عادي

كـ«حرب يوم القيامة».. وثائق سرية تكشف خططاً روسية لنسف أغلبية أوروبا

22:50 مساء
قراءة 5 دقائق
كـ«حرب يوم القيامة».. وثائق سرية تكشف خططاً روسية لنسف أغلبية أوروبا

إعداد: أحمد صلاح الدين
في الأيام الأخيرة من فبراير/ شباط 2022، انقلبت الأمور رأساً على عقب في شرق أوروبا، حيث نفذت روسيا وعيدها باجتياح أوكرانيا بعد تحذيرات متكررة لكييف حثتها فيها على الابتعاد عن المعسكر الغربي الذي تعده موسكو «غير صديق»، ومذاك وتواصل وتيرة التصعيد ومخاوف توسع الحرب لتشمل أوروبا بأكملها في التفاقم، حيث يعيش العالم منذ ذلك الحين على أطراف أنامله تحسباً للصراع الأخير في العالم «حرب يوم القيامة». 
ورغم المخاوف من تلك الحرب إلا أن أي تحركات عسكرية تأذن لشرارتها بالانطلاق أو توحي بقربها، لم تؤخذ من قبل الغرب وأمريكا أو روسيا، وبقي الحديث عنها مجرد مواد إعلامية وسرديات على شاشات التلفاز،إلا أنه وبعد مرور عامين ونيف على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت وثائق سرية مسربة أن روسيا دربت بحريتها على استهداف مواقع في عمق أوروبا باستخدام صواريخ نووية في صراع محتمل مع الناتو.
وأظهرت تلك الوثاق التي اطلعت عليها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أهدافاً بعيدة المدى، مثل الساحل الغربي لفرنسا وبارو إن فورنيس في المملكة المتحدة في عرض تقديمي للضباط الروس يسبقه اجتياح كامل لأوكرانيا.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن تلك الوثائق وهي من المجموعة نفسها المكونة من 29 ملفاً عسكرياً روسياً سرياً كانت قد حصلت عليها من مصادر غربية، تظهر كيف تصورت روسيا صراعاً مع الغرب يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها المباشرة مع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والتخطيط لسلسلة من الضربات الساحقة في جميع أنحاء أوروبا الغربية.
https://x.com/sdbernard/status/1823263026478297506182326302
https://x.com/sdbernard/status/1823263026478297506https://x.com/sdberna…
الأهداف 

وتُظهر الوثائق التي تم إعدادها بين عامي 2008 و2014، أهدافاً للصواريخ التي يمكن أن تحمل إما رؤوساً حربية تقليدية أو أسلحة نووية تكتيكية، كما تظهر تسليط الضباط الروس الضوء على مزايا استخدام الضربات النووية في مرحلة مبكرة.

https://x.com/sdbernard/status/1823263026478297506https://x.com/sdberna…
وتظهر مجموعة من الخرائط، أعدتها «فايننشال تايمز» عينة من 32 هدفاً لحلف شمال الأطلسي في أوروبا للأساطيل البحرية الروسية.
حيث تقع أهداف أسطول البلطيق الروسي إلى حد كبير في النرويج وألمانيا، بما في ذلك القاعدة البحرية في بيرغن، فضلاً عن مواقع الرادار ومرافق القوات الخاصة.
فيما تؤكد الخرائط، أنه من المتوقع أن يضرب الأسطول الشمالي الروسي أهدافاً صناعية دفاعية، مثل حوض بناء السفن الغواصات في «بارو إن فورنيس»شمالي غرب إنجلترا، ودول عدة أخرى، مثل النرويج وفرنسا والسويد وإستونيا واليابان. 
كما تشمل السيناريوهات حروباً مع حلفاء حاليين لروسيا، مثل الصين وإيران وأذربيجان وكوريا الشمالية. 
وذكرت الصحيفة: إن تلك العينة الموضحة بالخرائط ما هي «إلا جزء صغير من مئات، إن لم يكن آلاف الأهداف التي تم رسمها في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الأهداف العسكرية والبنية التحتية الحيوية».

