عادي

"الخليج" .. خمسون عاماً مــن الــريـــــادة الإعــلاميــــــة

01:47 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الغفار

بقلم: عبدالغفار حسين

نحن الآن في الثلث الأول من عام 1970، وأعين الناس في كل مكان لا سيما في بلاد العرب مشدودة تترقب قيام دولة كبرى على الضفاف العربية من الخليج، الإمارات السبع وقطر والبحرين.. ورغم أن الأنباء التي ترددت عن إخفاق محاولات كل من قطر والبحرين للمضي قدماً في المشاركة الاتحادية خلال المهلة التي حددتها بريطانيا للانسحاب من الخليج بحلول ديسمبر/ كانون الأول 1970، لكن الإمارات السبع، أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، الفُجيرة، أم القوين، مضت قدماً في الارتباط الأسري، والقرار بإقامة الدولة في الموعد المحدد، ونتج الأمر عنه كما هو معروف قيام دولة يربطها نظام دستوري فيدرالي متطور لا نظير له في الإقليم العربي، والذي جاء نتيجة تلاقي إرادة الإماراتيين جميعاً قادة، وشعباً..

وعندما نتحدث عن تلاقي هاتين الإرادتين اللتين أشرنا إليهما، وهي إرادة الناس مع القادة، فإننا من الواجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي لعبه بعض من القيادات الشعبية الواعية في الإمارات، التي كان لها شرف المشاركة التاريخية في وضع اللبنات الأولى في صرح الدولة الفَتيّة على أسس متينة، وهذا الدور ارتكز على المجال الإعلامي والمُشاركة السياسية في شؤون الدولة، وإدارتها..

وكان على رأس هذه القيادات الشعبية شابان شقيقان نذرا نفسيهما لخدمة بلدهما في صورة الدولة الجديدة، وهذان الشقيقان هما المرحوم تريم عمران تريم، والمرحوم عبدلله عمران تريم، اللذان تحفظ لهما الإمارات فضل تأسيس أوّل دار للإعلام الأهلي، وهي دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، وإصدار أوّل جريدة يومية أهلية، جريدة «الخليج»، التي أصبحت في فترة وجيزة إحدى الجرائد ذات الصيت الإعلامي المتميز، ليس في المنطقة الخليجية وحدها فحسب، بل في العالم العربي..

وقد تميزت «الخليج» في سياستها وطرحها الإعلامي باتباع النهج العروبي المعتدل، والمتفق مع مبادئ حقوق الإنسان، ومراعاة ما تقتضيه العلاقات الحسنة بين الدول، وكسبت «الخليج» والقائمون على شؤونها بذلك احترام الجميع، رغم ما اجتاح العالم العربي بما فيها المنطقة الخليجية من تقلبات في الشؤون والشجون خلال نصف القرن الماضي.. وللخليج أيضاً الفضل في التمهيد لقيام دور للصحافة اليومية والإعلامية بوجهٍ عام، في الإمارات، وظلت دار الخليج تتصدر الإعلام الأهلي من دون مُنازع حتى يومنا هذا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"