عادي
ميقاتي: التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر

ترقب في لبنان لرد «حزب الله» وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة

00:52 صباحا
قراءة 4 دقائق
لبناني يمر بجانب شعار "لبنان يريد السلام، وإسرائيل لا تريده"، وسط بيروت
لقطة تظهر آثار غارة إسرائيلية على قرية شمع في جنوب لبنان

بيروت - «الخليج»، وكالات:

تسود لبنان حالة من الحذر والترقب انتظاراً لرد «حزب الله» على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام، على وقع استئناف عمليات القصف المتبادل ما يرفع منسوب التوتر، وسط مخاوف من اتساع حلقة الردود إلى حرب شاملة، في وقت اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر، فيما حذّر نواب في الكنيست الإسرائيلي من التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي.

تطورات مقلقة

واعتبر ميقاتي، في كلمة لمناسبة عيد الجيش، أن «التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً «أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً». ولفت ميقاتي إلى أن «الشغور الرئاسي ليس وحده ما ينغّص فرحة هذا اليوم الوطني إنّما الظروف التي يعيشها البلد وصولاً إلى العدوان على الضاحية»، وقال: «لا شيء يدلّ على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف، ومصرّون على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا، ولن نتردّد في ذلك مهما علت التضحيات»، مشيراً إلى أن «مساهمات الجيش تحتاج إلى مواكبة من المؤسسات الدستورية؛ لذلك أدعو النواب إلى تجاوز الخلافات والتحاور لانتخاب رئيس»، خاتماً: «نحن مع سلام واستقرار مستدام، ونرحّب بأي مبادرة تُحقّق ما نريده من استعادة أرضنا التي لا تزال محتلة». 

وعقد الرئيس ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، اجتماعاً في السراي الحكومي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية، أكد خلاله الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار1701.

 فشل مأسوي 

من جانب آخر، حذّر أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من «التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي»، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية. ونقلت هيئة البث عن أعضاء في الكنيست قولهم، إنّ «خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة»، وقال النواب في الرسالة: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم»، معتبرين أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، باعتبار أنّها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة».

كسر دوامة العنف

في غضون ذلك، رأت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية إليزابيت ستكني في حديث صحفي «أن المسار الذي تسلكه المنطقة يتجه نحو المزيد من الصراع والعنف والمعاناة وانعدام الأمن»، معتبرة أن «كسر دوامة العنف لا يزال ممكناً، وأن ذلك يبدأ بوقف إطلاق النار ثم البناء عليه لإنهاء الصراع في غزة وتحقيق الهدوء بين إسرائيل ولبنان، ثم العمل على تحقيق سلام وأمن أوسع وأكثر ديمومة»، كاشفة أن الوسطاء الأمريكيين إلى الجانب الإسرائيلي و«حزب الله»، يعملون على التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق، وقالت: «إن الحرب الشاملة لا يزال ممكناً تجنبها».

وميدانياً، قصفت المدفعية الإسرائيلية، فجر أمس، أطراف عدد من البلدات في القطاع الأوسط، وجبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي. وأغارت مسيّرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين. كما أطلقت مسيرة أخرى ثلاثة صواريخ على بلدة الضهيرة الحدودية.

وحلق الطيران الحربي الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، بكثافة فوق الجنوب، وخصوصاً فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وأطلق البالونات الحرارية وشن عدداً من الغارات الوهمية، بينما تصدت وحدات الدفاع الجوي التابعة ل«حزب الله» للطائرات الإسرائيلية وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية. في المقابل، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا انتشاراً لجنود إسرائيليين في ‏موقع الضهيرة بقذائف مدفعية وأصابوه إصابة مباشرة. كما أعلن عن استهداف موقع «السمّاقة» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، واستهداف موقع «بياض بليدا» بقذائف ‏‏المدفعية.

دول أوروبية توصي رعاياها بتجنب السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل

دعت فرنسا مواطنيها في إيران إلى المغادرة بأقرب وقت، فيما طالبت الخارجية البولندية مواطنيها بتجنب السفر إلى لبنان وإيران وإسرائيل، في ظل خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: «تدعو فرنسا رعاياها الذين لا يزالون في إيران إلى مغادرة البلد» في أقرب وقت «بسبب الخطر» المتفاقم «بحدوث تصعيد عسكري بين إسرائيل وطهران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية».

بدورها، ذكرت الخارجية البولندية مواطنيها بتجنب السفر إلى إسرائيل وإيران ولبنان وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط. وكتبت في حسابها على موقع «فيسبوك»: «بسبب زيادة عدد السياح القادمين إلى لبنان وإسرائيل وإيران، نود أن نذكركم بأن وزارة الخارجية أوصت منذ فترة طويلة بعدم السفر إلى هذه المنطقة». وأشارت إلى أن «الوضع الأمني ​​غير المستقر في الشرق الأوسط يشير إلى أنه سيكون من الصعب مغادرة هذه البلدان».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7ekk8nt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"