وتركت 25 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

ويقول خبراء ومسؤولون بالأمم المتحدة، إن تصنيف المجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يمكّن الوكالات من توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.

ووجدت لجنة مراجعة المجاعة في تقريرها أن المجاعة، التي تتأكد عند استيفاء معايير تتعلق بسوء التغذية الحاد والوفيات، تتفشى في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، وستستمر على الأرجح هناك حتى أكتوبر المقبل على الأقل.

أسباب المجاعة

ويبلغ عدد سكان مخيم زمزم 500 ألف نسمة ويقع بالقرب من مدينة الفاشر التي يقطنها 1.8 مليون نسمة، وهي آخر منطقة مهمة لم تخضع لقوات الدعم السريع على امتداد دارفور.

وتحاصر قوات الدعم السريع المنطقة، ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم المترامي الأطراف منذ أشهر. وقالت اللجنة إن الأسباب الأساسية للمجاعة في مخيم زمزم هي الصراع والعراقيل الشديدة أمام المساعدات الإنسانية.

وأضافت أن ظروفاً مماثلة ربما تؤثر في مناطق أخرى بدارفور تتضمن مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين.

وفي أواخر يونيو الماضي، توصّلت عملية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قادتها الحكومة السودانية، إلى أن 14 منطقة في البلاد، من بينها أجزاء من ولايات الجزيرة وكردفان والخرطوم، معرّضة لخطر المجاعة.

سودانيون يأكلون أوراق الشجر 

واضطر بعض السودانيين إلى أكل أوراق الشجر والتربة، وأظهرت صور للأقمار الاصطناعية توسعاً سريعاً لمساحات المقابر مع انتشار الجوع والمرض، وفق تقرير لوكالة «رويترز». وكشف تحليل أجرته الوكالة لصور أقمار اصطناعية غطت 14 جبانة في دارفور أن المقابر توسعت سريعاً في الأشهر القليلة الماضية. وتوسعت مقبرة في زمزم في الفترة بين 28 مارس والثالث من مايو بسرعة تزيد 50% على الفترة التي سبقتها ب3 أشهر ونصف. واستخدمت لجنة مراجعة المجاعة هذا التحليل دليلاً غير مباشر على زيادة معدلات الوفيات.

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريلو في القاهرة، أمس الخميس، أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، وتوفير الدعم الإغاثي والإنساني للسودان ودول الجوار، مع ضمان ملكية الشعب السوداني للعملية السياسية.

 محادثات سويسرا

وناقش الجانبان الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في السودان، وتعزيز دخول وتوصيل المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الدعوة لعقد محادثات في سويسرا بين طرفي النزاع. كما أعربا عن تطلعهما لتقدم هذه الجهود بما يفتح المجال لإنهاء معاناة الشعب السوداني. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdsfb5u9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"