عادي

«الخَرَّوبة» لرشيد النجّاب.. بداية عهد جديد

23:20 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة - «الخليج»
رواية «الخَرَّوبة» لرشيد عبدالرحمن النجّاب.. تعدَّدت الأحداث والقدر واحد، إنه البطل، جد الراوي والمجنَّد.. وأشياء أخرى.. هذا هو ما يحكيه رشيد عبدالرحمن النجاب، الذي كتب سيرة حياة جدّه، في الفترة الواقعة بين عهدين يؤرخ لهما، أو لجدّه بينهما، فكم هي قاسية أحياناً، قاتلة أحياناً أخرى تجربة التجنيد الإلزامي، لا سيما في فترات الحروب.
ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 112 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 17 فصلاً لكلٍّ منها عنوان مستقل، يأتي وكأنه استشراف لما هو قادم من أحداث، وتبدأ القصة منذ السطور الأولى بالفصل الأول المعنون «ذات صباح»، إذ يبدأ رشيد النجّاب، مصطحباً قراءه في حالة من الاستحضار الروحي لكل ما يحكي عنه، حتى إننا منذ العبارة الأولى نحيا مع «مِصِلحة» حالة القلق والتوتر التي حرمتها النوم، غارقين مثلها تماماً في دوائر التساؤلات، يقول النجَّاب: «لم يكن ذلك الصباح مثل كل صباح بالنسبة لمِصِلحة (أم رشيد)، هاجس غريب عبث بخدر الجسم، وأبعد عن العينين سكينتهما، بات الفراش غريباً، يتنكَّر لمهمته كمكان تستمد منه بعض الطاقة للغد بمهامه المتجددة واللانهائية، ابتداءً من خطوط الفجر الأولى وحتى غياب الشمس، فما الذي استجد في هذه الليلة؟! ولماذا لم تدرك من ليلها نوماً يمكن أن يمدَّها بهذه الطاقة؟ أي شيء استجدَّ فعبث بإغفاءة تنسيها ما كان بالأمس؟».
يأتي المفصل الرئيسي في الرواية (تجنيد الابن الوحيد «رشيد» (والذي سمي الكاتب باسمه)، وذلك الحال من التوتر والأسى الذي عاشته الأسرة المكونة من الأب والأم والأختين بعد تجنيد زهرة البيت، ويقص النجَّاب في الفصل الثاني، والمعنون «في الطريق إلينا»: «رغم كون المهام التي أنجزت في دار عبدالرحمن في ذلك اليوم عادية متكررة، فإن اليوم مضى بطيئاً كئيباً مثقلاً بالقلق والترقُّب، وقد زاد من ذلك ندرة الأخبار المتوافرة عن تحرُّك فرق التجنيد، إضافةً إلى حرّ تموز، فالقرية التي تختبئ بين الأشجار خلف خربة «صِيّا» ترقد بمنأى عن الطرق التي تربط المدن والبلدات بعضها ببعض على بدائيّتها».
وجاء الفصل الثاني بعنوان «آخر مراحل السفر» والثاني عشر «البداية في بعلبك» حيث يعطي فيه الكاتب لمحة من تلك الشخصية التي كان عليها البطل، فيقول النجاب: «أما رشيد فكان متحفِّزاً للمعرفة، تواقاً لما هو جديد، ولكنه كان رغم دهشته قادراً على تمييز الغث من السمين من المعلومات التي تتناهى إليه، يزنها بمقياس منطقه دون أن يكلِّف نفسه عبء الخوض مع المدعين في مدى دقة هذه المعلومات وصلاحيتها للقبول أو الرفض...»
وجاء الفصل الرابع عشر بعنوان «صمود» كما يختتم النجاب فصله الأخير وروايته بجملة تعد بمثابة النبوءة، أو الإقرار أو القرار الذي اتخذه الجد: «أما ما بعد ذلك يا أمي فبداية عهد جديد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n74a2f2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"