عادي

أطباء كوبا يستحقون «نوبل»

03:04 صباحا
قراءة 3 دقائق
فيجاي براشاد *

قبل خمس سنوات، قرأت قصة الدكتور فيليكس بايز، وهو طبيب كوبي عمل في غرب إفريقيا لوقف انتشار الإيبولا. كان الدكتور بايز واحداً من 165 طبيباً كوبياً من اللواء الطبي الدولي الذين ذهبوا إلى سيراليون لمحاربة تفشي مرض إيبولا في عام 2014. وخلال فترة وجوده هناك، أصيب الدكتور بايز بالفيروس.
قامت منظمة الصحة العالمية والحكومة الكوبية بنقل الدكتور بايز إلى جنيف، حيث تلقى العلاج في مستشفيات جنيف الجامعية. عانى بايز المرض، ولكن بفضل الرعاية الرائعة التي تلقاها، شفي من إيبولا ليتم نقله جوا إلى كوبا. وفي مطار هافانا، استقبلته زوجته فانيا فيرير وابناه أليخاندرو وفيليكس لويس ووزير الصحة روبرتو موراليس.
كتب أليخاندرو - وهو طالب طب - على موقع الويب كوباسي، «كوبا في انتظارك». وفي ليبيريا، هتف الأطباء الكوبيون الآخرون الذين يحاربون الإيبولا للدكتور بايز. وأنشئت صفحة على فيسبوك تسمى «كوبا مع فيليكس بايز، بينما انتشر الهاشتاغ # FélixContigo و # FuerzaFélix في منتديات التواصل الاجتماعي الأخرى.
تعافى الدكتور بايز ببطء، ثم قرر بدهشة العودة إلى غرب إفريقيا لمواصلة مكافحة الإيبولا.
وليس عجباً أن تكون هناك حملة دولية لتكريم الأطباء الكوبيين بجائزة نوبل للسلام. هذا الجانب من عمل كوبا ضروري لمشروعها الاشتراكي التضامني الدولي من خلال أعمال الرعاية.
عندما عاد الدكتور بايز إلى غرب إفريقيا، كتب زميله الدكتور رونالد هيرنانديز توريس، المقيم في ليبيريا، على فيسبوك:«نحن هنا بقرارنا ولن ننسحب إلا عندما لا يعد إيبولا مشكلة صحية لأفريقيا والعالم».
وأفادت خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكية بأنه «في يونيو 2019، خفضت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف كوبا إلى المستوى 3 في تقرير الاتجار بالبشر لعام 2019»، لأسباب من بينها عدم اتخاذ «إجراءات لمعالجة العمل الجبري في المجال الطبي الأجنبي». وجاءت هذه السياسة إلى جانب ضغوط الحكومة الأمريكية على حلفائها لطرد البعثات الكوبية من بلادهم.
اللافت أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة - وبضغط من واشنطن - قال إنه سيحقق مع الأطباء الكوبيين.
حلفاء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل وبوليفيا والإكوادور، قاموا بطرد البعثات الطبية الكوبية. وقد يصبح هذا قراراً كارثياً لهذه البلدان مع تطور جائحة كورونا عبر أمريكا اللاتينية.
وكان ألكسندر باديلا من حزب العمال (PT) وزيراً للصحة في عهد الرئيسة ديلما روسيف وعضواً في الفريق الذي أنشأ برنامج (المزيد من الأطباء) وقال إنه بعد طرد الأطباء الكوبيين، حدثت زيادة في وفيات الرضع وازدياد الالتهاب الرئوي بين مجتمعات السكان الأصليين حيث يعملون ؛ وكان كل هذا كارثياً خلال جائحة كورونا.
ويخاطر العاملون الطبيون الكوبيون بصحتهم لكسر سلسلة عدوى كورونا.
وطور العلماء الكوبيون عقاقير - مثل مضاد للفيروسات ألفا -2 ب - للمساعدة على مكافحة المرض. وأعلن العلماء الكوبيون الآن أن لقاحهم قيد التجربة ؛ ولن يتم التعامل مع هذا اللقاح على أنه ملكية خاصة، ولكن سيتم مشاركته مع شعوب العالم. وهذا هو إخلاص الأممية الطبية الكوبية.
ومنذ بداية الأممية الطبية الكوبية في عام 1960، عمل أكثر من 400000 عامل طبي في أكثر من 40 دولة. ويؤمن هؤلاء العاملون الطبيون بالرعاية الطبية والعالمية؛ وإنه درس تعلموه من تعاليم تشي جيفارا، الطبيب والأممي.

* مؤرخ هندي وصحفي ومعلق ومفكر. (موقع كاونتر بانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"