هل لدى روسيا القدرة

أكدت الوثائق أن البحرية الروسية تتمتع بـ«قدرة عالية على المناورة» وهذا ما يسمح لها بإجراء «ضربات مفاجئة واستباقية» و«ضربات صاروخية ضخمة ومن اتجاهات مختلفة»، وأوضحت أن تلك الهجمات المفترضة لن تقتصر فقط على «الأسلحة النووية» بل الاشتراك مع أسلحة ووسائل تدميرية مركبة لتحقيق أهداف روسيا.
وأكد محللون راجعوا الوثائق، أنها تتفق مع تقييمات حلف شمال الأطلسي لتهديد الضربات الصاروخية بعيدة المدى من قبل البحرية الروسية والسرعة التي قد تلجأ بها روسيا إلى الاستخدام النووي.
وأوضحوا أن روسيا احتفظت بالقدرة على حمل الأسلحة النووية على السفن السطحية، وهي قدرة تحمل مخاطر إضافية كبيرة للتصعيد أو الحوادث.
وقال محللون ومسؤولون سابقون: إن قدرة روسيا على الضرب في جميع أنحاء أوروبا تعني أن الأهداف في جميع أنحاء القارة ستكون معرضة للخطر بمجرد اشتباك جيشها مع قوات حلف شمال الأطلسي في دول الخطوط الأمامية، مثل دول البلطيق وبولندا بحسب «فايننشال تايمز»
وقال جيفري لويس، أستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري «الروس يرون هذه الأشياء «الرؤوس الحربية النووية التكتيكية» كأسلحة محتملة للفوز بالحرب، سيرغبون في استخدامها، وسيرغبون في استخدامها بسرعة كبيرة».
وجدير بالذكر إن الأسلحة النووية التكتيكية، التي يمكن إطلاقها عن طريق صواريخ تطلق من البر أو البحر أو من الطائرات، لها مدى أقصر وهي أقل تدميراً من الأسلحة «الاستراتيجية» الأكبر حجماً والمصممة لاستهداف الولايات المتحدة، ومع ذلك، فإنها لا تزال قادرة على إطلاق قدر كبير من الطاقة النووية، أكبر من تلك التي ألقيت على ناغازاكي وهيروشيما في عام 1945.

ضربة استعراضية ومفتاح سحري 

وتشير الوثائق أيضاً إلى خيار ما يسمى «بالضربة الاستعراضية» (تفجير سلاح نووي في منطقة نائية) في فترة تهديد مباشر بالعدوان قبل وقوع نزاع فعلي بهدف إخافة الدول الغربية، ولكن روسيا لم تعترف أبداً بأن مثل هذه الضربات في عقيدتها النووية.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن مثل هذه الضربة ستظهرللغرب «استعداد روسيا لاستخدام أسلحة نووية غير استراتيجية أو دقيقة وجدية نواياها في استخدام الأسلحة النووية».
وقال ألبيرك، المدير السابق لمركز الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل التابع لحلف الناتو: «الروس يريدون أن يكون الخوف من استخدام الأسلحة النووية هو المفتاح السحري الذي يفتح الباب أم الاستسلام الغربي».
وجاء في الوثائق أن الأولوية القصوى لروسيا في أي صراع مع الناتو هي «إضعاف إمكاناته العسكرية والاقتصادية»، وقال محللون: إن هذا يعني أن روسيا ستضرب المواقع المدنية والبنية التحتية الحيوية، كما فعلت في أوكرانيا.
وقال فابيان هوفمان، وهو باحث في السياسة النووية: إن مزيج الضربات النووية والتقليدية التي كشفتها الوثائق يشكل «حزمة واحدة للإشارة إلى الخصم بشكل أساسي إلى أن الأمور الآن تحتدم حقاً، وسيكون من الحكمة أن تبدأ في التحدث معنا حول كيفية تسوية هذا الأمر».

الناتو لا يملك الردع الكافي 

وفقاً لحسابات الناتو، فإن دول الحلف لديها أقل من 5 في المئة من قدرات الدفاع الجوي المطلوبة لحماية الجناح الشرقي للحلف ضد هجوم واسع النطاق من روسيا.
كما تشير الوثائق المسربة إلى أن روسيا احتفظت بالقدرة على حمل الأسلحة النووية التكتيكية على السفن السطحية على الرغم من اتفاق عام 1991 بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة لإزالتها.
و خلافاً للغواصات الاستراتيجية المزودة بصواريخ باليستية والمصممة لإطلاق حمولات نووية من أعماق المحيط، فإن السفن السطحية التي تحمل على متنها رؤوساً نووية ستكون معرضة لخطر أكبر بكثير من أضرار العواصف أو إصابة العدو.
ومن بين حاملات الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، أدرجت الوثائق «صواريخ مضادة للغواصات برؤوس نووية مثبتة على سفن سطحية وغواصات» و«صواريخ موجهة مضادة للطائرات على متن السفن والشواطئ برؤوس نووية لهزيمة مجموعات الدفاع الجوي المعادية»
في يونيو/ حزيران، تدربت القوات المسلحة الروسية على تحميل صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز بي-270 تعود إلى الحقبة السوفييتية على فرقاطة من فئة تارانتول في كالينينغراد، حيث يقول مسؤولون من حلف شمال الأطلسي: إنها تخزن مخزوناً غير معلن من الرؤوس النووية التكتيكية.
وأظهرت لقطات التدريبات قوات الوحدة الثانية عشرة التابعة لحرس العمليات العسكرية الروسي، وهي حرس للرؤوس الحربية النووية داخل الجيش الروسي، وهي تتدرب على نقل الصاروخ في الحاوية التي ستستخدمها لنقل صاروخ مسلح نووياً بالكامل، برفقة قوة الحراسة المناسبة والإجراءات اللازمة للتعامل مع الرأس الحربي النووي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6tk5px

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"